الدويري تكتب: الكورونا وإقتصاد الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/11 الساعة 11:48

كتبت - نور الدويري

في جولة صباحية شبه يومية أتقصى فيها مقالات الكاتب الأردنيين و أخبار الوطن الجميل لفت نظري مقال للإعلامي مأمون مساد نُشر يوم أمس على صفحته، بخصوص فايروس الكورونا ... ركز الزميل فيها على أثر الكورونا بشكله العام.

ولأنه يشرفني الرد على الزملاء بمهنية، نسبة للفضول الفائق لدي، و الإجهاد في القراءة و التقصي، و أجتهادا في أن أحلل المشاهد من وجهة نظري، أترك بين أيديكم ردي على مقال الزميل .

أن تأثر الأردن بفايروس الكورونا حالة أرتدادية طبيعية، كغيره من دول العالم، نتيجة التغير الملموس في حركات الإستيراد، والتصدير، والإنتاج، والتي تؤثر بالضرورة على أسعار البرنت الخام، و تداول العملات وحركة البورصات.

إلا أننا يجب أن نعي وضع الأردن، و ما يمر به العالم بشكل أعمق لنخوض في ثنايا نواة الحدث .

أولا : الأردن مربوط بما يعرف (بالسعودي و العراقي الثقيل) ، وليس بالبرنت الخام، كما أن عوائد المحروقات في الأردن تعتمد على الغاز المصري أسوة بنفط أرامكو ( السعودي).

ثانيا: التضرر الإقتصادي في الأردن هو الذي تقاس عليه كافة المؤشرات، فحسب مراقبة الوضع لا شك أنه تأثر وأثر على المحلات الكبرى، والمسوقة للبضائع والسلع الصغيرة والغذائية والتي تأثر بعضها بشكل لافت جدا مما أنعكس على المصانع الأردنية الموردة للبضائع الغذائية و خلافه ..

ثالثا : تكاثر الإشاعات وتداولها، سواء المقروءة أو المصورة، والتي تتسبب برفع الهلع المجتمعي، كما أن الإصرار الشعبي على وجود حالة عدم ثقة بمصادر المعلومات الرسمية.

رابعا: تضخيم أخطار و/أو حاجات ما له علاقة بالإستهلاك، والتي ستخلق خسارات لكثير من المصانع والمنتجات من جهة وخلق ظروف إحتكارية لمنتجات أخرى.

خامسا : لا يمكن إغفال حقيقة أننا نعيش حربا بيولوجية، فهناك تساؤولات وشكوك و علامات أستفهام حول كيفية ظهور المرض في منطقة معينة لدولة تعيش على أنماط غذائية معينة منذ عقود، والتي كادت أن تتربع على إقتصاد العالم وسط تنافسية شديدة بينها وبين أمريكا، فلا يمكن للإعلام الأمريكي الذي تولى مهمة إثارة الموضوع وتناوله بطرق الفقاعة الإعلامية، و إثارة الشكوك و التشكيك والدفع لتفكير بسلبية، مما دفع العالم للإنقياد و تنامي الهلع والقلق الدولي، كيف لا و الإعلام الأمريكي يسطر على أكثر من ٦٠% من الإعلام الدولي، خاصة أن الدول التي تورطت بالمرض لتصبح موبوءة، مشتركة بخلافات قوية جدا مع أمريكا.

فلماذا لا يتم التركيز على الناجين من المرض والذين فاقوا عدد الوفيات بشكل كبير جدا.

أخيرا أن دراسة خطة طوارئ تحمي الإقتصاد الوطني قدر الامكان، هي ما يجب أن نركز عليه، بقدر الأهتمام بالتوعية والرسائل الإعلامية الرسمية، كما يجب إعداد خطة لحماية العمال والعاملين في حال تضررت مؤسساتهم او أضطررنا أن ندخل بمرحلة أضيق لأتخاذ التدابير اللازمة .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/11 الساعة 11:48