منال كَشت تكتب: حارتي في زمن الكورونا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 08:31
بقلم منال كَشت استيقظُ باكراً قرابة الفجر واتجه مباشرة الى الشباك المقابل لغرفتي والمطل على الشارع. كعادته جاري العجوز يجلس على شباكه بانتظار الشمس. لا اعرف اسماء جيراني ولا تفاصيل حياتهم ولا كيف يقضون أيامهم، ولكنني هذه الأيام اقف مطولا على نافذتي أراقب أحاديثهم وتحليلاتهم. تلك السيدة المبتسمة التي تأتي يوميا صباحا من منزلها باتجاه منزل الجارة وتتحدث اليها عن بعد تضفي الكثير من النشاط الصباحي في "حارتنا"، وذلك قبل ان يبدا الشباب بالنزول الى ابواب عماراتهم او الصعود الى اسطح عماراتهم للتحدث وقضاء الوقت، بينما تتحدث السيدات سوية من وراء النوافذ. ما بين تحليلات "شارعنا" والإيجازات الصحفية اليومية والكثير من متابعة الاخبار على شاشة المملكة وحضور بعد الجلسات الحوارية على منصة "زووم" وتفقد احوال الرعية على منصات التواصل الاجتماعي وكتابة بعض فصول رواية قادمة والعمل على ورقة سياسات ينقضي النهار، تتخلله الكثير مما اسميه "الانفعالات الكورونية" بسبب الوحدة والشوق لأطفالي. هذا الاسبوع كان "سمينا" بالإجراءات الحكومية التي ساهمت في زيادة "تنفيس" احباط الشارع عبر فتح البنوك وإطلاق المسابقات واستمرار فتح الدكاكين والمخابز وإضافة خدمة التوصيل المنزلي وتكلل بفرحتنا بإرسال الأشخاص المحجورين بالفنادق سالمين معافين الى منازلهم بعد توقيع تعهدات بالالتزام بالحجر المنزلي الذاتي. الا ان هذا الاسبوع كان "غثا" جدا مجتمعيا؛ فشهدنا "اللايف" الذي تتحدث فيه سيدة مطلقة عن التعنيف الذي تتعرض له داخل اسرتها، لينتشر بعدها تسجيل اخر لوالدتها تتحدث فيه عن تعرضها للعنف من قبل ابنتها وحفيدها. وللاسف لم يدم الامر طويلة لتخرج علينا "انثى" أخرى بـ "لايف" جديد تستخدم فيه ألفاظ بطريقة خادشة للحياء امام عدد من الأشخاص والأجهزة الأمنية. لم ننشغل بفيديو "أنتو عارفين شو وضعي بالبلد" طويلا، لندخل في حالة من اللطم لفيديو زفة عرسان البحر الميت وحالة "التبويس والتعبيط" التي حذرت منها الدولة بكل اجهزتها مرارا وتكرار، لتنتهي الليلة "مشً على خير" ويتم إلقاء القبض على العريس لمخالفته التعهد الذي يمنع اختلاطه بأي كان لمدة أسبوعين. رافق ذلك تغريدة جلالة الملك والتي اكد فيها اننا جميعا تحت مظلة القانون ولا استثناءات، لنكتشف ان البعض يستغل الأزمة التي يمر بها الوطن لتحقيق مكاسب مادية وذاتية وكأن الوطن مجرد أوراق مالية وتنفيعات وان "الوطنية" لها ثمن عندهم. اليوم تبدا المرحلة الثانية من الحجر الصحي في وقت امتنع فيه الكثيرون عن تداول النكات والمقالب في يوم "كذبة نيسان" لإدراكهم بأن ما نعانيه جميعا اليوم يحتاج الى وقفة صدق لا تشوبها شائبة النفاق او التنفع او المتاجرة بالوطن. كونوا بخير .
  • اسماء
  • شباب
  • يومية
  • اخبار
  • جلسات
  • الملك
  • قانون
  • مال
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/02 الساعة 08:31