أوقفني وهو يهجين.. سألته: (كل الأمور بخير؟) فابتسم

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/06 الساعة 10:19
مدار الساعة – لقمان إسكندر - أوقفني وهو "يُهِيجن". - ترخيصك
- تفضل. "فتحت هاتفي" فتفحّص الترخيص. كان مشغولا بـ "الهيجنة"، وهو يفحص الوثيقة.
- ماذا تعمل؟
- صحافي.
- اها.. بس لا تكتب أني "بهيجن". لم أعده بشيء. فقط ابتسمت بتعب، بعد يوم عمل طويل. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلا. رجل الأمن، المتلحّف بلسعة البرد التي تحيط بعمّان ليلا هذه الأيام، كان يسلي نفسه. أعجبني المشهد. كثير منا يحمل دورا ما في هذه اللحظة التاريخية. وهذا ما يفعله رجل الأمن. يحرسنا من أنفسنا. ولأن الوقت متأخر، والساعة تدعو إلى الاسترخاء؛ كان يهيجن. قلت لنفسي ما الذي يمكن أن أسرده بعد سنين، لحفيدي عن لحظة عالمية صارت تعرف بمفترق كورونا. ربما سأترك المهمة لأبيه. لا أعلم. سوى أني مشتاق لاحكي له كل شيء، وكيف أنّا خضنا المعركة في المملكة رجالا من قلب. كيف لا وما نعيشه مرحلة هي الأكثر حساسية التي تشهدها البشرية منذ سنوات طويلة.
قلت سابقا إنه كان "يهيجن". أعجبني "روقانه". نحن بخير. معظمنا على الأقل. التحديات التي تواجهنا واسعة، لكنا رجال. نعم، كان "يهيجن" بسحر. رجل أمن في العشرين من عمره. رائق، ويدعو مشهده الى الإطمئنان. وصلت منزلي، وما هي إلا ساعة حتى نمت. مطمئن أن الرجال يفعلون كل ما عليهم فعله. نمت، سوى أن رجل الأمن الذي كان يهيجن بقي في الشارع لحراستنا من أنفسنا. عمان مزدحمة بالشباب ليلا. في كل شارع شاب. وفي كل مفترق شاب. شباب أمنيون إذا ما شعور بالروقان يهزّهم الطرب. لم لا. ما أجمل أن ترى شرطيا "يهيجن". شيء ما في مشهده يدعوك أنت ايضا للاسترخاء.
سألته: "كل الأمور بخير؟ ابتسم. وقال: لم لا تكون كذلك. صحيح. لم لا تكون كذلك. نحن بخير. سوى أن التحديات التي تواجهنا صعبة. وصحيح ان ما نحن مقبولون عليه اقتصاديا لا يجب ان يدعونا للاسترخاء. لكن من زاوية رجل الامن الذي يفعل كل ما عليه فعله الان، الامور بخير. لهذا كان "يهيجن". دعونا نتركه بخير، ونراقب ما يفعل السياسيون بالحزام الاقتصادي الذي علينا ارتداؤه بعد قليل. ليتنا بعد قليل نسمع رجل السياسة هو الاخر "يهيجن". يهيجن لأنه نجح، ونجحنا كلنا معه. يا رب.
  • مدار الساعة
  • لحظة
  • كورونا
  • نعي
  • عمان
  • شباب
  • اقتصاد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/06 الساعة 10:19