الرواشدة يكتب: الأردنيون ومعركة الوعي

أوس حسين الرواشدة وصف أحد الأطباء " كورونا " قائلا : " يمتلك هذا المرض عزة نفس عالية ، فهو لا يأتي لمنزلك إلا اذا دعوته " ، وللأسف هنالك الكثيرون من أبناء الوطن ، دعوه لمنازلهم باعتباره ضيفا " خفيف الظل " لا يؤذي ولا يطول مكوثه ، هؤلاء الناس بالنسبة للشعب الأردني هم أبناء " عاقّون " لبلدهم ، خانوا انفسهم قبل خيانتهم لأوطانهم وأهاليهم ، لم يلتزموا بالتعليمات ، وظنوا أنهم " محصّنون " ضد هذا الوباء ، فوجدوا أنفسهم وعائلاتهم ضحايا له . من واجبنا الآن أن نؤسس لنمط حياة جديدة ، لنستطيع التعايش مع هذه الجائحة ، فمعركتنا مع كورونا يبدو أنها ستطول ، لأنه حتى لو استطعنا الإنتصار عليه في الأردن ، سيبقى باقي العالم يعاني منه ، ومن الصعب الانفصال عن العالم ، فحركة التعليم والاقتصاد وغيرهما من المجالات الكثيرة توقفت تماما في أنحاء العالم ، ومن شأن هذا بالتأكيد أن يؤثر على عجلة الحياة في الأردن بكافة المجالات . لابد أن" نعود " أنفسنا على هذه الحياة من خلال الالتزام بالتعليمات بشكل كامل ، وأن لا نقلل من خطورة أي فعل يخالف التعليمات ، فمن شأن هذه الأفعال ،أن تنقل العدوى بين الجميع ، فعدد الإصابات اليوم بكورنا بلغ المليون إصابة في العالم ، وأعداد الوفيات تحوم حول الخمسين ألف وفاة ، وإن دلّت هذه الأرقام على شيء ، فهي تدلُّ على خطورة هذا الوباء وسرعة انتشاره وانغماسه في المجتمع ، ناهيك عن أن فترة حضانة هذا المرض طويلة نسبيا ، بمعنى أنك قد تكون مصابا بالمرض ولا تشعر بأي أعراض ، فهذا المصاب " الخفي " هو من أشد عوامل كورونا خطورة ، ففي بعض الدول كانت نتائج التحليل لمرض كورونا إيجابية لنحو ٤٠٪؜ من الأشخاص الذين لا يشعرون بأي أعراض . الحكومة بتعليماتها ، الكوادر الطبية بفحوصاتها ، رجال الأمن والجيش بتطبيقهم القانون ، أساتذة الجامعات والمدارس بمحافظتهم على حركة التعليم ، مهندسو وعمّال شركتي الماء والكهرباء ، وكل مواطن التزم بالتعليمات ، هم أبطال ، وعلى الجميع احترام جهودهم والاقتداء بهم ، وعدم السماح لقلّة لم تحترم الوطن قبل القانون ، "بتضييع " جهودهم سدىً . ما زالت معركة الأردنيين مع كورونا - حتى الآن - معركة وعي ، ومن المؤسف أننا لم ننجح بامتحان هذه المعركة بالشكل المطلوب ، وأخشى ما أخشاه إن لم ننتصر في هذه المعركة ، أن ندفع الدولة إلى خيار آخر ، وهو فرض حظر التجول الطويل لحماية مجتمعنا من هذه الكابوس المظلم .