إعلام الاشاعات في زمن الكورونا
بقلم: زيد أبوزيد
ملك حكيم يقود البلاد إلى العلياء. ورئيس وزراء يدير ازمة عجزت دول عظمى عن الحد منها وجيش عظيم وشعب معطاء ملتزم ووباء خطير يعصف بالعالم ولكن يبدو أن نوعا جديدا من الوباء قد انتشر اليوم والعالم يعيش أزمة التعامل مع واحد من اخبث الأمراض وهو الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا كوفيد 19, وهو إعلام الشائعات. وكنا قد خبرناه سابقا ولكن وفي هذه الأوقات العصيبة يتكاتف كل العالم ويتوحد في المواجهة والتفكير يكون منصبا على طرائق التدريس وكيفية التعامل مع تباطؤ نمو الاقتصاد وسبل الوقاية من الأوبئة والأمراض وبخاصة وباء الكرونا وكيف نحافظ على انسيابية البضائع في العالم في ظل حظر حركة الطيران وغيرها الكثير. ولكن الغريب أن البعض ممن تعود على السلبية لأنها متأصلة في نفسه. أو لأنه يعمل وفق اجنداته الخاصة أو لاستهتاره استبدل ما ساد في عقود غابرة بما سمي بالصحف الصفراء، و التي اشتهرت بتناقلها للفضائح، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، ومن ثمَ وفي ظل التطور التكنولوجي الهائل وظهور الشبكة العنكبوتية خفت بريقها، واعتقدنا ان اعلام الغد سيكون محايداً وصادقاً ولن يتورط في البحث عن الغنائم واغتيال الشخصيه، وزرع الفرقة بين العباد في البلاد، وبخاصة في زمن الأوبئة والأمراض. ولكن الكارثه كانت هائله، إذ حل الفضاء الاعلامي المفتوح عبر الفضائيات والمواقع الالكترونيه ومواقع التواصل الاجتماعي ليحول نقاء التكنولوجيا الى فضاء فضائحي اجتماعياً وسياسياً، واستخدم ليساهم في ظل الشرق الاوسط الجديد الى اعلام التدمير والتحريض على المؤسسات والانظمه، بل والشعوب، وفي ظل ذلك بقي الابتزاز اجتماعيا واقتصاديا يحتل موقع متقدم في الربح السريع المبني على الابتزاز. وكان لافتا للانتباه بث الشائعات واختلاق الأخبار وبث مواد فلمية قديمة لاحداث أو مواقف قديمة ليعاد نشرها مجدد بعنوان من هنا او هناك أو بث أي مادة بعناوين مستفزة أو جالبة للقراء ليكتشف القاريء بعد الغوص في الموضوع قضية مختلفة تماما عن الموضوع وبعض مستجدي الكتابة أو بعض تجارها يعتقد في نفسه هيكل والعقاد وهو لا يساوي مقدار جناح بعوضة.
من هنا أصبح من المعتاد تناقل بعض المواقع المشبوهة أو الصفحات مجهولة المصدر على مواقع التواصل الإجتماعي أخباراً مفبركه لا أساس لها من الصحة تعمل على خلق الفتنة في المجتمع او تثير الذعر او العكس اي تقدم معلومات مغلوطة او مفبركة تدفع المواطن لقرارات طارئة لمعالجة ما وصله من معلومات ليكشف زيف ما نشر.
واليوم والحكومة قد أنجزت الكثير في ظل أزمة فيروس كورونا العالمي واستنهضت كل امكانياتها وبتواجد نشط ومميز من رئيسها المثابر عمر الرزاز وبتعاون كامل مع كل مفاصل الدولة واجهزتها تبدأ خفافيش الظلام بالانتقاص من هذه الجهود وتشويه المنجزات بل وتجنيد البعض من اتباعها للنقد والانتقاد والانتقاص من كل مقال او منشور يطرح الواقع ويزرع الأمل في نفوس المواطنين.
أننا في الاردن، و التي لا يستطيع أحد فوق هذا الكوكب أن ينكر أنًه بنظامه وقائده وتجربته المبنية على الحرية والديمقراطية والحداثه واحترافية جيشها العربي المصطفوي وعدالة قضائها وسعيها إلى تطوير نموذجها التربوي وفق ما تقتضيه فلسفة العصر بتمليك الطلبة لمهارات الحياة والتعلم مدى الحياة وفي كل الظروف ، وسعيها الى نشر رسالة السلام في كل أرجاء المعمورة لا يمكن أن تنزلق إلى ما انزلق اليه غيرها بفضل منجزاتها وشعبها العظيم، ولا أحد ينكر ان المملكة استطاعت ان تتواجد بقوة في كافة المحافل الدولية وان تكون ايضا على خارطة الاستثمار العالمي والاقتصادي بفضل الانجازات العظيمة التي تحققت.
ولكن رغم ذلك فان الحرية الاعلاميه مكنت بعض الاعلام الرخيص من مدونات أو صفحات شخصية أو مواقع مأجورة من استغلال هامش الحرية الى فبركات رخيصه يسعى مروجوها الى نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي صحف الكترونية رخيصة تعبر عن حالة مرضية عند مطلقيها المأجورين ممن أطلق عليهم في كل العصور تسمية الطابور الخامس المستهدف وحدة الشعوب وتحطيم آمانيها بالحياة الفضلى عبر ضرب حالة الاستقرار بين مكونات الدولة، أو المس بشخصيات اقتصاديه او سياسيه او حتى تماسك الشعب ووحدته الوطنيه وجمالية التنوع المبني على علاقات تاريخيه بين مكونات الشعب.
إن المملكة الاردنية الهاشمية سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق كرامة الإنسان الاردني والى حريته ووحدته في نظام يحقق مصلحة الشعب ويحفظ له أمنه واستقراره والى العداله في دولة المؤسسات والقانون، والى نظام يستوعب طاقات الأمة لبناء دولةٍ عظيمة بأهلها، عزيزة بمواطنيها، ولذلك كانت دعوة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عزز الله ملكه دائماً الى تفعيل وتعزيز مشاركة ابناء الشعب من شباب وشابات في مستقبل الاردن والى دعوته الدائبة للحكومات المتعاقبه للعمل من أجل رخاء المواطن وتحقيق العدالة والمساوة.
من هنا رأينا خلال هذه الفترة الاخبار الموتورة وأصحابها لا تتوقف ساعة عن تشويه الحقائق وقلبها ، محاولين في الوقت نفسه تشويه كل خطوة تخطوها المملكة لتجاوز أزمة الوباء.
لا أريد أن أقف ناصحاً لابناء الوطن الاغلى ان لا يلتفتوا الى هذه الترهات والخزعبلات، فهم بما أنعم الله عليهم من مدارس وجامعات ومعاهد لا تحصى يعرفون الغث من السمين، ولكن إياكم أن تقعوا فريسة أناس لا يخافون الله فيكم، ولا تأخذكم فيهم إلَا ولا ذمة، لقد عمل أولئك على ذر الرماد في العيون لتعمية الحقيقة لانهم لا يريدون للوطن الخير, فالمملكة الاردنية الهاشمية كانت وما زالت عظيمة بشعبها ووحدتها ونظامها وتجربتها مما جعلها فعلاً في عيون كل الشعوب، ولا زالت مناسباتنا الوطنية فرصة كبرى نستذكر فيها عزيمة الرجال الأوائل الذين بذلوا التضحيات لأجل مسيرة وطن شكل حالة فريدة من البناء والتطور والإنجاز في المنطقة متجاوزاً التحديات التي اعترضت مسيرته، بفضل قيادته الهاشمية الرفيعة التي استطاعت ارساء دعائم الدولة الاردنية الحديثة وترسيخ معالم المؤسسية والحرية والديموقراطية ليزهو ويفتخر بها ابناء الاردن بانجازات هذا البلد الكبير بشعبه الصغير بامكاناته ليحقق الاهداف المنشودة والآمال المرجوة.
وأخر حديثي أن يحفظ الله الوطن آمناً مستقراً سخاءا رخاءا تحت الراية الهاشمية المظفرة وأن نتجاوز أزمة هذا الوباء الخبيث بوعيكم والتزامكم الكامل ودعم كل السياسات والإجراءات الحكومية.