كوادر مكافحة جائحة كورونا: شكراً بحجم السماء لفنيي المختبرات الطبية الحكومية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 16:01
مدار الساعة - نضال العمرو - يريد فيروس كورونا ان يذهب بنا بعيداً هذه الأيام ولعله يريد ان ينسينا ذلك الجيش الرديف للجيش العربي والأجهزة الأمنية؛ ولكن سنفهمه امراً لعله لا يدركه؛ اننا في هذا الوطن لا ننسى كل شاردة وواردة تخصه وفي أي ازمة تمر بنا وان لدينا بفضل الله كوادر له بالمرصاد.
سأذهب بكم اليوم الى طريق يسلكه ذلك الجيش الأبيض من كوادر وزارة الصحة في معركتهم مع فيروس كورونا؛ طريق المخاطر لمصلحة ضمان استمرارية نجاعة إجراءات الأمن الصحي للمحافظة على سلامة الوطن والمواطن؛ حيث يبدأ المسير بإستقبال المريض المشتبه بإصابته بفيروس كورونا في قسم الطوارئ وتحديداً غرفة العزل فيقوم التمريض بأخذ بيانات المريض ومن خالط من أهله ومحيطه وتدوين معلوماته من الاسم والرقم الوطني والهاتف؛ وتاريخ ظهور الأعراض وأخذ قياس الحرارة حيث يرتدي كل من الممرض والطبيب البزة الوقائية من قناع بلاستيكي للوجه وكمامة وبذلة عزل وكفوف من طبقتين وواقي القدم.
يبدأ الطبيب بتشخيص المريض وأخذ السيرة المرضية ثم يتم استدعاء فني الأشعة لأخذ صورة للحالة داخل غرفة العزل وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة للتعامل مع المريض والأشعة والتحميض؛ ومن ثم يقوم الطبيب بأخذ مسحة من أنف المريض ويطلب منه تحضير عينة لعاب في عبوة محكمة الإغلاق ويتم كتابة الاسم و وقت أخذ العينة وحفظها في حافظة مبردة وتعقيمها من الخارج ثم الذهاب بها إلى المختبر لإجراءات التقييد وارسالها الى المختبرات المرجعية.
عند وصول العيّنة الى قسم المختبر يتم أخذ الاحتياطات اللازمة في المختبر حيث يرتدي طاقم المختبر من الفنيين البذلة الوقائية والمكونة من طبقتين وغطاء رأس ونظارات طبية وكفوف معقمة وكمامات في غرفة معزولة يتم استقبال العينات في ظروف معقمة وحريصة جداً.
وهنا تبدأ معركة جديدة يقودها قوات طبية خاصة ضد فيروس كورونا قلة هم من يعرفون رحاها؛ داخل المختبر يتم تجهيز العينة لغايات الفحص بطريقة تسمى مخبرياً PCR يقوم خلالها النشمي فني المختبر بعمليات معقدة في سلاسل الحمض النووي DNA وRNA حيث يقوم الفني في عملية استنساخ الحمض الوراثي آلاف الى ملايين المرات حسب اجراءات دقيقة جدا.
تنطلق فرقة تفكيك القنابل الطبية (فنيي المختبرات) بعمل تشخيص ورصد الأمراض المعدية ومعرفة DNA للفيروسات حيث تمر في 6 مراحل داخل المختبر وهي التهيئة والإفساد والتصلب و التمدد والاستطالة النهائية والانتظار النهائي؛ فيتم تهيئة الحمض النووي بالتنشيط الحراري لحجرة التفاعل إلى درجة حرارة 201-205 ْF؛ ثم تسخين الحجرة إلى 208 ْF لإفساد شريط DNA لينتج شريط احادي؛ وتبدأ عملية التصلب عند درجة حرارة اقل 50_65 C ْ عندما يرتبط الجزيء ويبدأ بتشكل DNA جديد؛ وعند عند 72 ْC يحدث التمديد لجزيء DNA واطالته وتضخيم أسي للمنطقة المستهدفة للحصول على ملايين النسخ منه في دورات متعددة؛ ثم دور الاستطالة النهائية للتأكد من تمدد الجزيء بالكامل؛ والانتظار الأخير والنهائي بتبريد حجرة التفاعل الى 4-15 ْC ثم استخدام جهاز الرحلان الكهربائي للتأكد من نجاح عملية التفاعلات.
تعد مجموعة العمليات المعقدة السابقة والتي يتعرض لها فني المختبرات مباشرة مع الفيروس وحمضه النووي بمثابة قنبلة موقوتة في حال وقوع أي خطأ داخل المختبر؛ فهذا القطاع يعتبر أكثر القطاعات الصحية تعرضا للإصابات المهنية والعدوى الناتجة عن التعامل المباشر مع المرضى ومع العينات البيولوجية والحيوية التي غالبا ما تحتوي على مسببات الأمراض المعدية أو شديدة العدوى مثل فيروس كورونا وغيره وسنجد بأن مهنة المختبرات الطبية بشكل خاص من المهن الخطرة وذات الطابع المؤذي لمزاوليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
إن طبيعة المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المختبرات الطبية وتنوعها وكيفية التعامل معها للحد من انتقال العدوى بين العاملين في المختبر الطبي والمرضى وخاصة خلال الازمة الاستثنائية يدفعني لوصفهم بقوات خاصة لتفكيك القنابل طبياً؛ فمن يكون على استعداد ان يضحي بنفسه فداء للوطن والمواطن من كوادر المهن الطبية المساندة لا يمكن ان يتم تجاهله بالعكس نسعى لدعمهم وتحفيزهم ونلبي احتياجاتهم كباقي قطاعات وكوادر مكافحة جائحة كورونا فشكراً بحجم السماء لفنيي المختبرات الطبية في مرتبات الجيش العربي المصطفوي والجيش الأبيض من كوادر وزارة الصحة.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 16:01