العدوان يكتب: آهٍ يا عمـر
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 11:16
بقلم: أ.د. أحمد إبراهيم العَدوان *
آه يا عمر كم محوت من ذاكرتنا الجمعية الانطباعات التي كنا نؤمن بها عن البذخ الذي صور البعض عن قصد أو دون قصد أنك تعيش فيه..
فقد رأى الأردنيون التواضع في أبهى صوره حين رأينا منزلك الذي تقطن فيه وقارنوه مع القصور الفارهة التي يعيش فيها بعض الأثرياء الذين نكّسوا رؤوسهم وارتدّوا على أعقابهم حين وقع الوطن الذي صنعوا ثرواتهم فيه في هذه المحنة...
آهٍ يا عمر لو أنك تدري وأنا الذي لم ألتقيك يوما بأنني كنت من أشد المعارضين لسياسات حكومتك ولا سيما الاقتصادية منها، لكن قسمات وجهك، التي ومنذ اللحظة الأولى لهذه المحنة وهي تبث فينا الأمل و الإيمان بأن (كل مر سيمر)، وبأن وطن الهاشميين والدحنون والشيح والقيصوم ودماء الشهداء الزكية سيتجاوز هذه المحنة بإذن الله تعالى ثم بقيادته الهاشمية ووعي شعبه والمخلصين من أبنائه ممن هم على شاكلتك مسحت من ذاكرتي كل تلك القرارت والسياسات.
آه يا عمر ، كم جعلتنا وأنت تنفذ توجيهات حادي الركاب و ربان السفينة وملك القلوب نؤمن بأن وطننا كبير بمؤسساته و رجاله المخلصين و شعبه الأبي.
آه يا عمر ، كم جعلتنا نشعر بقيمة كل واحد منا عند ملكه وحكومته، حين استدعيت من التاريخ مقولة الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - "الإنسان أغلى ما نملك"، وترجمتها أفعالاً على الأرض حين احتضنت أبناءك وبناتك في أفخم أماكن العزل التي ظهرت في هذه المعمورة.
آه يا عمر، كم جعلتنا بتوجيهات ملك القلوب نفاخر ببلدنا الدنيا و نرفع رؤوسنا حتى تعانق عنان السماء حين شاهدنا وسائل إعلام أقوى الدول في العالم تتحدث عن تجربتنا الأردنية في مواجهة هذه الجائحة، وتتخذها أنموذجاً يُحتذى به في حصافة التفكير وحسن التدبير و الإعلاء من شأن الإنسان الأردني.
آه يا عمر ، لو تدري كيف أثلجت صدورنا عندما ترجمت كلمات سيد البلاد إلى واقع بأن الأردنيين أمام القانون سواء ، و أن الانشغال في المحنة لا يعني أن لا يحاسب المخطئ والمقصر.
آه يا عمر كم رسخت قناعتنا بأن جلالة الملك يحمل هم الفقراء و المتأثرين اقتصادياً من هذه الجائحة ، و قد ترجمت ذلك إلى إجراءات فعالة على أرض الواقع ، لتصل المعونات النقدية و العينية إلى الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف في بيوتهم حفاظاً على كرامة الأردنيين.
آه يا عمر، كم جعلتنا نفخر بأن الأردن هو وطننا الأبهى والأحلى و الأغلى بين الأوطان ، وأن كل محافظة و قرية و مخيم على امتداد هذا الوطن الحبيب هي قطعة من كبد جلالة الملك يحنو عليها كما يحنو الوالد على أولاده ، و يهتم بها كم يهتم القائد بجنوده.
يا عمر، لكل امرئ من اسمه نصيب، وكلمة الرزاز مشتقة من الفعل (رزز) الذي يعني ثبّت الشيء، وقد نجحتَ في تثبيت ولاء الأردنيين لوطنهم وملكهم عندما ترجمت أوامره إلى إجراءات تحفظ الوطن والمواطنين، و نجحت في تثبيت محبتك في قلوب الأردنيين، ومنحتهم الأمل بأن القادم أجمل إن شاء الله.
و نعم يا عمر (كل مر سيمر) و سيعود الأردن والأردنيون إلى حياتهم سالمين غانمين إن شاء الله، وسنعود إلى مساجدنا مهللين مكبرين حامدين الله على حفظه للأردن وقيادته وشعبه.
* جامعة البلقاء التطبيقية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/04 الساعة 11:16