العالم واختبار الكورونا
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/17 الساعة 01:47
الأزمات شر لا بد منه , فهي تواجه الافراد والجماعات والشعوب وقد تواجه العالم بأسره كما يحدث اليوم . أيا كان نوع الازمة فهي حادثة نادرة الوقوع بالغة التأثير تتطلب موارد وخبرات تفوق ما هو متوفر اعتياديا وتحتاج الى جهود وامكانات استثنائية لمواجهتها وغالبا ما تضرب النظام او الروتين القائم للعمل وطرق القيام بالمهام والانشطة وتستدعي اللجوء الى نظام عمل واجراءات بديلة يجري الإعداد لها سلفا بخطط بديلة “contingency plans”. في الخطط البديلة يجري إعداد تصورات مسبقة للازمات وانواعها وترسم سيناريوهات للتعامل معها بحيث تشتمل على تحديد الجهات والموارد المطلوبة والاشخاص والمؤسسات المكلفة بتوفيرها وكيفية تشكيل الفرق ومهامها وتوزيع الادوار على الجهات والاعضاء وأمكنة وتجهيزات غرف عمليات وشكل ونوعية العلاقة مع الادارات المختلفة كما يجري وصف العلاقة وأساليب التعامل مع الاطراف التي تتأثر بالأزمة وتسمى الجهات التي تتولى اصدار الارشادات والبيانات والمعلومات واماكن تواجدها ويضمن التزام الجميع بالتوجيهات والتعليمات والأوامر.
أوقات الازمة مناسبات مهمة يكتشف من خلالها النظام قدرته الفعلية على العمل والإدارة كما يتبين للجمهور والعالم كفاءة النظام وفاعليته وحسن استخدامه وتوظيفه للموارد المتوفرة والمتاحة. وفي مثل هذه الظروف لا توجد مساحات للتجريب او التخبط او الاستعراض فالهدف هو الحد من الآثار والنتائج الكارثية للأزمة ومساعدة المجتمع والانظمة المختلفة على العمل بفعالية تحت هذه الضغوط والظروف الاستثنائية.
المزاوجة بين التخطيط والارتجال أخطار ينبغي تجنبها وعدم السماح بحصولها فهي تحمل تهديدات حقيقية للمجتمع وقد تؤدي الى نتائج كارثية. لذا فمن غير المقبول او المسموح ادارة الأزمات بالفزعة فهي تعني إسقاط الخبرة والاعتماد على اجتهادات اشخاص لا يعرفون او يعون الأزمة وطبيعتها ويحرم المجتمع الإفادة من نتائج العلم وقواعد الإدارة وتجارب الأمم والشعوب الناجحة في هذه المجالات.
اليوم يدخل العالم وبدون سابق إنذار اختبارا حقيقيا لقدرات شعوبه ونظمه على إدارة ازمة تفشي الكورونا وهي متماثلة في الشروط والطبيعة والخطورة. ومع نهاية هذا الاختبار ستكتشف أمم الارض نقاط قوتها وضعفها وأوجه نجاحاتها وإخفاقها فالظروف متشابهة والخطر واحد والامكانات متباينة.. فأكثر من ثلثي دول العالم يواجه تفشي الجائحة العالمية والبقية تستعد للتصدي لها. الوباء العالمي الغريب ظهر في الدول الصناعية أولا وأخذ يتمدد الى بقية البلدان محدثا حالة من الرعب والفزع مصحوبة بأطياف من القصص والاخبار والصور والاشاعات التي تعصف بالكثير من الثوابت والقناعات والصور الذهنية التي لدى الانسان عن الشعوب والقادة والنظم وغيرها.
في اختبار الكورونا الجديد أنهت الصين اختبارها بنجاح وتجابه كل من ايطاليا واسبانيا وكوريا وفرنسا وايران الانتشار الوبائي بقوة في حين يعيش الكثير من دول العالم صدمة الاكتشاف والتزايد المطرد لأعداد الحالات وتسعى دول اخرى للحيلولة دون دخول الفيروس الشرس الى اراضيها .
حتى اليوم لا يعرف احد متى سينتهي الكابوس الذي يخيم على العقل البشري فالجميع بانتظار معجزة وعيونهم على مختبرات شركات الادوية والجامعات لكن ذلك لن يوقف السباق بين دول العالم في استكشاف قدراتها ومهاراتها وفعاليتها في مواجهة هذه الازمة الخطيرة.
فمثل كل المسابقات التي تجري عالميا سيتبين لدينا بعد ان تنجلي الازمة أن هناك امما منضبطة وقادرة على الحياة واخرى هشة تعيش على الهامش ولا تحسن ادارة ما بين ايديها. من هنا نتمنى على صناع القرار في بلادنا الصرامة والدقة والوضوح وتفعيل الخطط الموجودة والبعد عن الارتجال مع امنياتنا بالسلامة للجميع.. الغد
أوقات الازمة مناسبات مهمة يكتشف من خلالها النظام قدرته الفعلية على العمل والإدارة كما يتبين للجمهور والعالم كفاءة النظام وفاعليته وحسن استخدامه وتوظيفه للموارد المتوفرة والمتاحة. وفي مثل هذه الظروف لا توجد مساحات للتجريب او التخبط او الاستعراض فالهدف هو الحد من الآثار والنتائج الكارثية للأزمة ومساعدة المجتمع والانظمة المختلفة على العمل بفعالية تحت هذه الضغوط والظروف الاستثنائية.
المزاوجة بين التخطيط والارتجال أخطار ينبغي تجنبها وعدم السماح بحصولها فهي تحمل تهديدات حقيقية للمجتمع وقد تؤدي الى نتائج كارثية. لذا فمن غير المقبول او المسموح ادارة الأزمات بالفزعة فهي تعني إسقاط الخبرة والاعتماد على اجتهادات اشخاص لا يعرفون او يعون الأزمة وطبيعتها ويحرم المجتمع الإفادة من نتائج العلم وقواعد الإدارة وتجارب الأمم والشعوب الناجحة في هذه المجالات.
اليوم يدخل العالم وبدون سابق إنذار اختبارا حقيقيا لقدرات شعوبه ونظمه على إدارة ازمة تفشي الكورونا وهي متماثلة في الشروط والطبيعة والخطورة. ومع نهاية هذا الاختبار ستكتشف أمم الارض نقاط قوتها وضعفها وأوجه نجاحاتها وإخفاقها فالظروف متشابهة والخطر واحد والامكانات متباينة.. فأكثر من ثلثي دول العالم يواجه تفشي الجائحة العالمية والبقية تستعد للتصدي لها. الوباء العالمي الغريب ظهر في الدول الصناعية أولا وأخذ يتمدد الى بقية البلدان محدثا حالة من الرعب والفزع مصحوبة بأطياف من القصص والاخبار والصور والاشاعات التي تعصف بالكثير من الثوابت والقناعات والصور الذهنية التي لدى الانسان عن الشعوب والقادة والنظم وغيرها.
في اختبار الكورونا الجديد أنهت الصين اختبارها بنجاح وتجابه كل من ايطاليا واسبانيا وكوريا وفرنسا وايران الانتشار الوبائي بقوة في حين يعيش الكثير من دول العالم صدمة الاكتشاف والتزايد المطرد لأعداد الحالات وتسعى دول اخرى للحيلولة دون دخول الفيروس الشرس الى اراضيها .
حتى اليوم لا يعرف احد متى سينتهي الكابوس الذي يخيم على العقل البشري فالجميع بانتظار معجزة وعيونهم على مختبرات شركات الادوية والجامعات لكن ذلك لن يوقف السباق بين دول العالم في استكشاف قدراتها ومهاراتها وفعاليتها في مواجهة هذه الازمة الخطيرة.
فمثل كل المسابقات التي تجري عالميا سيتبين لدينا بعد ان تنجلي الازمة أن هناك امما منضبطة وقادرة على الحياة واخرى هشة تعيش على الهامش ولا تحسن ادارة ما بين ايديها. من هنا نتمنى على صناع القرار في بلادنا الصرامة والدقة والوضوح وتفعيل الخطط الموجودة والبعد عن الارتجال مع امنياتنا بالسلامة للجميع.. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/17 الساعة 01:47