راصد جوي يكشف تفاصيل متعلقة بضربة “خان شيخون” الكيميائية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/13 الساعة 12:05
مدار الساعة- في تفاصيل جديدة، عن المجزرة الكيميائية ببلدة “خان شيخون” في 4 أبريل/نيسان الجاري، روى أحد القائمين على مرصد لاسلكي تابع للمعارضة السورية، اللحظات التي سبقت استهداف البلدة، ومتابعته لسلوك الطائرات التي نفذت الضربة. وفي حديثه للأناضول، أفاد المراقب محمود الحسنة، العامل في “مرصد ريف إدلب الجنوبي” (يراقب حركة طيران النظام وحلفائه)، بأن تردد الطائرات والوقت الذي انطلقت فيه، جعلته يشتبه بأن “شيئاً خطيراً سيقع”. وبهذا الخصوص، قال الحسنة “فجر الثلاثاء الرابع من نيسان (أبريل) 2017، وفي الساعة 6:26 صباحا (03:26 ت.غ)، انطلقت طائرتان من مطار الشعيرات بريف حمص، تحت مسمى قدس-1، وقدس-6، باتجاه الشمال”. ويضيف “هنا بدأت التعميم على بقية المراصد، كون القصف بهذا الوقت يشير لشيء خطير”. وأوضح الراصد، أن ما عزّز توجسه، هو تردد الطائرة، مؤكداً أنه ذات التردد للطائرة التي نفذت قصفاً بأسلحة كيميائية على مستشفى في بلدة “اللطامنة” بريف حماة، في 25 آذار (مارس) الماضي، أدت لمقتل طبيب وإصابة نحو 70 أخرين”. ولفت “الحسنة”، إلى أن استقرار الأحوال الجوية، وشبه انعدام سرعة الرياح، جعلته يتوقع استخدام سلاح سام وغازات. وبيّن بهذا الصدد، أن الأجواء الصافية الخالية من رياح شديدة هي الأجواء المثالية للقصف بالغازات السامة، لأنها تساعد على استهداف النقطة المقصودة دون أن تتطاير (الغازات) في الهواء خارج الهدف. وأوضح أنهم باتوا يعرفون تلك المعلومات من خلال تجاربهم وخبرة اكتسبوها خلال أربع سنوات في مراقبة الطيران ومتابعة القصف الذي تنفذه طائرات النظام وحلفائه. وعن ردة فعله آنذاك، تابع الحسنة “قمت بالتعميم بانطلاق الطائرة قدس-1، ونبّهت أن الطائرة وقائدها محمد الحاصوري، الذي نعرفه من بحة صوته، له (حالات) سابقة في القصف بالكيميائي”. “وبالفعل قدمت قدس-1 من الجهة الغربية لخان شيخون، ونفذت في الساعة 6:48 قصفا بصاروخين يحملان غازات سامة، فيما ألقت قدس-6 من الجهة الشرقية أربع قنابل على البلدة”، حسب الحسنة. وأعرب راصد المعارضة، عن اعتقاده أن القصف الذي قامت به طائرة “قدس-6″، كان للتموية على قصف الأسلحة الكيميائية. وأشار أنه بعد أن تم التأكد من أن القصف كان بأسلحة كيميائية “بدأنا نعمم على جميع المدنيين وفرق الدفاع المدني والمتوجهين لمكان القصف، بأن عليهم ارتداء كمامات لوجود غازات سامة”. “ورغم التحذيرات، إلا أن فريق الدفاع المدني الواصل لمكان القصف، تعرض للإصابة بالغازات السامة”، يقول الحسنة، مبيناً بأسف أن التحذيرات “لم تمنع من وقوع المجزرة”. ويؤكد الحسنة أن الطائرة التي نفذت القصف الجوي بالغازات السامة، انطلقت من مطار “الشعيرات” العسكري جنوبي حمص، مبيناً أن الطيران الحربي ما زال ينفذ طلعات من نفس القاعدة الجوية حتى اليوم (الأربعاء)، وقصف عدة بلدات بريف إدلب أمس الأول (الإثنين). تجدر الإشارة، إلى أن المراصد اللاسلكية، تقع في أماكن تابعة لمناطق سيطرة المعارضة السورية، وهي مخصصة لمراقبة الطيران، والتنصت على اتصالات قوات النظام فيما بينها. ويتتبع الراصد (المراقب) حركة الطيران، ومن ثم يقوم بتعميها على المواطنين بواسطة أجهزة بث لاسلكية، إذ يمتلك معظم المواطنين أجهزة استقبال لاسلكية تلتقط تلك التعميمات، بسبب انقطاع الاتصالات منذ سنوات. وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الأسبوع الماضي، على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب (شمال غرب)، وسط إدانات دولية واسعة. ويعتبر الهجوم الأعنف من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية ومناطق أخرى في ضواحي دمشق أغسطس/ آب 2013. وهاجمت الولايات المتحدة، الجمعة، بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص السورية، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد على قصف “خان شيخون”. الاناضول
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/13 الساعة 12:05