هآرتس: السلطة الفلسطينية تتزود من الأردن بمركبات مدرعة بعد اهتزاز وضعها الأمني
الساعة - قالت صحيفة هآرتس العبرية إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، صادقا على إدخال خمس مركبات مدرعة من الأردن إلى الضفة الغربية، لاستخدام أجهزة الأمن الفلسطينية.
وكان الكيان الإسرائيلي قد رفض في السنوات الأربع الاخيرة طلبات مشابهة، فيما تنقل الصحيفة العبرية عن موظف اسرائيلي كبير، وصفه لهذا الإذن بـ"الشاذ للغاية"، لافتاً إلى أنه صدر في ضوء اهتزاز الوضع الأمني في مناطق السلطة الفلسطينية.
وكانت سيارات الجيب المحصنة ضد النار نقلت إلى الضفة عبر جسر اللنبي في الليل بين الاحد والاثنين، وفق "هآرتس"، وحملت على شاحنات نقل إلى قواعد أجهزة الأمن الفلسطيني في مناطق السلطة، وأشار الموظف الإسرائيلي، الذي نقلت عنه الصحيفة، إلى أن المنسق الأمني الأمريكي، الجنرال فرد رودشهايم هو الذي بلور التفاهمات في شأن إدخال المركبات.
وعلى حد قوله، فقد توسط رودشهايم بين قادة الأجهزة الفلسطينية، منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآف مردخاي وقائد المنطقة الوسطى روني موما في الجانب الاسرائيلي ومسؤولين كبار في جهاز الأمن الأردني.
وتحتاج أجهزة الامن الفلسطينية للمركبات المحصنة بسبب تضعضع الوضع الأمني في السلطة، ولا سيما في شمال الضفة، بحسب الصحيفة، فرجال الأجهزة يخوضون منذ بضعة أسابيع حملة واسعة في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس وغيرها من مخيمات اللاجئين ضد مجموعات من المسلحين لا تخضع لإمرة السلطة.
وفي محيط الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعون بأن المسلحين يحظون بتمويل ودعم من جانب محافل عاقة في فتح مثل خصم الرئيس محمد دحلان، أما الأخير فينفي كل صلة بالمسلحين.
وأشار الموظف الإسرائيلي إلى أن الاحتلال رفض إدخال المركبات المدرعة إلى الضفة على مدى السنوات الأربع الأخيرة، رغم أن الولايات المتحدة أيدت الخطوة والأردنيون وافقوا على توريد المركبات، وتغير موقف اسرائيل في الأشهر الأخيرة بعد أن رفع رئيس الاركان جابي آيزنكوت، قيادة المنطقة الوسطى ومنسق أعمال الحكومة في المناطق فتوى إيجابية عن الخطوة الى وزير الدفاع ورئيس الوزراء اللذين صادقا على الطلب قبل نحو شهرين، وفي مكاتب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والناطق بلسان الجيش الاسرائيلي رفضوا التعقيب على ذلك.
وتعد الموافقة على الطلب الفلسطيني استثنائية، إذ إن الاحتلال وضع في السنوات الاخيرة مصاعب أمام ادخال عتاد ووسائل قتالية الى الضفة، وهكذا مثلا، يرفض الاحتلال حتى اليوم ان تدخل الى الضفة مجنزرات أعربت روسيا عن استعدادها لتوريدها للفلسطينيين، ومع ذلك، سمحت إسرائيل بأن تدخل الى المناطق سلاحا خفيفا، ذخيرة، أجهزة اتصال وسترات واقية لرجال الاجهزة.
ويشير الاذن الاستثنائي الى أن مستوى التوتر والقطيعة بين نتنياهو وعباس، التنسيق الامني بين الطرفين مستمر. وفي الجيش الاسرائيلي يعتقدون بأن الأجهزة الفلسطينية تعمل بنجاعة ضد الارهاب في مناطق أ و ب في الضفة، ومسؤولة عن 30 حتى 40 في المئة من احباط العمليات.
وتقول الصحيفة العبرية، في نهاية تقريرها " في الأشهر الأخيرة بدأ الجيش الاسرائيلي – بإقرار من نتنياهو وليبرمان – بتقليص نشاطاته في الضفة الغربية بالتدريج. وحسب ضباط كبار، فانه اذا كان الفلسطينيون مستعدين لعمل المزيد من أجل احباط أعمال الارهاب، فان الجيش الاسرائيلي مستعد لتقليص تواجده في مناطق السلطة".