الاجراءات الحكومية لمواجهة الكورونا سليمة وناجحة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 14:13
الكاتب : كمال زكارنة
الاجراءات الوقائية والاحترازية والعلاجية التي اتخذتها الحكومة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية وجميع الوزارات والمؤسسات والاجهزة والدوائر ذات الصلة والعلاقة بوباء الكورونا اثبتت حتى الان فعاليتها الايجابية ونجاحها في التصدي لهذا الفيروس الخطير ،حيث استطاعت تأخير وصوله الى المملكة ومنعته من التسلل الى اجساد المواطنين الاردنيين ،ويعتبر الاردن الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يتوطن الفيروس فيها ولو باصابة واحدة ،علما بأن المواطن الذي اصيب بالفيروس حمله معه من دولة اخرى ولم يصب في الوطن.
الاستعدادات اللوجستية والجهود التوعوية وجميع الاجراءات الاخرى افضت الى تحصين البلد من غزو فيروس الكورونا حتى الان ،واللافت رغم اندفاع البعض احيانا لاطلاق بعض الاشاعات الهزلية ،درجة الوعي والثقافة الفيروسية التي يمكن للمتابع ان يلمسها لدى فئة الشباب خاصة وبالتحديد طلبة المدارس ،بالامراض الوبائية والفيروسية وخاصة الكورونا ،الامر الذي يبعث على الاطمئنان لحجم ونسبة الاستجابة لأية تعليمات او قرارات لاحقة خاصة بهذا الفيروس وسرعة تفاعل المواطنين معها ايجابيا.
لكن ظهرت خلال الايام الاخيرة حالة من الجدل حول تعطيل المدارس والجامعات اسبوعين ،وهي فترة الحضانة المفترضة للفيروس ،هذا المقترح حتى الان غير مفيد وليس ضروريا وفقا للمعطيات الحالية والقدرة على منع الفيروس من الانتشار باستخدام الاجاءات الوقائية المتبعة ،لكن الاستعدادات يجب ان تتواصل ،كما ان فترة الحضانة للفيروس يمكن ان تمتد اربعة اسابيع ،اضافة الى ان تعطيل المدارس والجامعات لن يمنع الطلبة من الخروج الى الشوارع والاماكن العامة ،مثل الشوارع والمقاهي والمطاعم والمولات وغيرها ،والموضوع الآخر طلبة التوجيهي ماذا سيفعلون في حال تم التعطيل ،اذا ما علمنا ان عملية التعليم عن بعد لم يتم تجريبها حصة واحدة في المملكة سابقا ، ومن يضمن نجاحها وانها سوف تكون بديلا نافعا لدوام المدارس والجامعات ،ولماذا الافتراضات والمقترحات الاستباقية وتطبيقها قبل حدوثها .
ربما تكون النتائج عكسية في حال تعطيل طلبة المدارس والجامعات ،ومن الضروري ان يسبق هكذا قرار ،قرارات اخرى بمنع التجمعات واغلاق كل الاماكن التجارية والرياضية وغيرها التي يتواجد فيها الناس بأعداد كبيرة نسبيا ،حتى يكون قرار التعطيل مفيدا.
الاجراءات المتبعة حاليا ،والانتباه واليقظة والمراقبة والمتابعة الدائمة ،والاستعداد والتحضير لمواجهة الكورونا في حال وصوله لاراضي المملكة،تعتبر اكثر الوسائل نجاحا في التصدي له خارج الحدود وداخلها ،قبل ابعاد الطلبة عن مدارسهم وجامعاتهم واغلاقها اسبوعين او اكثر ،لان مثل هذا القرار يتطلب ايضا اغلاق المصانع والشركات والمؤسسات وشل الحركة التجارية والاقتصادية وغيرها الى جانب التعليمية .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 14:13