التبيني يكتب: قرار الجامعة الاردنية بين الاعتماد والرفض

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/07 الساعة 21:06
بقلم: د. رائد جازي التبيني * في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن وتوصيات جلالة الملك بمتابعة العملية التعليمية واستمراريتها كان على وزارة التعليم العالي أن تلتفت لكافة القضايا التي تتعلق بالطلبة ومعالجتها وفقا لما تمر به البلاد وأن تتحلى قراراتها بالمرونة. فقد تضاربت القرارات بين الوزارة والجامعة الاردنية حيث ألغى التعليم العالي قرار الجامعة ليوم أمس والذي منح الطلبة اختيار نظام ناجح/راسب او احتفاظ الطالب بحقه باحتساب العلامات حسب النظام الأصلي للجامعة. قرار الجامعة الاردنية هو القرار الأنسب والواجب إعماله وتعميمه على الجامعات كافة ولو بمقتضى قانون دفاع يخصص للقطاع التعليمي نظرا للظروف التي تمر بها البلاد في ظل جائحة كورونا. فبرأيي كمدير أكاديمي لمؤسسة تعليم عالمية ((World Learning ومدرس لطلبة من جامعات امريكية مختلفة ببرامج دولية إن قرار التعليم العالي هو قرار خاطئ وأتسائل هنا ماهي الأسباب التي دفعت الوزارة لاتخاذه. وأعتقد بأن الإجراء المناسب الذي يجب على وزارة التعليم العالي اتخاذه هو مواكبة الأنظمة التعليمية واعتماد قرار الجامعة الأردنية والذي اتخذ من قبل كبرى الجامعات الامريكية، مثل جامعة هارفرد، وجامعة جورج واشنطن، وجامعة جورج تاون وجامعة كاليفورنيا (لوس انجلوس)، وجامعة فندربلت، و جامعة ميدل بيري، وجامعة ستانفود، والعديد العديد من الجامعات العالمية.
إن قرار الجامعات العالمية تمحور حول عدة أمور أهمها:
- السماح للطلاب باختيار ما إذا كان سيتم تصنيف درجاتهم على مقياس ناجح/راس(Satisfactory/Unsatisfactory) أو على مقياس الدرجات العادي المعتمد أصلا في جامعاتهم. - إعطاء مهلة طويلة للطلبة ليقرروا بشأن العلامات الى ما بعد النتائج النهائية. - مراعاة الطلبة الخريجين ومنحهم مرونة أكبر بالقرارات الصادرة. - ضمان عدم تأثر المعدل التراكمي للطالب بالقرارات المتخذة. - التخفيف من الضغط قدر الإمكان على الطلاب والكوادر التعليمية. إن على وزارة التعليم العالي تنفيذ أوامر وتوصيات جلالة الملك بضرورة متابعة المستجدات المتعلقة بعملية "التعلم عن بعد" من خلال التغذية الراجعة والإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان استمرارية العملية التعليمية والالتزام بها، حيث جائت فكرة التعليم عن بعد في هذه الفترة بشكل مفاجئ وغير متوقع حيث أجبرت الجامعات المحلية العالمية باتخاذ قرار التحول لنظام التعليم عن بعد دون أن تكون الجاهزية له كاملة بتاتا، ذلك أن العديد من الأساتذة في الجامعات بالرغم من تمكنهم الاكاديمي وخبراتهم المتميزة في مجالاتهم، إلا أن خبرتهم قليلة جدًا أو محدودة في التعليم عن بعد (عبر الإنترنت) ناهيك عن عدم توفر السبل والإمكانات المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة.

لذلك فإنه يجب على الوزارة التحلي بالمرونة وإعطاء الجامعات القرار فلا يعقل وفي ظل ظروف الجائحة أن تتصور ان الإمكانات بمستوى واحد في المملكة خاصة في ظل الحجر وإغلاق كافة السبل المادية أمام الطلبة أو مدرسييهم! مع التأكيد مجددا بأن فكرة التعلم عن بعد هي فكرة جديدة على عدد كبير من طلبتنا و مدارسنا و جامعاتنا. حمى الله الاردن والانسانية جمعاء * المدير الاكاديمي لبرامج التنمية والسياسة والبيئة
مؤسسة التعلم العالمية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/07 الساعة 21:06