المساعدة يكتب: أسئلة بحجم الوطن وتحية الى البطل إلياس؟
أ.د. عدنان المساعده *
لماذا الهروب من المسؤولية من قبل بعض المقتدرين الذين تقاعسوا عن واجبهم تجاه وطنهم في هذا الظرف الاستثنائي؟ ألا تخجلون؟؟؟ .. ألا تبا لأموالكم التي تحرسونها بذلة وخذلان؟؟؟ ..ألا تبا لتلك القلوب المريضة والضمائر الفاسدة؟ ألا تتعلمون من ذلك الفتى الأسمر البهي البطل إلياس ابن الشهيد البطل معاذ الحويطات الذي مضى إلى رحاب الله الأوسع من رحابنا، وهو ’يلاحق زمرة الطغاة وأصحاب الفكر الظلامي الأسود والمرجفين والجاحدين؟؟؟، هذا الفتى الشهم النبيل ابن الشهيد الذي تبرع بما يملك في حصالة نقوده سائرا على درب كرامة الوطن كما هو والده يغرس بنقاء سريرته وصفاء وجدانه أن الوطن أكبر منا جميعا. نعم، إن الشدائد تكشف معادن الناس ولا ’تعرف الرجال الاّ وقت الأزمات، وشتان بين من ’يضحي بنفسه وماله رفعة للوطن وبين من يعيش حياته تائها ’مكبّا على وجهه وهو ذليل صاغر.
لماذا التهافت من قبل بعض المقتدرين (فقراء النفوس والضمير) بتسجيل أسمائهم للحصول على طرود مواد تموينية من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي التي أطلقت مبادرة خيّرة تضمنت فتح باب التسجيل من خلال منصة الكترونية ’خصصت لفئة من المعوزين وعمال المياومة والفقراء وممن تقطعت بهم السبل (أغنياء النفوس والضمير) الذين تحسبهم أغنياء من التعفف؟؟؟. ولتظهر المفاجئة والأمر المشين في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به بلدنا لتجد بعد تدقيق الأسماء أن نسبة عالية من المتقدمين لهذه الطلبات يتراوح دخلهم الشهري ما بين الف الى اربعة الاف دينار شهريا...ألا تبا لدناءة تلك النفوس التي فقدت المروءة واختارت العيش في وحل قلة الحياء والمهانة؟؟؟.
لماذا نجد نفرا سيئا من تجار الأزمات الذين يستغلون الظروف من أجل منفعة رخيصة ومن أجل دراهم معدودة يتاجر بأقوات الناس ويستغل حاجاتهم ورغيف خبز أطفالهم الفقراء ؟؟؟..هؤلاء الذين لا يراعون في بلدهم الصابر والمرابط إلاً ولا ذمة، ولا ’يوجد في قاموس حياتهم التكافل والرحمة بل الجشع والطمع.. فتبا لهم وما يفعلون.
لماذا نجد من ’يمارس ’سلوكيات رعناء تعكس بلادة في التفكير والاحساس بالمسؤولية ولا تحترم النظام والقانون في الوقت الذي تجد فيه هذه الفئة ’تنظّر بشعارات جوفاء خالية من كل مضمون أو معنى؟؟؟، متناسية أن وطننا في معركته ضد فيروس كورونا بحاجة الى كل جهد صادق...تبا لهذه الفئة التي هي بجهلها وعبثتيها فال شؤم ووسيلة خراب تضع العصي في دولاب الجهود المسؤولة المخلصة التي تبني وتنتصر للوطن.
لماذا لا يكون كل واحد منا يتمتع بحس المسؤولية التي تجلت في أبهى صورها التي قدمتها البنوك ومؤسسات القطاع الخاص ونقابة المعلمين وغيرها من النقابات والجامعات؟؟؟ التي تبرعت لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وصندوق همة وطن وغيرها من صناديق الخير التي دعمت الجهد الوطني الصادق لمقاومة كل الارتدادات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن وباء كورونا، وضربوا مثلا يحتذى يحظى بالاحترام والتقدير.
والاسئلة التي هي بحجم الوطن لا تنتهي ما دام نبض قلوبنا النقية وشرايين دمائنا الصافية تعلمنا أننا نعيش في وطن ’حر عظيم يقوده ملك ذو همة عظيم نذر نفسه له، ومعه وبه رجال أشداء من جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وكل المخلصين من فسيفساء أبناء شعبنا الواحد الموحّد، وستنجلي هذه الغيمة بعون الله وستشرق أرضنا المباركة بنور ربها وسننتصر في هذه المعركة، وفي المقالة القادمة سأتناول أسئلة أخرى بحجم الوطن الذي نريده عزيزا قويا ترفرف راياته شامخات في الآفاق وعلى طول المدى. وحمى الله أردننا من كل سوء ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وحفظ الله سمو ولي عهده الأمين.
• كاتب واستاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
• عميد كلية الصيدلة سابقا في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا