الزيود يكتب: الحفاظ على النعمة

بقلم: الدكتور خلف ياسين الزيود ان تعظيم النعم التي ينعم بها الإنسان هي احساس وشعور متقدم جداً عن الاستشعار والوقوف عند كل الجهود المبذولة حتى وصلت إليك لكي تنعم وتستمتع لتستمر بها الحياة الفردية والجمعية والإنسانية على هذه المعمورة، ولكن بالمقابل لا يجوز أن ننظر الى الأجزاء المفقودة ونتعامى عن الموجودة بسبب طلب المثالية بحياتنا. وهنا فعندما يتفكر الإنسان بحاله وبمن حوله خصوصاً في هذا الزمن العصيب، سيجد انه بنعم كبيرة ، نعمة العيش ضمن مجتمع يسوده الود والمحبة والترابط بدولة تحميك وطناً ومعيشةً وصحةً، آمناً وأماناً بالوقت الذي نرى فيه من هنا وهناك الصراعات والنزاعات التي تفكك وتشرد مجتمعات وشعوب باكملها. هذه النعم التي ننعم بها هي من الله سبحانه وتعالى، سخرها لنا من خلال ان آلف بين الشعب وقيادة حكيمة رحيمة، وعليه يحب المحافظة عليها بالشكر والحمد فان النعم اذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت.
ان الظروف الحالية التي نعيش وفرض الإجراءات وحظر التجوال فيها تتطابق مع قول الله سبحانه (والله جعل لكم من بيوتكم سكناً)، فأنت عندما تكون في امن ورخاء وطمانينة، عليك ان تتخيل العكس لا سمح الله، لذلك لنبقى حامدين شاكرين (وإذا تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم). ان السلبيات في السلوكيات البشرية كثيرة ولكني ارى اليوم ان هذه فرصة للتخلص من هذه السلوكيات وعلى كل المستويات، المعيشية والاستهلاكية والاجتماعية والوطنية وغيرها. ان من أعظم طرق وسبل الشكر على النعم هو ان نعرف قيمتها فتقدرها لله والوطن، فعندما تفكر الدولة عنك وتجد الحلول وترفع من جاهزيتها لحمايتك مراعية كل ظروفك للعيش والتعايش لتستمر حياتك، فهذه نعمة يجب ان تتوقف عندها ملياً، ولأن دولتك كالأب الذي لا ينتظر شكراً من ابنائه عندما يكد ويشقى ويسعى ليقوم على معيشة وتربية ابناءه على احسن حال ممكن، وهنا بالمقابل الأب الذي لا يستطيع ان يفعل هذا ويفقد السيطرة على بيته لعدم حسن التصرف والتقدير لظروف الحياة، ان حسن التصرف في وقت الأزمات هو زمام المبادرة ومن يلتقط زمام المبادرة ويحسن التصرف هو ذلك القائد الفذ. هنا اقف واياكم لنتغنى بمن أخذ بزمام المبادرة الملك المفدى واعتمد التنفيذ على من يجب ان يعتمد عليهم ( الجيش العربي) ليتدبر أمور العباد والبلاد وضبط الإيقاع الوطني بكل الاتجاهات، فأصبح الاْردن مثالاً للفخر والاعتزاز كما هو دائماً، وهو الان مثالاً يحتذى للكثير من دول وانظمة العالم، فالحمدلله اننا من الاْردن الهاشمي وحفظ الله الوطن.