مختصون يدعون لاتباع سلوكيات صحية والابتعاد عن الشائعات في التعامل مع الكورونا
مدار الساعة- اكد خبراء أهمية اتباع السلوكيات الصحية اللازمة للحماية والوقاية من انتشار الامراض والإصابة بها، وبخاصة فيروس كورونا المستجد.
وشددوا في مقابلات مع وكالة الأنباء الاردنية (بترا)، اليوم الجمعة، على ضرورة اتباع الإرشادات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة، في ظل اعلان منظمة الصحة العالمية باعتبار فيروس كورونا جائحة عالمية، ورجحت استمرار انتقاله جغرافيا.
كما اشادوا بنجاعة الاجراءات الصحية والوقائية والاحترازية التي يتم اتباعها في الاردن وكانت مصدر اطمئنان للمواطنين .
واعتبرت رئيسة برنامج مكافحة العدوى للشؤون الطبية في مركز الحسين للسرطان سوسن مبارك، ان الاجراءات الحكومية في منع وصول الفيروس للاردن اثبتت فعاليتها ويجب الاستمرار بها، واتخاذ المزيد منها اذا تطلب الامر للحيلولة دون وصول الفيروس للأردن.
كما أكدت اهمية الدور المجتمعي في دعم الجهود الرسمية للتعامل مع هذه الحالة، مشيرة الى نجاعة الاجراءات الرسمية في الإبقاء حتى اليوم على الاردن خاليا من فيروس كورونا باستثناء الحالة التي تم تسجيلها وغادرت المستشفى اليوم بعد ان تماثلت للشفاء بشكل تام.
ولفتت مبارك لى اهمية اتباع الإرشادات الصحية السليمة للوقاية من الفيروس، من خلال التعقيم المستمر للمنازل ومرافقها، واستخدام المعقمات التي تحتوي على 60 بالمئة من الكحول في تنظيف الأسطح التي يكثر ملامستها بشكل يومي كالطاولات والكراسي ومقابض الأبواب ومفاتيح الإنارة والحمامات والمغاسل.
كما نصحت بعدم نفض الملابس المتسخة، وانما غسلها على درجات حرارة دافئة، اضافة الى التأكد من غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون أو المعقم الكحولي لمدة لا تقل عن 30 ثانية بعد الإنتهاء من عملية التنظيف.
بدوره، قال المدير التنفيذي للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية واستشاري الوبائيات والصحة العامة الدكتور مهند النسور، ن مرض كورونا المستجد، هو عبارة عن مرض تنفسي ينتقل بالعدوى والإصابة به عن طريق الجهاز التنفسي وملامسة الأسطح الملوثة بإفرازات شخص مريض، والاتصال الجسدي مع الشخص المصاب.
واضاف ان اهم ما يميز هذا المرض هو سرعة انتشاره، في ظل تسجيل عشرات الاف من الاصابات به في نحو 100 دولة حول العالم.
وحذّر الدكتور النسور، من السلوكيات السلبية وأهمية الحد منها لتجنب الإصابة بالفيروس، مشيرا في هذا الاطار الى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة على المستوى الشخصي عند التجمعات العامة وبخاصة في اماكن التسوق والمناسبات الاجتماعية وغيرها.
وتتمثل اعراض مرض كورونا المستجد، بحسب الدكتور النسور، بارتفاع درجة حرارة المصابين، مبينا ان 98 بالمئة من الاصابات المؤكدة عالميا، ارتفعت حرارتهم الى 38 درجة، رافقها الام في العضلات وضيق حاد في التنفس.
ولفت في هذا الاطار للفئات الاكثر عرضة للاصابة بالمرض، وهم كبار السن، مبينا ان نسبة الوفيات نتيحة المرض بحسب الدراسات التي أجريت في الصين، باعتبارها اكثر دولة اجتاحها الوباء، بلغت 15 بالمئة بين المرضى الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاما، في حين بلغت 8 بالمئة للاعمار بين 70 و 80 عاما، و4 بالمئة للمصابين في الفئة العمرية من 50 الى 60 عاما.
واشار الدكتور النسور، الى نتائج العديد من الدراسات العالمية، التي أظهرت ان الفئات الاكثر عرضة للمرض هم الأشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة، كامراض القلب والسكري والضغط، ومرضى نقص المناعة.
وبين ان الاردن تعرض خلال العشرين سنة الماضية الى عدة اوبئة واظهر حرفية ومهنية في التعامل معها، منها وباء سارس في الأعوام 2002 و2003، وانلفونزا "إتش 1 ان 1"، ومتلازمة الشرق الاوسط التنفسية عام 2012.
من جهته، أكد استشاري الطب النفسي في مركز الحسين للسرطان الدكتور فلاح التميمي، أهمية مراعاة نفسية المريض او المشتبه به والمواطنين بشكل عام، والحديث بشفافية تامة عن الإصابة بالمرض او انتشاره.
وقال ان نقص وتضارب المعلومات حول الفيروس، وسط انتشار للشائعات والمعلومات المغلوطة يلعب دورا في بث حالة الهلع والفزع والهستيريا والقلق بين الناس، ما يؤثر في مزاج المواطن ونفسيته، وتتسبب الاثار النفسية التي قد تنتج عن الشائعات عند البعض، في تغيير الأخلاط الكيميائية لديهم، وانخفاض المناعة وظهور أعراض نفسية وجسدية كالتعرق والحرارة والقشعريرة والخدران والسعال النفسي والتي تشبه في بعض منها أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
واعتبر التميمي ان الحجر الصحي المناسب في حال تعرض الإنسان للإصابة بالفيروس او الاشتباه باصابته، هو اجراء إيجابي ولا يدعو للقلق ويجب الالتزام به عملا بنصيحة الجهات المختصة.