المعاني يكتب: كورونا والحجر الصحي المنزلي ....

كتب: الدكتور عبدالرحمن المعاني
في هذا الوقت أغلب الناس لا عمل لديهم خارج المنزل ما عدا العاملون في الجانب الصحي وبعض القطاعات الأخرى والمحددة حسب الحاجه والضرورة، أما باقي العاملين في القطاعات الأخرى فهم في منازلهم لا يخرجوا إلا لضرورة تأمين أسرهم بالاحتياجات الضرورية. إذاً أصبح أغلب وقتنا نقضيه في المنزل وقد تطول أسابيع الله أعلم كم الفترة ستتطول ، لهذا علينا أن نغير سلوكنا كأفراد ومجتمع لنحول منازلنا إلى مكان للإنتاج وليس فقط للأكل، ولنحول منازلنا إلى مكاتب للعمل والتعليم، والإنتاج بحيث يقوم رب العائلة باستغلال الأرض الموجودة حول منزله وزراعتها بالخضار والفواكه ان توفر له ارض، والقيام بأعمال الصيانة البسيطة في المنزل، وعلى مؤسسات المجتمع المدني والاجهزة الحكومية المختصة أن توجه المجتمع في عزلته نحو أساليب جديدة مبتكرة وتواصل مجتمعي آمن يسمح باستمرار الحد الأدنى من إدارة العجلة الاقتصادية لإنتاج السلع الأساسية وايصالها إلى المحلات بطريقة آمنه حتى يتمكن المواطن شراء احتياجاته بصورة آمنه وحسب الإرشادات الصحية والوقائية وتجنب الازدحامات في الأسواق وتجنب الاتصال المجتمعي الواسع ونعمل معاً حكومة ومجتمعاً لتخفيف آثار فيروس كورونا الاقتصادية والتي لا تقل عن خطورة الفيروس نفسه. ولكن صحة وسلامة الإنسان هي الاولوية والتي تسبق كل الأولويات وهي ترجمة لفلسفة مؤسسة العرش (الإنسان أغلى ما نملك) وهي حقيقة ملموسة، حيث قدمت أجهزتنا الحكومية صحة وسلامة الأردنيين على ما سوى ذلك بعكس دول ميزت الجانب الاقتصادي على صحة وسلامة المواطن وهي الآن في ورطة صحية كبرى أو دول دخلت في جدال حول أيهما اهم الاقتصاد أم حياة الإنسان ولم تخرج من هذا الجدال إلا على وقع الكارثة الصحية الكبرى والتي تمثلت بعشرات الآلاف من الإصابات والاف من الوفيات وهذا ما لا نريده لبلدنا والذي قدم صحة مواطن وسلامته على كل الأولويات الأخرى. وأنا ادعو إلى التريث في اتخاذ أي قرار اقتصادي و دراسة كل الاختيارات وآثارها وعدم التسرع في السماح لبعض القطاعات في العمل والتي ممكن تأجيلها لريثما تتضح الصورة، ومحاولة دراسة تعويض رواتب العاملين في المؤسسات المتوقفة عن العمل. حمى الله الوطن والشعب وحمى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وسمو ولي العهد الأمير حسين المعظم. والله من وراء قصد. * دكتوراة في الإدارة الصحیة