الروسان يكتب: كورونا.. الكويت مثالاً

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/11 الساعة 09:52

بقلم: عدنان الروسان

بالتأكيد لن نستغل تفشي فيروس كورونا لتوجيه الإنتقادات المجانية للحكومة والمسؤولين الرسميين ولكننا نرى ضرورة التأشير إلى تقصير وزارة الصحة والحكومة في بعض الجوانب في مجال الصحة العامة وأحوال المستشفيات وما نعانيه في الأردن من هبوط مستوى الجودة في الخدمات الطبية المقدمة من الحكومة ووزارة الصحة تحديدا للمواطنين..

لقد كشف وباء كورونا المتفشي في بلاد كثيرة جدا عن هشاشة النظام الصحي في تلك البلدان وما يهمنا اوضاعنا في الأردن فقد تبين ان أوضاع المستشفيات سيئة جدا وقد قدمت مئات الشكاوى عن مستشفى الأمير حمزة ومستشفى البشير...

نظرت الى بعض البلاد العربية كيف تجاوبت مع فيروس كورونا ولو أخذنا الكويت مثالا لوجدنا أن الحس الإنساني عند الحكومة الكويتية ووزير الصحة هناك الشيخ باسل الصباح حالة تستدعي ان تلفت نظر المسؤولين عندنا، فقد أعدت وزراة الصحة أماكن للحجر الصحي تليق بالمرضى في بعض الأماكن الهادئة والنظيفة والجميلة كما يقوم الوزير بجولات تفقدية على هذه المراكز في منتزه الجون و فدنق الكوت وغيرهما من الأماكن ويتأكد من حالة المقيمين في تلك الأماكن و أنهم يلقون العاملة اللائقة والعناية التي يستحقونها، كما تم اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة على المعابر والحدود وتم التعامل مع الموضوع بمنتهى الجدية.

إن التعامل مع الأمور بواقعية يحسن بيئة العمل وقد استطاعت الكويت أن تتعامل مع الموضوع بواقعية من اللحظة الأولى ، بالتأكيد يمكن الإشادة بالقائمين على الوضع في قطر ايضا و الإمارات غير أن ما جعلني أميز الكويت هو نشاط وزير الصحة و همته في زيارة مواقع الحجر و هذا أمر ملفت و له دلالات انسانية كبيرة في نفوس الناس خاصة الذين يقيمون في مواقع الحجر الصحي وعائلاتهم ، حتى أن وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل مريم العقيل ذهبت لتفقد أماكن الحجر ايضا وهذا أمر في غاية الأهمية على الصعيد النفسي فالصحة النفسية مهمة للمواطنين في مثل هذه الأزمات.

إن اللفتة الإنسانية في مثل هذه الأوضاع أهم بكثير من باقي ضرورات العلاج والمتابعة وبالطبع سيقول البعض إن المقارنة غير عادلة بين الكويت والأردن وأنا أقول أنها عادلة جدا فنحن لا نتحدث عن حاجة الأردن لمئات الملايين او عشراتها لجعل اقامة المحجور عليهم مريحة في مستشفيات البشير و حمزة و غيرهما و تصريحات بعض المسؤولين ان مراكز الحجر الصحي ليست خمسة نجوم و هي ليست فنادق تصريحات فيها تهرب من المسؤولية و أظن أن على المسؤول الأردني ان يسحب تصريحاته غير الواقعية فليس مطلوبا بناء مستشفيات جديدة وصرف مبالغ لا تقدر عليها الدولة ، يكفي ان تكون الأماكن نظيفة والجدران غير مليئة ببقايا الأطعمة و المشروبات و الأسرة والملاءات نظيفة وتغسل كل يوم وغير مهترئة والقائمين على العمل مبتسمين فالمقيم في الحجر الصحي ليس مجرما ولا سجينا بل مريض يحتاج للرعاية.

الأولوية ليست لملاحقة الإشاعات على مواقع التواصل الإجتماعي فالإشاعات تستند الى بعض الحقائق، فبعض المحجور عليهم تحدثوا بمرارة عن أماكن الحجر وقذارتها و اعترف دولة الرئيس بذلك ووعد بمتابعة الأمر وعلاج الوضع غير ان الأمر لم يتغير على ما يبدو، يمكن أن نشيد بدور وزير الصحة الأردني فعلى الصعيد الإعلامي تحرك و اهتم بالأمر كما نقل مكتبه الى مستشفى حمزة في لفتة تضامن، ليته يأمر باصلاح الحمامات والمرافق الصحية والبنى المساندة في المبنى بينما هو هناك وأن تتم العناية بالكوادر الطبية هناك بصورة افضل بمناسبة وجود الوزير.

نحتاج الى كم برميل أملشن وعشرة عمال وعمل ثلاثة أيام بالكثير وعدد من أطقم الشراشف الجديدة و النظيفة وموظفين اثنين للمداومة على تنظيف الحمامات والتأكيد على الأطباء و الممرضين أن يبتسموا في وجوه المرضى فتبسمك في وجه أخيك صدقة ، تصدقوا يا عباد الله ...

adnanrusan@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/11 الساعة 09:52