السنيد يكتب: رحيل ضافي الجمعاني غياب في الوعي، والذاكرة الوطنية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 12:01
كتب النائب السابق علي السنيد برحيل الرمز الوطني الاستاذ ضافي الجمعاني ابو موسى رحمه الله. تكون الأمة العربية، والاردن فقدت احد رموز النضال الكبار فيها، وقد شكل الجمعاني وعدد من القيادات الوطنية في خمسينيات القرن الماضي حالة من الوعي، وجزءا من الذاكرة الوطنية، وذلك في سعيهم الى تحقيق أهداف امتهم في التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار، وقد اسسوا تنظيم الضباط الاحرار الذي كان له دور في تعريب فيادة الجيش العربي مع الراحل الحسين رحمه الله تعالى. وكان عمل التنظيم في الاردن ينسجم مع حالة عربية تنشد تحرير ارادة الأمة العربية، وفك ارتباطها بالمشاريع الاستعمارية، وكانت تتبدى القيادة المعنوية لهذا التوجه في مصر بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر. ثم خاض الجمعاني تجربة السجن والاعتقال على خلفية ما عرف بانقلاب عام 1957 في تاريخ الاردن، وكان احد الضباط القوميبن اللامعين، وخرج من الاعتقال في حكومة وصفي التل الاولى. ومن ثم انتقل الى تجربة العمل الفدائي المرتبط بسعي أبناء الأمة العربية إلى تحرير فلسطين من براثن الاحتلال الصهيوني، وقاد انذاك قوات الصاعقة، وكان احد رموز هذه المرحلة، إضافة إلى قيادته التيار القومي في الاردن، وقد قادته هذه التجربة الى أشد السنوات قتامة ومرارة في حياته حيث أمضى منذ سبعينيات القرن الماضي ما يربو على ربع قرن معتقلا ونخبة من رفاقه في حزب البعث العربي الاستراكي في السجون السورية أثر الحركة التصحيحية التي قادها وزير الدفاع السوري ورئيس الجمهورية لاحقا حافظ الاسد. عاد إلى الاردن بعد خروجه من الاعتقال، وقد تبدلت الأجيال، ومر الزمن بخطواته المثقلة على كثير من قضايا الأمة العربية الرئيسية، وليستقر به المقام في بيته في مدينة مادبا، وليمثل قيمة نضالية وفكرية كبيرة، وكان بمثابة المرجعية الفكرية لاعضاء ومنتسبي الحركة الوطنية في الاردن. مثل الجَمعاني قيم المصداقية والنضال، والتحرر الوطني، والوجع الوطني، ونظافة اليد، والاندماج في العمل الوطني حيث قضى عمره يدافع عن قضايا أمته، ودفع ثمن مواقفه ومبادئه السامية بشطر حياته في السجون، وظل رمزا كبيرا من رموز الحركة الوطنية الاردنية. وكان ابو موسى اضافه إلى مكانته الفكرية والنضالية العظيمة يحمل سجايا شخصيته البدوية، إذ تربى في بيت عمه احد شيوخ قبيلة بني حميدة، وتتجلى فيه المصداقية، والبعد عن الاستعراض في العمل الوطني، وكان مؤمنا بامته، وباهدافها السامية ولعل هذا ما جعله الأكثر قربا إلى قلب الرئيس الراحل وصفي التل رحمه الله. عندما يرحل الكبار عن عالمنا يغيب شيء من الذاكرة و الوجدان، ويتغير وجه الزمان، ولكنها سنة الحياة. وقدر الله سبحانه وتعالى. رحم الله ابا موسى، وانا لله وانا اليه راجعون
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 12:01