اَلتَجْرُبـَــةُ أَكْبَـــرُ بُرْهَــانٌ

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 12:23
منذ القدم والناس يوصفون وصفات سواء أكانت علاجية أو للطعام أو غير ذلك من أمور الحياة. وماذا يفعل الناس بتلك الوصفات؟ يقومون بتجريبها فلوا أنهم بالفعل حصلوا على الفائدة المرجوة منها يقتنعون بتلك الوصفات وينقلونها إلى الغير وإلا فتنتهي بالنتائج التي حصلوا عليها منها. ولكن هذا المثل لا ينطبق على كل شيء في الحياة، فمثلاً إذا وُصِفَ لنا كيف يمكن أن نتعلم السباحة ونحن ليس عندنا أدنى إحتياطات الأمان من الغرق وفقط يقولون لنا: ألق بنفسك في البحر أو في البركة وسوف تتعلم السباحة لوحدك. فهذه الحالة لا ينطبق عليها عنوان المقالة لأنه يمكن أن تكون نتيجة التجربة هي الغرق ثم الوفاة وليس المقصود من التجربة ذلك. وكذلك إذا قيل لأي مواطن من قبل صديق له في هذه الأيام والحظر مطبق عندنا في الأردن: ما عليك خذ تصريحي الخطي أو الإلكتروني الذي معي وإستخدمه وسوف لا يمكن إلقاء القبض عليك لأن نقاط الأمن العام نادراً ما تدقق كثيراً في من هو صاحب التصريح، فعنوان المقالة لا ينطبق هنا أيضاً. لأن في ذلك مجازفة وفيها إساءة للشخص نفسه وللشخص الذي منح التصريح وللقوانين والتعليمات وللدولة بأكملها لأن إحترام القانون من إحترام الدولة بكاملها. أو مثال آخر يقول بعض الزملاء لزملائهم: ما عليكم جربوا وأخرجوا في الحظر وسوف لا يلقى القبض عليكم، فنحن فعلناها وما احد قبض علينا، فلا ينطبق المثل هنا أيضا لأنه من الممكن جداً أن تمر دورية وتلقي القبض عليهم. فنقول لكل المستهترين والذين إستخدموا ويستخدموا عنوان المقالة في غير مكانها حَكِّمُوا العقل والمنطق وضمائركم الحية وإعلموا أن الله رقيب على كل واحد منا وقد وضع على أكتافنا الرقيب والعتيد ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق: 16 – 18)). قبل أن تنشر الدولة القوات المسلحة وقوات الأمن العام بكل فئاتها لمراقبتنا. وعلى كل إنسان أن يكون رقيباً على نفسه قبل أن يكون رجل القوات المسلحة والأمن العام رقيباً عليه. والجاهل عدو نفسه ونحن في الأردن والحمد لله متعلمين ومثقفين والعالم أجمع يضرب في قيادتنا الهاشمية الفذه وفي حكوماتنا ومسؤولينا الأمثال. فعلينا أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية ونضع مخافة الله أمام عيوننا في كل الأوقات ونضع مصلحة القيادة التي همها الوحيد مصلحة الوطن والشعب ولا نخالف تعليماتها وأوامرها. وأعتقد عندنا في العالم أمثلة كثيرة ممن لم يلتزموا في التعليمات وأهملوها بطريقة أو أخرى بالنسبة لموضوع الكورونا كوفيد-19 وها نحن نرى الوضع المزري والمأساوي الذي آلوا إليه. ولنضرب للقراء الكرام أمثال إيطاليا وإسبانيا وإيران وبريطانيا وأمريكا (لقد وصلنا كثيراً من التسجيلات الصوتية والفيديوات عن الفوضى وعدم الإهتمام في المصابين ... إلخ ومناشدة الكثير من الأردنيين في أمريكا للعودة للأردن وتثمينهم لموقف القيادة والحكومة والقوات المسلحة والأمن العام بالإهتمام بالمواطن والوطن) وغيرها من الدول. فهنا دعونا نقول لكل من سجل صوت أو فيديو بهذا الخصوص بأن أقول لهم ينطبق عليكم عنوان المقالة وهو المثل الذي يقول: التجربة اكبر برهان ها أنتم جربتم الدول الأجنبية وأولها أمريكا وأيقنتم الفرق الكبير بين قيادتكم في الأردن والقيادات الأخرى في العالم. وإسمحوا لي أن أقول لهم أيضاً مثلاً أخر يقول: ما بتعرفوا خيـــ ـــ ـــري إلا إذا جربتم غيري. ونرجوا من جميع فئات المجتمع مرة ومرَّات عديدة الإلتزام بما يصدر من الجهات المسؤوله في أردننا العزيز من تعليمات وتوجيهات وإرشادات حول موضوع وباء الكورونا كوفيد-19 بحذافيرها. وأن لا نتجاوز الحظر والتعليمات بحجة صلاة الجمعة جماعة في المسجد وهذا ما حصل في الرصيفة عندما إضطرت قوات الأمن إلقاء القبض على إثنين وعشرين شخصاً ومن ضمنهم الإمام يصلون صلاة الجمعة متجاوزين الحظر العام وحجزهم وتحويلهم للمدعي العام، هؤلاء جربوا الصلاة جماعة يوم الجمعة بقرار فردي منهم، فماذا كانت نتيجة تجربتهم؟. وكل من يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة مهما كان منصبه أو رتبته وكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين أطال الله بعمره وبعمر ولي عهده الأمين: لا إستثناء لأحد في القانون.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 12:23