مازن بيك

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/06 الساعة 14:01
كتب : محمد عبدالكريم الزيود في كل مساء وعند أخبار الساعة الثامنة ننتظر طلّته على شاشات الفضائيات، ربما الأردنيون ما زالوا يقدّسون هذا الموعد الإخباري ، وكبرنا ونحن عند الثامنة مساء نصمت وكأننا في صلاة لأنّ ثمة أخبار يريد أن يسمعها أبي .. لذا عدنا إلى الثامنة مع أزمة كورونا نسمع لإيجاز الحكومة ، لكن العميد مازن الفراية مدير عمليات خلية الأزمة ، يختلف عن أصحاب المعالي ، فلا ربطات عنق ولا بدلات أنيقة ، ففوتيك الميدان أبلغ من كل القصائد .. مازن بيك يمثّل بطلّته وهيبته قدسية العسكرية والجيش، لا يبتسم ولا يخرج عن النص، كشرته الكركية ابن "الجدّيّدة والجدعا" وتقاسيم الرجولة في وجهه تقول أن الموقف خطير وهام. أنحاز لمازن بيك وهو صديق ورفيق السلاح ولا يحتاج لمدحي، فالعسكريون لا يجيدون المديح ولا دبلوماسية الكلام والساسة، مباشرون وصريحون مثل بنادقهم ومدافعهم التي ترمي دون مواربة.. مازن في جديّته وحزمه يدير خلية وطن، ويعرف أن مقدار كلماته ويوزنها ويعدّها كلمة كلمة ، مثل عدد رصاصاته ولا يحيد عن الهدف أبدا ، وربما علّمته المدفعية وهو إبنها أن الدقة مطلوبة والخطأ غير وارد. يحقّ لنا أن نفخر بأبناء العسكر أبناء الجيش العربي، الذين يعرفون الخبيزة والعكوب، ويعرفون سناسل وينابيع القرى مثل وجوه أمهاتهم، وصعدوا ذات مساء دروب القرى والبوادي نحو " مؤتة" ، فحضنتهم مؤسسة الجيش وأهلتهم وعلمتهم في أرفع جامعات ومعاهد العالم، وعادوا اليوم لإدارة الدولة في أزمتها، هذا هو استثمار الأردنيين الذي أثمر ولم يذهب سدى مثل إستثمارات الكثير من الوهم الحكومي. مازن وصحبه قمح البلاد ودحنونها يضربون مواقع الفساد دون خوف لتجّار الأزمات، فلا شلل ولا طبطبة عندما يتعلّق الأمر بالوطن، ويعملون بصمت دون ضجيج، فالجيش العربي كان على الدوام محل ثقة الأردنيين وبوصلتهم وقبلتهم، عين على الحدود وعين على المدن والقرى، وسيبقى حامي الحمى وحارس الوجدان والهوية.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/06 الساعة 14:01