صفاء الصمادي تكتب: مملكة الأمان

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 17:58
بقلم: صفاء الصمادي يُحكى في قديم الزمان أن على سطح الأرض بقعة بمساحة صغيرة مواردها محدودة ويُقدر عدد سكانها بعشرة ملايين نسمة مزيج متجانس من شتى المنابت والأعراق والأديان ، قائدها إنسان في داره الأمان ، جيشها للكرامة عنوان لا يتجند في صفوفه متخاذل أو جبان. في العام الذي اقترنت فيه العشرين بتوأمها المتماثل اجتاح العالم وباء فتاك سريع الانتشار من سلالة" الكورونا"، متطور ذكي عابر للحدود لا يميز بين فئة معينة دون الأخرى ولا يعترف بالطبقات الاجتماعية ومدارسها الفكرية حتى وان كان من عقر دارها، خنعت له دول وأودى بحياة الآلاف من الشباب والمسنين وبات الحزن والخوف يسودان العالم، كل شيء ساكن لا حياة تسير كالمعتاد على ذلك الكوكب، الأمن الصحي يتزعزع بين القارات والكساد الاقتصادي استعد ليتصدر المشهد ومعشر الإنس بين مُستغيث متسلح بآخر ما تبقى لديه من مناعة لضمان الاستمرار وإشباع غريزة البقاء وبين مستسلم تمكن العدو من خطوط الدفاع في جسده ليقول للدنيا وداعاً دون عودة؛ بثوبه غير المرأي يتخفى ليجوب البلاد ويحصد أرواح العباد كعداد لأعداد حتى رسخت قواته على تلك البقعة متأهباً لشن الهجوم بصفة عدو مجهول لا يعترف بهدنة أو باتفاقيات وقف الحرب ومعاهدات السلام، ولا جدوى من المفاوضات وشقيقاتها في معركة محسومة بربح أو خسارة لصالح طرف واحد، ولكنه اعترف بأن لا مكان له في وطن ثروته قيمة الإنسان لا يُساوم عليها ولا تُقدر بأثمان، وغير مرحب به في بيت كبير برعاية ملك عظيم يُحب أفراد عائلته الممتدة من الشمال إلى الجنوب ومُولع بابنته الجميلة عمَّان!!
  • كورونا
  • شباب
  • اقتصاد
  • مرحب
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 17:58