مصممة أزياء ومذيع ومدير شركة إنتاج فني بين المحجورين في البحر الميت.. تعرّف عليهم (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/29 الساعة 02:32
مدار الساعة - محمد العرسان - تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، فيديو يظهر حفل زفاف لشاب على فتاة في منطقة الحجر الصحي بأحد فنادق البحر الميت.
وحسب الفيديو، قامت الكوادر الطبية بالمشاركة من بعد في الحفل بألبستهم الواقية، ليتفاجأ العروسان باتصال من الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله يقدمان لهما التهاني.
العروسان، من بين آلاف المسافرين المحجورين صحيا في فنادق منذ 16 آذار/ مارس الماضي، بعدما قررت السلطات إيقاف الرحلات الجوية، وحجر كافة القادمين لمطار الملكة علياء 14 يوما، ضمن خطتها لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19).
وتحجر الأردن صحيا على 5800 مسافر أردني، وجنسيات مختلفة، في فنادق أربع وخمس نجوم، منهم 3104 أشخاص في عمّان، و1923 في البحر الميت، و23 في مدينة العقبة، تحت حراسة أمنية مشددة.
الشاب الأردني محمد سكجها، الذي يدير شركة إنتاج ويحترف التصوير، من بين المحجور عليهم منذ 11 يوما في حجر صحي داخل فندق أربع نجوم في البحر الميت بالأردن، وإلى جانب سكجها ماجدة أبو زغلان، التي تعمل مصممة أزياء، وفي محاولة لتوثيق الحدث وكسر الملل، يتحدث سكجها لـ"عربي21" عن يومياته مع الحجر الصحي، يقول: "أردنا توثيق اليوم والذكرى ومحاولة لممارسة أعمالنا اليومية".
أما ماجدة صاحبة مؤسسة "سرو فاشن"، تقول لـ"عربي21"، عن تجربتها: "عدت من الإمارات، وكنت شاركت بدورة لتعليم التطريز الفلسطيني والأردني لسيدات هناك، تفاجأنا بالحجر الصحي، لحسن الحظ كانت أحمل أدوات التطريز معي، فبدأت التطريز يدويا لإخراج الضغط، وقررت تطريز بلوزة، لجأت لاستخدام أكياس التسوق لبدء التصميم".
وتتابع: "كانت مشكلتي من سيصورني، فتعرفت على سكجها من خلال الانستجرام، الحجر أعطاني دافع لإنهاء القطعة التي عملت عليها 9 أيام، ونشرت مراحل التصميم على موقع سرو فاشن، كي أوصل رسالة لمن هم في البيت أنهم يستطيعون إنجاز شيء رغم ذلك".
أما سكجها، فيحاول قضاء وقت الحجر بالقراءة والعمل عن يومياته، وكيف وجد نفسه معزولا عن عائلته، مضيفا: "في 16 مارس، عدت إلى الأردن، بسبب وفاة زوج أختي، كانت حالة طارئة، أردت أن أقف لجانب عائلتي، نبهتني زوجتي من أن الأوضاع غير مستقرة، وقد تحجر، لكنني لم أهتم، سافرت الأردن، وكنت أرتدي الكمامة وأحمل المعقم".
يقول: "دخلت عمان العاشرة صباحا، وبعد ختم جواز السفر، طلب منا التوجه إلى مسرب من أجل فحص طبي بسيط، لكننا تفاجأنا بوجود حافلات للجيش الأردني، اقتادونا إلى فنادق في البحر الميت؛ لغايات الحجر الصحي، وكنا أول دفعة نصل هناك".
وأضاف: "أثناء الحجر، تم توزيعنا على غرف الفنادق في البحر الميت، حينها كان لدي نكران لفكرة الحجر، لكن مع الأيام وصلت لقناعة أن هذا لمصلحتي ولمصلحة المجتمع، وهنا بدأت أتأقلم مع الوضع، وأصبحت أدير عملي من بعد، وأصبحت أمضي وقتي بالقراءة، أستيقظ صباحا أشاهد البحر، أتناول وجبات الأكل الثلاث المقدمة من الفندق، وهي وجبات جيدة منوعة".
وفي محاولة للقضاء على الممل، قام سكجها باختراع صديق افتراضي له أسماه "رباح"، من خلال رسم وجه على علب ورقية وإلباسه القميص والجاكيت؛ من أجل الحديث معه في ظل عزله بغرفة صغيرة لها شرفة تطل على البحر.
ويقول إن "السلطات الأردنية توفر خدمات الاستشارات النفسية للأشخاص المحجورين، من خلال أطباء مختصين في الفنادق، لكنّ هناك اختلاطا بين المحجور عليهم في الفنادق، لا يوجد تشديد على عدم الخروج من الغرف، رغم الحراسة الأمنية، والتعليمات التي تحظر ذلك، هذا لا يطبق، أغلب المحجور عليهم يزورون بعضهم البعض".
وتابع بأن "الخدمات الطبية الأردنية، وهي الجهة المشرفة على متابعة المحجورين في الفنادق، تبين أن من بين المحجورين 44 مسافر ترانزيت، و 4243 أردنيا، و1513 شخصا عربيا وأجنبيا".
"من الحجر الصحي أقدم لكم موجز الأخبار"
من بين هؤلاء المحجور عليهم المذيع الأردني يزن حامد، الذي يعمل في راديو "مزاج إف إم"، فبعد عودته من إسطنبول، توجه للحجر داخل فندق 5 نجوم في العاصمة عمان، إلا أن يزن قرر الاستمرار في بث الأخبار من داخل غرفة الحجر عبر الهاتف والبث المباشر لفيسبوك.
يقول: "يقدم لنا 3 وجبات يوميا ومواد كلها صناعة أردنية، أكثر من عشرة أيام في الحجر، ولم ينقص علينا أي شيء، ولم يتكرر أي طعام، كل يوم يبدع الشيف بوجبة جديدة لذيذة ونظيفة، كما أن هناك فريقا طبيا يفحصنا بشكل دائم، يحاول الكادر الطبي رغم التعب المزاح معنا في محاولة لكسر الملل، كون أنه لا أحد يدخل غرفنا، نحن ننظف غرفنا".
وتابع: "كنا نهتف من شرفات الفندق للفريق الطبي وللأردن، هذا أبكاني، وصلتنا ورقة من وزير الصحة د. سعد جابر، كتب فيها حرفيا: تقتضي التعليمات أن تبقوا في غرفكم طيلة فترة الإقامة، وعدم الاختلاط بالآخرين؛ لأنه إن ثبتت إصابة أحدهم، فستمتد إقامتكم أربعة عشر يوما إضافية؛ للتأكد من عدم إصابتكم"، بحسب حامد.
الشابة بنان قطوس، هي الأخرى تخضع للحجر في البحر الميت إلى جانب والدتها وخالتها، بعد أن عدن من الإمارات، وتقوم كل يوم بنشر مقتطفات من حياتها في الحجر على تويتر، داعية متابعيها لتزويدها بروابط إلكترونية لكتب، لتقرأها.
وتصف يومها لـ"عربي21": "أقضي أغلب وقتي في القراءة، وتأمّل البحر، وقضاء الوقت مع والدتي".
أما أم سمير (70 عاما)، أيضا تخضع لحجر صحي بعد عودتها من زيارة ابنتها التي أنجبت في دبي، تقول: "كل شيء متوفر لنا من خدمات، لم أتوقع أن يتم حجرنا، لكن بعد أن أصبح الأمر واقعا، قبلنا بذلك من أجل مصلحتنا، هنالك دول تفشى بها المرض بشكل كبير، لا نريد ذلك لنا، أقضي أغلب وقتي في التواصل مع عائلتي، عبر الهاتف، وتطبيقات الفيديو".
34 فندقا خمسة وأربعة نجوم
وحسب الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة في وزارة الصحة الأردنية د.نذير عبيدات، "استأجرت الحكومة لغايات الحجر الصحي 34 فندقا، 23 في عمّان، و10 في البحر الميت، وفندقا واحدا في العقبة، من فئة أربعة وخمسة نجوم".
يقول لـ"عربي21": "وزارة الصحة ستطلب من الأشخاص في الحجر الصحي بعد مغادرتهم الفنادق، المتوقع خلال أيام قليلة، البقاء في منازلهم 14 يوما إضافيا كإجراء احترازي".
وتابع: "جرى تعقيم الفنادق قبل وصول المحجور عليهم، وسيصار لتعقيمها مجددا عند مغادرتهم".
وحددت وزارة الصحة الأردنية الإثنين المقبل موعدا لمغادرة المحجور عليهم الفنادق.
وكان وزير الصحة الأردني، سعد جابر، قد صرح في وقت سابق للتلفزيون الأردني، بأن "المحجور الواحد في الحجر الصحي يكلف الحكومة من 169 – 253 دولارا خلال اليوم الواحد، ما بين إقامة في الفندق وطعام وفرق طبية وأمنية وألبسة خاصة، في حين يكلف مريض العزل 1200 دينار يوميا".
ويبلغ عدد الإصابات التي سجلتها الأردن بفيروس كورونا، حتى مساء يوم السبت، 246 إصابة، وسط توقعات بارتفاع العدد بسبب إصابة مدعوين لحفل زفاف في مدينة إربد نتيجة مخالطة أردني عاد من إسبانيا.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/29 الساعة 02:32