كورونا لن تنسينا
بقلم: حسان عمر ملكاوي
ان كان فيروس كورؤنا بنظر البعض يتصدر المشهد واصبح حديث الاعلام الرسمي والمجتمع البشري في العالم أجمع ، ولكنه لن يطغى على احداثنا ولن ينسينا افراحنا وواجباتنا، نعم كورونا اوقف الى حد كبير حركة التنقل، وحد من الحياة الاجتماعية، وبسببه تم اقتصار طريقة اداء اهم الشعائر الدينية، ولكن الحمد لله ان الايمان والالتزام زاد، ونقول لكورونا لن تنسينا اعيادنا وامجادنا وذكرياتنا وبطولاتنا، وبالتفصيل اقول ان الجميع يعلم انه يصادف في هذا اليوم ذكرى الاسراء والمعراج
تلك الرحلة التي نعيش ونستشعر في ظلالها ومن خلالها روحا وروحانية وذكريات اسلامية عطرة، كيف لا وهي ذكرى إسراء النبي المصطفى الى السموات العلى وسدرة المنتهى، لتضاف حادثة الاسراء والمعراج الى المعجزات الالهية التي اختص بها المولى عز وجل حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه، وشكل الاسراء والمعراج حدثا فارقا في تاريخ الانسانية والرسالة،وفرضت فيها الصلوات الخمس، بعد تخفيف الخالق على امته لاجل شفيعه وحبيبه النبي العربي الامين، والشاهد ايضا ان تلك الرحلة جاءت في وقت توالت به الاحزان واذى المشركين والاعداء لنبينا وحبيبنا محمد، صلى الله عليه وسلم، فالله جل في علاه وحده من يفرج الكرب وان طال، ويخفف الاحزان وان كثرت ويرحم الامة وان اخطأت
والله أسال ان يعيد ذكرى الاسراء والمعراج على الامة العربية والاسلامية شعوبا وقيادات، اعواما عديدة وازمنة مديدة، وهم يرفلون بثوب الصحة والعافية، ولا يفوتني ان اتقدم بأحر مشاعر التهنئة والتبريك بذكرى الاسراء والمعراج لبلدي الثاني الذي أعشقه واقيم في رحابه، سلطنة عمان الحبيبة شعبا وحكومة وسلطانا حكيما امتدادا لسلطان راحل طيب الله ثراه، والذي ما غاب يوم عن القلب ذكراه، والله اسال ان يحفظ السلطنة الحبيبة ويديم عليها نعمة الامن والامان والصحة للجميع وان يحفظ مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير مسعاه ومبتغاه.
وللامانه والانصاف فانه من الواجب الاشادة الى الفكر والحكمة السلطانية بمواجهة فيروس كورونا وتشكيل لجنة عليا تعمل باعلى درجات الفكر والالهام مستندة الى الهام وحكمة القيادة وتعاون المواطن والمقيم مع كل الاجراءات والوطن الذي لا نحمية ولا نشيد فيه لا نستحق العيش فيه
وتشاء الاقدار ان يصادف اليوم ذكرى معركة الكرامة الخالدة عندما سجل وخلد الجيش العربي المصطفوي كعادته انجازات وبطولات من احرف من ذهب لا بل لقن العدو الصهيوني درسا في الرجولة الشهامة وعلمه اننا اهل الكرامة ونعشق الوطن شعبا وقيادة ونقدس حدوده وترابه ومن يقترب منها اشبه بمن يلعب بالنار لكي تحرق كيانه وعلم العدو الصهيوني ان الاصالة والحكمة والقيادة الفذة والكرامة والنخوة والتلاحم والتكاتف هي اصل فينا، يمتد عبر السنيين وعلى مدى الايام، وان الاسود لا تنجب الا اسودا وها هو الجيش العربي يسطر امجادا اخرى في حماية الوطن واهله ويتصدى لفيرس كورونا وينزل الجيش الى الميدان لا ليقمع مظاهرة او يفرق محتجين او يمنع ثورة او يحمي نظام او قيادة، فنظامنا وقيادتنا نحميها كلنا باروحنا وبلدنا نبيع لها الدم بلا ثمن، نعم نزل الجيش الذي نعشق ليحمي الاهل من كورؤنا واثاره ويتصدى له نيابة عن شعب ويضحي بنفسه لاجل اهله كل ذلك ليس جديدا ولا غريبا بل هو ديدن النشامى منذ الازل وعلى مدار التاريخ في ظل القيادة الهاشمية رحم الله ما فراقنا منهم وغفر لهم واسكنهم فسيح جناته منذ عهد الشريف الحسين وحتى جلالة الراحل والملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه
وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، واطال عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية وانعم المولى على الاسرة الهاسمية بدوام الصحة والسعادة وحفظ الله الاردن قلعة حصينة وشعب طيب اصيل ما عرف التخادل والهوان وما انحنت الجباه الا للمولى عز وجل
نعم هكذا تربينا من امهاتنا وابائنا ورضعنا مع حليب الامهات معنى الانتماء وحب الوطن والامة فالانتماء ليس قناعا نرتديه بل الإنتماء طبع أصيل يظهر بالمواقف لا بالكلمات والمنابر ولا يقاس بحجم ما تجني بل معياره بقدر ما تعطي.
وان كان العالم يحتفل بالام في هذا اليوم فانني اكتب من باب الرمزية وليس الاعتراف بعيد جديد فاعيادنا معروفة واقول ان الام والاب اكبر من عيد واعظم من وصف الكلمات ويعجز الشعر والنثر عن التعبير واعطاءهم الحق والمكانه التي يستحقونها فالام اول وطن سكنا في قلبه وسكن في قلوبنا والاب اول سند وقدوة لنا
نعم الوالدين اساس الكيان ولذة الحياة وفرحتها تكمن في وجودهم وبسمتهم والجنة في رضاهم
ومنهم تعلمنا كل المعاني السامية والاخلاق الحميدة وفق معايير دينينا الحنيف وعادتنا الاصيلة والله اسال ان يمد في عمر ابي وامي ويجعل يومي قبل يومهم وان لا يريني مكروه بهم وان يمنحهم دوام الصحة والعمر المديد وان يحفظ كل ام واب ويشفي كل مريض منهم ويرحم كل من فارق منهم الحياة ويسكنهم فسيح الجنات انه نعم المولى ونعم المجيب والنصير.
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية