رجال جائحة كورونا: خالد سيف والرسالة الأسمى
مدار الساعة - بقلم: نضال العمرو- كشفت جائحة كورونا التي تواجهها المملكة الأردنية الهاشمية كما العالم بأسره؛ شخصيات أثبتت مدى براعتها في اختصاصاتها سواء على المستوى الطبي او الإداري لمكافحة هذا الوباء؛ هناك من نجح وهناك من أخفق والذي يحكم على الأداء هو متلقي الخدمة.
في الأردن الحالة مشابهة نوعاً ما لكن هناك أمر يثير الإعجاب في مواجهة الأزمة؛ حيث شهدت الساحة الأردنية قبيل وباء الكورونا موجة من الانتقادات اليومية على أداء الحكومة وسلسلة الإجراءات والقرارات التي تتخذها في إدارة البلاد ومعضلة الحالة الاقتصادية؛ إلا أن الأمر اختلف كلياً بزاوية انحراف بلغت 360 ْ، والسبب في ذلك يعود لرجال صدقوا ما عاهدوا الله والملك ورئيس الوزراء عليه؛ فكانت الآراء الشعبية وتحليل أصحاب الرأي العام تصب لصالح كفّة ميزان الحكومة رغم تحفظ البعض منهم على الإجراءات المتعلقة في محور العمل وعمال المياومة وطرق تعويض أصحاب المحال والشركات التي تعمل بها هذه العمالة؛ ومحور الصناعة والتجارة وتوفير المواد الأساسية وعدم القدرة على ضبط الأسعار في القطاع الزراعي وما سببه هذا الأمر من تعكير لمسير إدارة الأزمة مؤقتاً؛ فلا يوجد نجاح كامل و بالمطلق فالمقارنات باتت تظهر بين الأردن كدولة في العالم النامي ودول في أوروبا وفي ذات الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أثبتت الدولة الأردنية تفوقها في تقديم الأفضل حسب الإمكانيات، وآلية المحافظة على صحة وسلامة مواطنيها وسرعة اتخاذ القرار بعد دراسته.
أظهرت الإدارة الحالية لأزمة كورونا في الاردن رجال يتم تداول أسمائهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم الأكفاء في إدارة الأزمة وهم كذلك فعلاً مثل وزير الصحة الدكتور سعد جابر وقامة الإعلام الخبير الملكي ان جاز لي التعبير في إدارة الملف الإعلامي للأزمة معالي أمجد العضايلة وزير الاعلام؛ وصاحب الخبرة الكبيرة في الإدارة المحلية؛ فكراً واداءً على الأرض شهد به المواطن واشادت به القيادة معالي المهندس وليد المصري وزير الإدارة المحلية؛ إلا أن رجلأ في حكومة الدكتور عمر الرزاز الحالية؛ وهو ضمن فريق إدارة الازمة الاستثنائية؛ يخرج من اجتماع لإجتماع آخر ويبذل مجهود كبير جداً ويقدم كل ما يستطيع وأكثر خدمة لله والوطن والملك؛ ولكن لا يسعى لما يتزاحم عليه زملاء له رغم أخطاء كثيرة تدور في فلك اداءهم.
يشارك زملائه الفاعلين من الوزراء ضمن اختصاصه؛ وينتقل في نفس الوقت لخدمة المواطنين وحل مشاكل القطاع الذي يشغله؛ لا ينتظر حتى تصله ملاحظة، وانما يسعى هو لحل أي مشكلة ضمن اختصاصه وما ان تصله قضية يتحرك وفريق من وزارته للإجتماع لبحثها ودراستها وتقديم انسب الحلول ضمن الإمكانيات المتاحة جراء ازمة وباء كورونا.
على سبيل المثال لا الحصر؛ ما حدث اليوم من عملية اخلاء المواطنين والمقيمين والسواح في فنادق عمان والبحر الميت والذين تم الحجر الاحترازي عليهم للتأكد من سالمتهم وخلوهم من الفايروس.
أسرّ لي مصدر مقرب من الشخصية مدار الحديث؛ أن الرجل وفريق عمله في الوزارة والهيئة التابعة لها ادارياً؛ لم يجدوا دقيقة للراحة من ساعات بدء الأزمة وخاصة ليلة أمس وفجر اليوم؛ وذلك ليطمئن على ان تتم عملية الاجلاء بطريقة أنيقة مُنظمة تليق بالدولة الأردنية كما تمت عملية نقلهم من المطار في بداية الازمة.
وأكد لي المصدر؛ أن عملية اجلاء المواطنين والمقيمين والسواح من فنادق عمان والبحر الميت هي عملية مشتركة ما بين الجيش العربي الأردني الهاشمي؛ وهيئة تنظيم النقل البري كرأس حربة، والتي نظمت كل التطبيقات الذكية التي يتم الحديث عنها الان لوسائط النقل في الأزمة، ومدير عام شركة تاكسي كريم والذي ضم تحت مظلته تاكسي أوبر وقام بتوفير 5500 مركبة بمجرد تلقيه الخبر من الرجل مدار البحث؛ حيث تم توزيع هذه المركبات على كافة المناطق المراد الوصول إليها ضمن جداول زمنية محددة ونقاط تسريب؛ وتمت العملية بمنتهى الإنسانية والروعة والدقة شهد لها العالم عبر شاشات الفضائيات.
الشخصية مدار الحديث هنا وحسب المصدر؛ يرفض الإشارة إليه إعلامياً ويسعى مبتعداً عن موضوع الظهور في مقاطع فيديو إعلامي لأنه ينظر لنفسه جندياً ضمن كوكبة تعمل بتوجيهات ملكية سامية على تقديم أسمى رسالة في الحياة وهي خدمة المواطن الأردني والمحافظة على سلامته كواجب وطني.
وبعد معرفتكم لمثال واحد فقط (رغم وجود الكثير من الأمثلة له) عن الأداء الوطني بمنتهى الولاء والانتماء من هذه الشخصية للوطن والقيادة؛ وجب ان اذكر لكم ما يُعرف عنها من طيبة القلب واللباقة والبساطة والتواضع والمرونة في التعامل الشخصي ونبذه لفكر الشللية والمزاجية والنرجسية.
نعم ... نعم صحيح هو وزير النقل خالد وليد سيف؛ الذي وصفه لي زميل له في إدارة الازمة بأن هذا الشاب عبارة عن مجموعة خبرات واحترافية في العمل والقدرة على تحمل المسؤولية والنجاح في إدارة كل ما يتعلق في قطاع اختصاصه خدمةً للوطن.
بوركت جهود الحكومة جميعها وادارتها الناجحة للازمة مطالبين المزيد من المتابعة والمراقبة للخروج بأقل الخسائر؛ ولن ننسى أصحاب أسمى رسالة وجدت في الكون بحفظهم لسلامة الشعب وخدمته بكل اخلاص وأمانة نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية وكافة مرتبات الامن العام والذين يمثلون جميعاً درع الوطن وسياجه المنيع.