رسالة من كوفيد ١٩

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/31 الساعة 01:25
لم أدرِ أن الإنسانية هشة. لم أعرف ان ترامب سهل أن يُطاح به، وان بشائر الانتصار التي عاد بها حين اخذ ثروة الشرق وماله، لم تدم طويلا. لم أعرف ان «ووهان» التي تم اختراعها وطناً لي، سهلة التمدد لتصبح كل الأوطان مباحة لي. أنا كورونا اللعين كما صورني ترامب وزمرته، وكما رآني العالم، فقالوا إني تناسلت من الخفافيش، وأقول: إني ما زلت مجهولا لكم ومجهولا لذاتي. وأنا لم أكن اعلم هشاشة النظم البشرية، وأن الناس سوف يتدافعون طوابير طوابير. فرأيت ما لم يُرَ من رعب البشر، ورأيت ان الطعام اكثر ما لحق به من تبذير وإسراف. يا أيها الناس لماذا جعلتم مني رعباً مستحقا؟ لماذا لا تقفون موقفا واضحاً مني. أنا كورونا العظيم الذي فاتكم أني جئتكم بسلسلة سابقة العام ٢٠١٠. واني تطورت وتناسلت في مخابئ العتمة. انا كورونا، انا مالك السر الكبير، لا تعلمون أني منتج أمريكي او صيني، وليس من شيمي ان افضح السر، أسالوا السيد ترامب لماذا أصر على تشويه بلدي ووهان. لماذا تم الزج باعتبار اني منتج هجين؟ الم تعلموا هندسة الحروب الجديدة؟ ألم تعلموا كيف تدار أزمة الفائض المالي وملكية الأسهم في شركات الصين العظيمة؟ ثم لماذا أنا فاتك في إيران وإيطاليا؟ لماذا أنا اقل انتشارا في دول قريبة؟ أنا كوفيد ١٩ العظيم. بت اقرن الموت بنشرات الأخبار. أنا الخبر الأول، أنا من زادت حملات الخير والتكافل بسببي فأكل الفقير بسببي، أنا من قدمت الزكاة قبل موعدها بسببه، وانا أبقى بانتظار من يهزمني ويعلن أبنائي وآبائي وقبيلتي الأصلية. وأعظم ما في زمني أني جعلتكم أقرب لبعض، وأكثر اتصالاً، وأقل خروجا مسرعين في الطرقات. في زمني قلت حوادث الطرق. وفي زمني أغلق المجال العام دون جلبة أصحاب حقوق الإنسان والدولة المدنية. أنا كورونا، اعتذر لكل من حال وجودي وانتشاري دون ذهابه للصلاة في مسجد او كنيسة. أنا كورونا من جعل الجيوش مرحب بها في الشارع، ومن جعل شبكات التلفزة تذهب للقرى والبوادي، أنا من أغلق البنوك. الدستور
  • مال
  • كورونا
  • الجديدة
  • أخبار
  • حوادث
  • مرحب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/31 الساعة 01:25