المحافظة يكتب: الانتخابات النيابية بين الاستحقاق.. والتأجيل
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/16 الساعة 14:38
بقلم الدكتور: محمد صالح المحافظة
فيما يقترب مجلس النواب الثامن عشر من الرحيل مع انتهاء الدورة العادية الرابعة في أيار المقبل، و مع تأكيد جلالة الملك أننا مقبلون على استحقاق دستوري يتمثل باجراء انتخابات نيابية صيف هذا العام، بات لا يخفى على أحد أن الحسم الملكي لموعد الأنتخابات النيابية القادمة دفع الأحزاب والتيارات السياسية والراغبين في الترشح الى حراك مستمر وحتى يوم الاقتراع ، حيث بدأت بعض النخب السياسية في مختلف المناطق بالتحرك لتكون شريكة في صناعة التحالفات والتكتلات عل أسس مختلفة حسب طبيعة الدائرة الأنتخابية و توجهاتها.
وفي خضم حالة الهلع والقلق الشديد المنتشرة عالميا والخوف من إنتشار فيروس (كوفيد-19) المعروف بفيروس كورونا وإصابة (158) ألفا في (155) دولة و أقليما، توفي منهم قرابة (5) الاف و(850) شخصا لغاية الان.
لذلك أصبح من الضروري طرح فكرة تأجيل الأستحقاق الدستوري المتمثل بأجراء الأنتخابات النيابية المقبلة في موعدها، وذلك لأسباب عدة تتمثل بحالة القلق والإحباط التي يعيشها المواطن الأردني وخوفه من عدم نجاح الجهود بالسيطرة على الفيروس المستجد داخليا وعالميا في وقت قريب مما يؤثر سلبا على حجم المشاركة في هذه الانتخابات، وخلق حالة من العزوف عن المشاركة بين شريحة كبيرة من الناخبين وكذلك لن يكون هناك وقت كاف لحملات التوعية والتثقيف لتحفيز المواطنين على المشاركة بها والحث على أن يكون الانتخاب على أسس برامجية بعيدا عن أسس علاقة الدم والمنفعة المباشرة، في ضل التخوف الشديد من التجمعات وعقد اللقاءات مع الناخبين في مختلف المناطق تحسبا للعدوى من الفيروس المستجد، والأهم من ذلك هو عدم قدرة الأحزاب على التواصل مع قواعدها الانتخابية لحسم فكرة مشاركتها في الاستحقاق الدستوري في فترة قريبة.
إن المشاركة في الأنتخابات تصنف كواجب وطني كما أن نجاح العملية الانتخابية سيكون دليل قوي على قوة الأردن ومنعته الداخلية وقدرته على القيام بكل خطوات الأصلاح رغم ظروف الأقليم الملتهبة، ولقد شدد جلالة الملك على تحفيز الشباب للمشاركة في العملية السياسية في مناسبات عدة لتحقيق هذه الأهداف لابد من إعادة طرح فكرة تأجيل الانتخابات النيابية لعدم موائمة الظروف لنجاحها حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أيام أن فيروس كورونا بات وباءَ عالميا بناءً على سرعة تفشي العدوى واتساع نطاقها وقد إتخذت دولاً عدة إجراءات مشددة لحماية صحة مواطنيها وذلك من أجل منع إنتشار الفيروس منها الطلب من المواطنين البقاء في منازلهم وعدم الخروج الا للضرورة القسوى ووقف كل المعارض وتأجيل النشاطات الرياضية والثقافية وإغلاق الحدود مما سيساعد على خفض إنتشارهذا الفيروس المميت.
يجب أن تتعامل الحكومة بحزم مع هذا الفيروس المستجد وأن تتخذ إجراءات إحترازية أكثر تأثيرا للحيلوة دون إنتشاره والحفاظ على سلامة المواطنين، منها طرح فكرة تأجيل الأنتخابات النيابية المقبلة، خوفا من أن نصل الى حالة مقاطعة الأنتخابات لا قدر الله.
حمى الله الأردن قيادة و شعبا.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/16 الساعة 14:38