عبدالسلام الطراونة يكتب: ترويده الى اقحوانة المجد
بقلم: عبدالسلام الطراونه
يا سيدة المدن...وراعية الحضارة..وصاحبة الشموخ!!
ها أنذا اقف أمام بهاء حضرتك...استظل بشموخ (تل اربد) الباسق كأهله.. وارفع الرأس عاليا وانا أرى نشامى جيشنا العربي الذين تنادوا الى رحابك لنجدتك يا (ام وصفي) ..وليبلغوك غلاوتك على قلب التاج ويفردوا حنان الشماغ على كتف مليحة المدن اربد التي انجبت لوطننا ..وطناً يرفد الوطن!!
ها أنذا ارى جباه الغوالي...عسكرنا وذخيرة الوطن..واقبل الجباه العاليه واحدة واحده..واقول: ابشري يا اربد الغاليه.. فقد جاءك الفرج من عند الله عز وجل على يد وسواعد وتيجان النشامى جنود الكرامه وفرسان الحق وحناء الوطن مزودين بحرص قائد الوطن وحبه لابناء اسرته وناسه الطيبين!
ها أنذا اطل من حالق..احمل قلبي على يدي نشاطرك معا الصبر والصمود في وجه البلاء..مثلما نشاركك المجد والفخار بك ومعك لانك انجبت لنا (وصفي)!
ها أنذا، يا اربد التاريخ والحضاره، في محراب هيبتك الوذ بالصمت لتتحدث الصور البهيه التي طرزت التاريخ البهي والتي تنداح كما الموج الحنون في محيط مخيلتي..وفي المقدمة منها مشهد العز الماثل امامنا وفزعة التاج والجبين والشماغ..هذه النخوة والفزعة الحنونه والتي جاءت بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني لتشكل نطاقاً ثميناً وطوقاً حنوناً يحمي الزند القوي اربد المجد من غوائل البلاء!
ها أنذا تكتحل عيناي برؤية ناسك الطيبين وسهول حوران والبطاح الشاسعه في شمالنا الحبيب التي صفق اهلها لمرور موكب صلاح الدين الايوبي (خال وصفي) وهو ييمم وجهه وعزمه وسيفه صوب الغرب لتحرير القدس الشريف من براثن الاحتلال البغيض!
ها أنذا يا اربد الغلال والاقحوان ارى على مد النظر سهول وبطاح الخير والقمح في ربوع شمال المجد التي اطعمت من جوع امبراطوريات عديده..وكانت فيما مضى (اهراءات روما) وغير روما!
ها أنذا يا اربد المجد ارى بأم قلبي على ارضك المباركه صهيل اليرموك وبشائر الانتصار وزغاريد النصر بعد ان هرب (هرقل) ونفذ الغازي بريشه وجيوشه وظل الجبين والرأس مرفوعين بفضل مجد الاسلام وعز العروبه!!
ها أنذا يا اربد الاسود تصافح مهجتي الأهل والارض والسهول الفسيحه التي استضافت مواكب النصر الاندلسي الموشى بالتاجين والقائدين العظيمين موسى بن نصير وطارق بن زياد وهما في طريقهما الى دمشق فالأندلس!!
ها أنذا يا اربد الاحرار، ابصر هبوب نسمة الجنوب الحنونه وقد انتخت لشقيقتها عروس الشمال البهيه..وجاءت تشاطرك الصبر والصمود وتشاركك شرف الترحيب بالزنود السمر..وتنثر معك الورد والاقحوان أمام رجال جيشنا وامننا الغيورين على أمن الوطن وصحة الناس والذين ترجموا توجيهات جلالة الملك نحو ابناء شعبه على أحسن ما يكون.
ها أنذا ارى همة الغالي وصفي التل وصدقه وحدبه على الوطن والناس... وأرى اخلاص وتواضع عبدالحميد شرف وشجاعة حابس المجالي مجسدة في اهاب العسكري والوزير (سعد) والذي له من اسمه نصيب...نعم (سعد) ابن الجيش..الذي شلع قلوبنا بصدقه وتواضعه عندما قال : من الصعب على العسكري ان يقول (ارجوك)!! لكنني مع ذلك اقول ارجوكم يا أهلي وعزوتي ان تبقوا في بيوتكم درءا للبلاء!! اه ..يا سعد ما اغلى هذه ال (ارجوكم) على قلوبنا جميعاً...ففيها كل صدق ونقاء الدنيا!!
وبالمناسبه فقد انشأك والدك الكريم صديقي العزيز وابن الجيش اللواء فايز جابر على حب الوطن والقيادة الهاشميه...فقد زرته في المدينه الطبيه عندما كان على سرير الشفاء فيما مضى حين انتابته غيبوبة لعدة ايام...وعندما استفاق قلت له مداعبا: يا باشا ذكر لي الاطباء في المدينه الطبيه بأنك كنت تؤدي التحيه العسكريه وانت في غيبوبتك، فضحك رحمه الله وقال: اي والله يا أخي عبدالسلام كنت خلال لحظات الصحو اؤدي التحية العسكريه للحسين العظيم الذي لم يغب عن ناظري...وللامانه فقد كان الرجل مخلصا للوطن والقيادة الهاشميه.
بوركت يا سعد.. بوركت يا ابن الجيش يا وزير الاخلاص والصدق والتواضع والطهاره!
وها أنذا اقف معجبا ومبهوراً بحق امام سحر بيان واداء وزير الاعلام امجد العضايله والذي يحظى اداؤه المتميز بنصيب وافر من اسمه .. فهو وزير القول المتزن والفعل الصائب ..وهو المسؤول الذي يسير على سكة اعلام الدولة الفاعل..البعيد عن التهويل أو التهوين..وهو ايضاً رجل الدولة الصادق الذي يواجه البلاء والموقف الصعب والمحنة الراهنه بهدوء الواثق وصبر المؤمن..وحنكة من تربى في مدرسة الهاشميين الاطهار.
وبكلمة..فأن تصريحاتك وكلامك – اخي أمجد- كانت مبعث الطمأنينة في النفوس والارتياح في القلوب..وماوراء كلامك من ندى في عينيك وتعاطف ووجع في القلب ازاء محنة الاهل في اربد وسائر انحاء وطننا العزيز كانت ابلغ من كل الكلام في كل قواميس الكون.
ولأن شهادتي بك مجروحة، ايها الغساني الكركي الاردني العربي النبيل فاني ساكتفي بكلمات معدوده مفادها أن تعاطيك الشجاع مع المحنة الراهنه وخطرها الداهم يدفعني الى القول بأنك اكتسبت قسطا وافرا من شجاعة وصفي التل..وفروسية هزاع المجالي..وجرأة احمد الطراونه..وصلابة فلاح المدادحه..وصدق محمد عوده القرعان..رحم الله هؤلاء الغوالي اصحاب القامات الباسقه جميعاً.
أمجد- يابن العم- اداؤك المتميز اثمر رصيداً متميزاً لك في قلوب الناس.
وفي الختام اقول: يا أربد..ايتها الغاليه..يا سيدة المدن وبهية السهول والقسمات والملامح..لاتهني ولا تحزني..فالله عز وجل معك وقيادتنا الهاشمية معك..ونشامى الجيش والأمن معك..وقلوبنا كلنا معك.. يا اقونة المجد والحضارة ويا اقحوانة العز والسؤدد ويا عالية الرأس!
سلمت يا ام وصفي سلمت للوطن ايتها الغاليه.