العبادي يكتب: من داخل الحجر الصحي- البحر الميت
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/24 الساعة 11:54
* الأستاذ الدكتور موسى علي العبادي
لقد كنت انا وزوجتي العزيزه في غايه السعادة حينما استطعنا تغيير موعد سفرنا رجوعا للوطن الغالي إلى يوم الاثنين الماضي بدلًا من التأخير لمده ١٠ أيام أخرى في الولايات المتحده الأمريكية.
صعدنا إلى طائره الملكية الاردنيه في مطار شيكاغو والسعادة تغمرنا داعين للمولى عز وجل ان نلتقي اولادنا واهلنا في غضون رحله الاثني عشر ساعه.
مضت الرحلة بكل أمان ومرت الساعات علينا بين القراءة ، تتمه عمل على جهاز الحاسوب ومشاهده بعض الأفلام.
وصلنا وبحمدالله مطار الملكة علياء الدولي وبدانا بانتظار حقائبنا. فجاه ومن دون سابق معرفه، علمنا كما علم جميع من كانوا في الطائرة ان جميع الركاب سيتم نقلهم إلى فنادق بالبحر الميت، حجرًا صحيًا لمده أسبوعين. وقع الخبر علينا حينها بشده ١٠ ريختر، داعين الى الله ان تكون هذه الأخبار اشاعه من احدى اشاعات أماكن التواصل الاجتماعي.
طبعًا ابني واخي ينتظرون خارج المطار وهم أيضًا سمعوا كما سمعنا وهم يتمنون ان لا تكون هذه الأخبار بصحيحة.
ماهي الا دقائق حتى امرنا بالتوجه الى باصات كانت جاهزه متوجه بتعرفات قواتنا المسلحة. أسلمنا امرنا الى الله وبدانا على قناعه بان هذه الخطوات الاحترازية ضرورية للصالح العام. وسارت قوافل باصات قواتنا المسلحة متجهه الى البحر الميت. استطعنا زوجتي وأنا ان نحييي من بعيد عائلتنا والتي كانت مجتمعه على احد شرفات بيتنا حيث كان ابني يلوح بشماغه الأردني الأحمر بكل اعتزاز وفخر ونحن معهم على الجوال نخاطبهم ونراهم عن بعد.
خلال اقل من ساعه كنا في غرف احد الفنادق، خمس نجوم. زوجتي أستاذه في كليه الطب ومتخصصه بمعالجه الأطفال في قسم العناية الحثيثه وأنا أستاذ في قسم علم الأمراض والمختبرات.
خطرت على بالنا فكره نقلناها إلى زميل لنا بان يتم فحصنا وإطلاق سراحنا للالتحاق بخدمه مستشفانا والذي يمكن ان يكون بأمس الحاجة لنا بالمنظور القريب. لم تنجح هذه الخطة وأعلمنا ان الإجراءات صارمه ويجب الالتزام بها من الجميع، وأردف زميلنا قائلا ان هناك أمراء في الحجر الصحي معنا دونما استثناء.
بدا المشوار في غرفه الفندق حيث ان الخدمة كانت وما تزال ممتازه، خدمه خمس نجوم، يوميا يصلوننا بكل متطلباتنا اليومية والتي تشمل الرعاية الطبيه من قبل أطباء نشامى من القوات المسلحة ووزارة الصحه.
لا زلنا في خندقنا هذا، بقي أسبوع كامل للتخريج من هنا الى بيوتنا والتي نتمنى بان تكون منظمه وسهله كما كانت رحله القدوم.
طبعًا زوجتي وأنا خريجي الولايات المتحده الأمريكية ومن خلال الأيام القليله التي زرنا بها بلدنا الثاني هناك راينا وعن قرب التخبط الواضح للقيادة هناك بالتعامل مع هذه الجائحة.
وخلال هذا الأسبوع المنصرم شاهدنا عن قرب تصرفات قيادتنا الحكيمة من راس الهرم جلاله القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني وولي عهده سمو الأمير حسين حفظهما الله نزولا بدوله رئيس وزرائنا الأكرم الدكتور عمر الرزاز وكل طاقمه الوزاري وجميع موسسات دولتنا العظيمة. الأردن بلد صغير المساحة، شحيح الإمكانات ومكبل بالديون ولكنه تعامل مع هذه الازمه كدوله عظمى، لا ويل أفضل بكثير من الدول العظمى والتي سوف لا تبخل عليهم قيادتنا بالنصح والإرشاد حتى يستطيعوا هم قياده المركب كما قاده بلدنا من قياده وحكومه وشعب.
كلنا فخر بهذا الوطن العظيم ونرفع راسنا دائما بإنجازاتنا دون جلد للذات ودون تردد.
ونطلب من الله العلي القدير ان يهدينا جميعًا للالتفاف حول قيادتنا وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية حتى يتسنى للجميع الخروج من هذه الازمه بنجاح.
نهيب ونحن في حجرنا الصحي بجميع المواطنين التقيد بتعليمات حكومتنا الرشيده، والتي نالت ثقه الجميع من كافه الأطياف.
حمى الله الأردن قياده وحكومه وشعبا.
* كليه الطب- الجامعه الاردنيه
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/24 الساعة 11:54