عدنان الروسان يكتب: أين صناديد الغنائم.. ألا تستحون من الله
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/21 الساعة 18:40
بقلم: عدنان الروسان
أعرف أننا في وسط وضع استثنائي صعب وأننا نعيش ضمن ما يشبه الأحاكم العرفية وهذا قد يعرضنا للملاحقة اذا ما تحدثنا في مواضيع قد يعتبرها البعض ليست مناسبة، لكن الحقيقة يجب ان تقال واللحظة لحظة الحقيقة، كنا ننتقد الحكومة صباح مساء وأنا من بين الناقدين وكنا على حق لكننا نعترف الآن بأن الحكومة قامت بواجباتها بصورة جيدة جدا بل وممتازة في ظل الظروف الحرجة التي نعيشها لذلك نشكر دولة الرئيس شكرا يا عمر احسنت وابليت بلاء حسنا، كما لا نستطيع أن ننسى وزير الصحة ووزير الأوقاف ووزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة ورئيس هيئة الأركان ومدير الأمن العام وعامر السرطاوي الناطق الإعلامي باسم الأمن العام لقد تابعنا أحاديثهم واغرورقت عيوننا بالدموع أحيانا ونحن نرى أداء اردنيا متميزا ...
نشكر كل الأطباء الأردنيين والممرضين و الممرضات والعاملين في المستشفيات والزملاء في وسائل الإعلام المختلفة، الأردن خلية عمل لا تتوقف، ونشد على أيدي جنود الجيش الأردني وكل الأجهزة الأمنية التي تتعامل مع الوضع بأقصى درجات الحكمة و الوعي والوطنية و الحب ايضا ن لم أكن اتصور في يوم من الأيام أن استطيع أن اقدم الشكر لكل هؤلاء الناس دفعة واحدة لكنهم يستحقون، كما لابد من الإشادة بدور جلالة الملك الذي تمكن و بلحظات أن يقشع الغشاوة التي كانت بيننا و بينه أحيانا لظروف ومعطيات وبفعل فاعلين يجب ان يحاسبوا بعد أن تنقشع الغمة، ورأيناه كبيرا ومتواضعا يعمل في الظل ويعطي كل الأضواء للوزراء والرئيس وهذا غير مالوف في عالمنا العربي تحياتنا لك ابو حسين في هذه اللحظات نحبك.
لكن....
لم نسمع لا "حس و لا حركة " لرجالات الدولة القدامى الرؤساء وكبار المستفيدين من الدولة لم نسمع منهم كلمة شكر للحكومة الحالية ولا كلمة تضامن مع المرضى والمصابين كما لم نسمع أن احدا منهم قام بالتبرع ببعض الأموال التي يملكها وكثيرون يملكون الكثير وللتبرعات التي تمت من بعض البنوك والشركات كانت متواضعة ومخجلة و كان الأولى بهم أن يتقدموا الصفوف ونسمع أصواتهم ورنين قروشهم لقد شبعوا من خيرات الأردن والأردنيين وسادوا علينا وعينوا ابناءهم وبناتهم في كل المناصب التي يريدونها اليس من باب رد الجميل ان نراهم ، أن نسمعهم أن يتبرعوا ولو بالف دينار للوطن لمساعدة الحكومة في محنتها.
المعارضون حتى القساة منهم نحن الذين قلنا في الحكومة مالم يقله مالك في الخمر لم نتردد لحظة واحدة جميعنا في أن نتواضع ونتراجع فالحق ابلج و الحق أحق ان يتبع، حتى ليث شبيلات شيخ المعارضين لم يتردد في أن يبدي اعجابه وشكره للدولة والحكومة على ما تقوم به اليوم يوم التضامن وكل واحد حتى يشعر أنه اردني حقا عليه أن يبدي تضامنه ومحبته وقربه من الدولة والوطن و الشعب.
اللصوص الكبار الذين سرقوا ملايين ومئات الملايين لن أذكرهم بواجبهم تجاه الشعب والوطن الذي سرقوه فنحن الأردنيين أكبر من أن نستعطف اللصوص، ستذوقون يوم غد ما كنزتم وسنخرج نحن من المحنة ان شاء الله مرفوعي الرأس سيموت بعضنا، لا بأس فنحن نؤمن بقدر الله ونفر من قدر الله الى قدر الله ولا نخشع او نركع الا لله أما أنتم فموتوا بغيظكم لأن الأردن كبير، الأردن مضرب الأمثال في كل المنطقة وربما العالم..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
adnanrusan@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/21 الساعة 18:40