كان الله في عون كل مسؤول

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/01 الساعة 01:08
إذا كان من المقبول ممارسة ترف الثرثرة ،وإصدار الأحكام عشوائياً في الظروف العادية، فإن هذة الممارسة تصبح غير مقبولة ،بل مرفوضة في الظروف الاستثنائية، كالتي نمر بها هذه الأيام مع أزمة فيروس كورونا،ومع ذلك فهناك من يصر على ممارسة هذة الثرثرة،وعلى إصدار الأحكام الجائرة بحق المسؤولين العاملين في الميدان.
وينسى هؤلاء الذين يمارسون الثرثرة وإصدار الأحكام هذه الأيام جملة من الحقائق، أولها أن المسؤولين الأردنيين مدنيين وعسكريين هم أردنيين ،من طين هذه الأرض، وغلبيتهم ومن المخلصين لها، مما لا يعطي لأحد حق التشكيك في وطنيتهم واخلاصهم خاصة في هذه المرحلة ،التي تستدعي التلاحم بين جميع أبناء الوطن في مختلف المواقع.
وليتذكر المثرثرون ،أنه في الوقت الذي يمارسون فيه هوايتهم مسترخين خلف الشاشات في بيوتهم، فإن المسؤولين يعملون في الميدان بعيدا عن بيوتهم وأسرهم.
و في الوقت الذي يمارس فيه الثرثار هوايته بلا أي التزامات، أو مسؤولية، أو محاسبة، فإن المسؤول يعمل تحت ضغط الرقابة ،والمسؤولية والمسألة الرسمية والشعبية.وفي ظل إمكانيات محدودة ،ومع عدو مجهول.وفوق ذلك تحت ضغط الوقت.
وفي الوقت الذي يرتب فيه الثرثارون الأمور والأولويات، كل من زاويته الضيقة، ومن زاوية مصالحة، وزاوية رؤيته ،فإن المسؤولين يرتبون الأمور من خلال رؤيتهم للصورة الكلية للوطن ومعطياتها الحقيقية ، ومن خلال شبكة مصالح الوطن ومصالح مواطنيه، وقبل ذلك على ضوء الإمكانيات المتوفرة بشريا وماديا.
خلاصة القول في هذة القضية أن وطننا لايحتاج في هذا الوقت مزاودات، ولا يحتمل بناء شعبية رخيصة، لكنه يحتاج إلى رص الصفوف وراء قيادته، ثم وراء المسؤولين فيه ،وأول ذلك تقديم المقترحات مباشرةلذوي العلاقة ، على أن تكون مقترحات واقعية قابلة للتطبيق.وقبل ذلك التوقف عن إصدار الأحكام والتقيمات بلا أدلة ،
وفي النهاية كان الله في عون كل من يتحمل مسؤولية في هذة المرحلة، التي نسأل الله فيه السلامة للجميع.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/01 الساعة 01:08