العجارمة تكتب: «كورونا» أزمة عالمية.. تدار بحكمة وطنية
بقلم سارة العجارمة
قطرات قليلة من الأنف أو الفم على شكل عطاسٌ أو سعال بسيط، كافية للإصابة بمرض (كوفيد_١٩) أو المعروف باسم فيروس كورونا المستجد، وهو فصيلة فايروسية كبيرة قادمة من مدينة ووهان الصيني عابرة العالم، كما أنها قادرة على إصابة الإنسان بنزلات برد قاسية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، فهي ليست زكامأ عادياً كالمتعارف عليه، إنها أكثر فتكاً وضرراً، حيث تسبب بشل حركة النقل العالمية، إضافة إلى إغلاق المدارس والجامعات ومنع عمل المطاعم، والشركات، وحظر تجوال في شتى شوارع العالم، وذلك بسبب سرعة انتشاره وما خلفه من إصابات وموتى في العالم.
في المقابل تعمل الكوادر الطبية تحديداً، وبقية أجهزة الدول بشكل متواصل للحد من هذه الجائحة، وسط هذا التسارع لم يكن لدى العلم والعلماء أدنى فكرة عن وجوده أو تركيبه في هذا العالم،مما يزيد من احتمالية تسجيل اعداد أكبر من الوفيات، وبينما تكافح العديد من الدول للسيطرة ومواجهة هذا القاتل العالمي، الذي يتسلل من بلدٍ لآخر، إذ انتقل من البؤرة الأولى لتفشيه إلى بؤر أخرى، ضربها بشدة وإسقاطها ارضاً مثل ايطاليا وإيران وأمريكا، التي احتلت بعدد إصاباتها المرتبة الاولى عالمياً.
لم يتم التوصل إلى عقار أو لقاح يمكنه المواجهة حتى الآن، فلم يبقى باليد حيلة للحد من انتشاره سوى تلبية نداء منظمة الصحة العالمية بإبقاء ٣مليارات شخص حول العالم في منازلهم، والإلتزام بقواعد السلامة العامة من استخدام معقمات وأقنعة واقية .
وبتسليط الضوء على إجراءات المملكة الأردنية الهاشمية الاستباقية، وقائدها المفدى الملك عبدالله الثاني وسط هذه المحنة العالمية، نرى بوضوح تطبيق مقولة جلالة الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- "سيأتي يوم يتمنى كل من لا يملك الجنسية الأردنية لو أنه أردني"، حيث أن أبا الحسين قام بخطوة إنسانية لافتة ببعث طائرات الأردن لمطارات الصين و إجلاء طلبة أردنيين وعرب، بالرغم من الإمكانيات المادية المحدودة.
كما بادرت الحكومة الأردنية مشكورة، بحجر القادمين من الخارج بأفخم الفنادق في منطقة البحر الميت، للتأكد من سلامتهم، كما لم تقتصر الإجراءات الوقائية على تعطيل المدارس، وتقديم منظومة تعليمية متكاملة عن بعد، إضافة إلى تفعيل قانون الدفاع بأمر ملكي، للحفاظ على سلامة المواطنين، آخذين بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخولها، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها".
فنحن اليوم مُلزمين بالحفاظ على أوطاننا وأنفسنا ومن حولنا، من خلال الإبتعاد عن الاستهتار في العمل ونشر الإشاعات الخاطئة، الذي يدفع الناس إلى الهلع مما يصعب من عمل الجهات المعنية في القضاء على هذا الوباء .