المجالي يكتب: فايروس كورونا يرسم الحدود الاقتصادية في العالم

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 21:27

مدار الساعة - كتب الباحث في الشؤون الاقتصادية عامر المجالي

بدأ فايروس كورونا المكتشفت بمدينة يوهان الصينية برسم حدود القوة الاقتصادية في العالم، فظهوره في الصين التي تعد أحد اهم مكونات الاقتصاد العالمي يعتبر مرآة عاكسة للدول الصناعية الناشئة بالظهور على الساحة الاقتصادية.

هذا وتوقع صندوق النقد الدولي ان هذا الوباء سوف يؤدي إلى انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي في الصين فالشركات والمصانع مغلقة كلياً الامر الذي أثر سلبا على الطلب الكلي للبضائع والمنتجات الصينية ترتب على ذلك انخفاض الطلب على الايوان الصيني وتضعضعت قيمته العالمية مقابل الدولار الذي حل منافساً امام التجار والمستوردين الذين اتخذوه مصدراً للاكتناز خوفاً من الخسارة.

وبالمقابل فإن تفشي هذا المرض أثر سلباً على أسواق المال والبورصات العالمية فلقد حققت بورصة نيويورك خسائر في كبرى الشركات المدرجة لديها، فهذا مؤشر شركة "ستاندرد آند بورز 500" انخفض 73% ، وهوت اسهم الشرق الاوسط خلال الاسبوع الماضي حيث تكبدت خسائر وتراجع في اسهم النفط بلغ 11% ، وأظهرت ايضا بيانات البورصة المصرية أن المستثمرين الاجانب باعوا أكثر مما اشتروا وخسرت الاسهم في اول ساعتين ملياري دولار من قيمتها السوقية.

بالاضافة الى هبوط مؤشر البورصة السعودية 3.7% مسجلا أكبر هبوط من كانون الثاني /2016 .

أما بالنسبة لاسعار النفط عالميا ففي ظل الأوضاع الراهنة تواصل أسعار النفط بالهبوط حيث تراجع الطلب على النفط في الصين بسبب الفيروس ، حيث يعتبر كأكبر مستورد للنفط عالميا ، وهوت أسعار النفط الى أدنى مستوياتها منذ عام 2008 الى 30.60 دولار للبرميل ، وعلى النقيض من النفط عاش الذهب الى اعلى مستوى لها لتصل الى 1646.52 دولار للاونصة، ومن المتوقع ارتفاعه اذا استمر هذا الوباء بالتمدد.

وبالمقابل من هذا الوضع فإن هناك اقتصاديات ناشئة مثل (سنغافورة وماليزيا واندونيسيا والفلبين والهند وباكستان والبرازيل ومصر) وبدأت باستغلال حاجة السوق العالمي للسلع والخدمات فبدأت بتوجيه منتجاتها لحجز مقعدها على طاولة الدول الصناعية ، ومن المتوقع تحسن المؤشرات الاقتصادية لهذه الدول بما فيها الناتج المحلي الإجمالي ومستوى الدخل القومي وسعر الصرف ومتوسط دخل الفرد.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 21:27