الفايز يكتب: عندما تسطو المخابرات على الكمامات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/09 الساعة 12:30
مدار الساعة - كتب: فايز الفايز
في الأخبار الإسرائيلية منذ أيام، أن فرقة خاصة للمخابرات الإسرائيلية قامت بعمليتين خارجيتين للإستيلاء على معدات طبية وكمامات ومواد طبية تتعلق بالفحوصات الطبية، العملية الأولى أسفرت عن مفاجأة غير سارة حيث تبين أن المسروقات لم تفي بالحاجة، ما استدعى إجراء عملية نوعية ثانية جلب الفريق خلالها عشر ملايين كمامة جراحية و مائة وعشرين لباس طبي كامل وسبع وعشرين آلة تنفّس اصطناعي،وخمس وعشرين ألف كمّامة من نوع N95.،وكان مصدر هذه البضاعة دولتين إحداهما عربية، والطريف في الموضوع أن تلك الكميات لم يتبرع بها أحد، بل تمت سرقتها على أيدي الفرقة المتخصصة لجهاز المخابرات الإسرائيلية دون علم الدول المخصص لها.
القضية لم تعد سرّا، فوزير الأمن الإسرائيلي "نفتالي بينيت" لم ينف العملية في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، بل أكد على جميع أجهزة الدولة العبرية أن تقوم بما يجب عليها من تأمين لأي مواد لحماية مواطني الدولة الصهيونية وعلى الجميع العمل بهجومية وذكاء واحترافية لتأمين متطلبات الرعاية الصحية للدولة، وهذا ما جرى لإيطاليا حين صادرت دول أوروبية طلبياتها التي عبرت خلالها.
فهل يعقل في زمن القوانين والمحاكم الدولية والمسؤولية العالمية للحفاظ على السلم والأمن الدولي والتعاون من أجل الحفاظ على سلامة الإنسانية، أن يقوم جهاز مخابرات دولة بالسطو على معدات مخصصة لدول أخرى وسرقتها، إلا إذا كانت إسرائيل،فمع اكتشاف الفريق أن العملية الأولى خيبت أملهم في استهداف المواد المطلوبة، قامت مرة أخرى بإعادة العملية التي وفرت ما يحتاجونه على حساب شعوب دول نائمة .
لم تنته القصة الى هذا الحد، بل كشف المراسل العسكري للقناة 12 أن عمليات فرقة المخابرات الخارجية ستستمر حتى الوصول الى أكثر من مليون من المعدات الطبية والأطقم الخاصة بالأطباء والممرضين والأقنعة والنظارات الخاصة للحماية من العدوى وأجهزة التنفس الصناعي، فأي دولة هذه وأي أجهزة أمنية تلك التي تخرق قوانين الكون وتقاتل بالباطل لتوفير احتياجات دولة اكتشفت أنها تفتقر الى الكثير من مستلزمات الوقاية والعلاج لمثل هذا الفيروس ؟
عندما نجد أن رجلاً مثل مؤسس موقع علي بابا الملياردير الصيني "جاك ما " يظهر بأنه أقوى من دولة عظمى كالولايات المتحدة واسبانيا وايطاليا وفرنسا وغيرها،ويبعث لهم أجهزة تنفس صناعي وأقنعة طبية ويوزع حول العالم، فإن مفهوم الدولة مهما كانت عظمتها ستسقط بعد كشف حساب فيروس كورونا،وهناك العديد من أِشباه "ما" أناس يبذلون ما بوسعهم لمساعدة شعوب الدول الفقيرة وجميعهم من العالم الذي لا يسجد على جبهته، فيما لا يزال عالمنا العربي يخوض معارك حربية ويتكبد جرائها مئات المليارات من الخسائر المباشرة وغير المباشرة.
علينا أن نتعلم من إجراءات الدول المتقدمة والدول الخارجة على القانون حتى، فالنقص بأجهزة التنفس وفحص الإصابات بالوباء ستكون كارثة لا قدر الله،ولنتعلم بسرعة كيف نخرج بتطبيقات ذكية أتاحتها الشركات العملاقة مجانا لنا لتتبع الحالات عبر الهواتف الذكية وتطبيقات الإنترنت الذي تسنزف رسائل واتس اب والدردشات الفارغة والمملة غالبية وقت الناس بلا فائدة.
الحمدلله أن أجهزتنا الاستخبارية والعسكرية والأمنية تتمتع بأخلاقيات عالية وتبذل قصارى جهدها لضبط الأمن العام وردع السلوك الإنحرافي،ومع التقديرلجهود وزارة الصحة ،فيجب التخفيف على الأقل من الظهور اليومي لاستعراض الحالات والتركيز على توفير المستلزمات الطبية وأجهزة الفحص والوقاية وتوسيع شبكة الفحوصات العشوائية،والأهم إعلان أسماء المناطق والبنايات والأشخاص المصابين،كي يستطع الأصحاء تجنب مخالطة المصابين أو المناطق الموبوءة.
نحن دولة محترمة لا نسطو على حق غيرنا،ولكن علينا توفير ما يجب بكافة الطرق.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/09 الساعة 12:30