الرزاز عن آخر تطورات فيروس كورونا في الأردن: علينا ان نعد انفسنا لسباق مسافات طويلة
مدار الساعة - اعرب رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن ثقته بقدرة الاردن ومن خلال تعاون الجميع والتزامهم بالتعليمات واجراءات الوقاية الصحية على تجاوز ازمة فيروس كورونا وتداعياتها على مختلف القطاعات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، مشددا على ان جلالة الملك عبدالله الثاني يتابع بشكل حثيث مجريات الامور ويوجه الحكومة لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية الوطن والمواطن من هذا الوباء.
واكد رئيس الوزراء خلال حديثه لبرنامج "ستون دقيقة" عبر تقنية "السكايب" اننا نشهد بقيادة جلالة الملك وبجهود القوات المسلحة - الجيش العربي والاجهزة الامنية والكوادر الصحية، جهدا يشكل ظاهرة عظيمة نسجلها ونتعلم منها وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة الوطن.
ولفت الرزاز الى انه قد مضى على حظر التجول 14 يوما ًونرى من حولنا عبر العالم خطورة الوباء اذا ما انتشر حيث يصعب السيطرة عليه وعلينا أن نُعّد العدة لمرحلة ٍ ليست بالقصيرة والجهوزية الدائمة لمواجهته، مشيرا الى اننا ارتأينا من خلال الحظر الشامل المطبق اليوم الجمعة بشكل ٍكامل لقياس قدرتنا على الالتزام وتحضير ِانفسنا لما هو اسوأ، لا قدر الله.
واشار الى ان ارقام الحالات المسجلة اليوم كانت جيدة مقارنة بارقام امس التي كانت مرتفعة وهذه الارقام تعطينا مؤشرات كيف نتعامل بشكل ديناميكي مع الاوضاع ونحن نتعلم من تجارب العالم في كيفية التعامل مع الازمة .
وحول تأثير الازمة على الاقتصاد الاردني، بين الرزاز اننا لسنا بمعزل عن الاقتصاد العالمي المترابط، واطمئن الجميع بأن وضع اقتصادنا مريح مقارنة بدول كثيرة من حولنا، مؤكدا انه ليس هناك اي احد في العالم لديه خارطة طريق نحو المستقبل .
وقال وضعنا بالنسبة للخدمات الاساسية جيد وجميعها متوفرة من ماء وكهرباء وتعليم عن بعد ومؤسسات صحية وقطاعات حيوية من غذاء ودواء وغاز ومشتقات نفطية، لافتا الى وجود 10 فرق حكومية تعمل بالتوازي على استدامة العمل في القطاعات الحيوية وسلاسل الانتاج والحماية الاجتماعية والوضع الميداني في المحافظات والمعابر والحدود والان يتم التركيز على حماية الاقتصاد على المديين القصير والمتوسط .
واكد اننا فخورون بقطاعنا الخاص وقدرته بالمجمل على التأقلم، لافتا الى ان العديد من مصانع الالبسة بدأت بانتاج الكمامات وبعض الشركات بدأت العمل عن بعد للتخفيف من الاكتظاظ والتخالط، مضيفا انه ورغم الايجابيات هناك شركات كبيرة ومتوسطة تأثرت بشكل كبير .
واضاف نعمل على مساعدة هذه الشركات للحفاظ على وجودها ومساعدتها للحفاظ على العمالة لديها " وهدفنا ان يستمر القطاع الخاص ولو بالحد الادنى خلال هذه المرحلة " .
واشار رئيس الوزراء الى الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي لزيادة منعة الشركات وقدرتها على تجاوز المرحلة حيث اعلن البنك امس عن 500 مليون دينار لمساعدة الشركات الكبرى وبفائدة رمزية فضلا عن اجراءات حكومية لتأجيل دفعات كبيرة على الشركات وعدم االمطالبة بالضريبة او اشتراكات الضمان .
وقال رئيس الوزراء " تعهدنا بمصارحة وشفافية كاملة مع المواطنين ووعدنا ان تتجاوب الحكومة بسرعة وتستبق المخاطر وتصحح المسار اينما كان هناك خطأ او خلل لافتا الى ان المفارقة في هذه المرحلة أن لا أحد في العالم يملك خارطة طريق حول المستقبل نتيجة لوباء الكورونا .
ونوه الرزاز بالتبرعات السخية للمواطنين والاشقاء والشركات والمؤسسات، لافتا الى انه ولتنظيم هذا الجهد انشأنا صندوق " همة وطن " للتبرعات الكبيرة وصندوقا اخر للصحة لغايات شراء الادوية والمستلزمات الطبية واخر لحساب التنمية الاجتماعية لمساعدة الفئات التي بدأت من الان التأثر بتداعيات كورونا وبشكل خاص العاملين باجر يومي في العديد من المهن .
ولفت الى انه سيتم يوم الاحد القادم الاعلان عن الارقام الموجودة بهذه الحسابات التي حرصت الحكومة على ايجاد حاكمية لادارة صندوق همة وطن ورقابة على هذه الحسابات .
واشار رئيس الوزراء الى ان مؤسسة الضمان الاجتماعي تعمل بالتوازي على مساعدة الموظفين العاملين في القطاع الخاص المعرضين للوضع الاقتصادي وستعلن المؤسسة عن اجراءاتها بهذا الصدد . واهاب الرزاز بالعاملين واصحاب العمل غير المشتركين بالضمان الاجتماعي للاشتراك الان " فهذه الطريقة الصحيحة لحمايتهم ومساعدتهم بشكل مستدام " .
وقال ندرك انه سيكون هناك اثار سلبية على المدى المتوسط على الاقتصاد الاردني واقتصاديات العالم ولن نستطيع تعويض الجميع وهدفنا ايقاف النزيف والحد منه والمضي على مسار التعافي .
واكد ان الإقتصاد العالمي يتعرض لضربات قاسية، وهناك انكماش هائل، وتباين من قطاع لآخر، والشركات العاملة عن بعد بالكاد ستتأثر، والشركات الطبية ستتوسع وبالمقابل هناك قطاعات لم نسمح لها بالعمل حتى نتأكد من السلامة العامة للعاملين.
وبشأن استقالة وزير الزراعة قال رئيس الوزراء، تعهدنا ان نكون شفافين وصريحين وان نشخص اي مشكلة ونعالجها، لافتا الى انه منذ بدايات حظر التجول تم عمل تصاريح ورقية لادامة العمل في قطاعات حيوية الا ان العملية شابها نوع من الخطأ والتزوير وقد تم فتح تحقيق بهذا الامر، مبينا ان التجاوزات الاكبر كانت في القطاع الزراعي . واشار الى ان وزير الزراعة فتح تحقيقا وقدم اول امس تقريرا يشير الى وجود اخطاء وتجاوزات تم تحويلها للمدعي العام وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد " وانه يتحمل المسؤولية الادبية والاخلاقية " وقدم استقالته ونحن نشكره على جهوده خلال الفترة الماضية لتطوير القطاع .
وقال، اليوم لدينا تصاريح الكترونية تمنع اي محاولات للتلاعب ونحن فخورون بهذا الامر، لافتا الى تغريدة جلالة الملك امس باننا دولة قانون ومؤسسات لا يسمح فيها بالواسطة والمحسوبية. واكد ان جلالة الملك يؤكد على مقولة " الانسان اغلى ما نملك " ونحن نتعهد بانها ليست فقط شعار يرفع وانما واقع نعيشه .
واختتم رئيس الوزراء حديثه بالاشارة الى لوحة اهداها اياه احد الشباب مكتوب عليها " كل مر سيمر " مؤكدا ان ما نمر به من ازمة بسبب فيروس كورونا سيمر بحول الله وهمة وتعاون الجميع .