السفير الصيني في الاردن: إصابات الكورونا في الصين انخفضت و50 الف حالة شفاء منه
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/07 الساعة 13:24
مدار الساعة - كتب السفير الصيني في الاردن بان ويفانغ مقالاً بعنوان "يدا بيد لمكافحة الوباء والانتصار عليه" وقال فيه: -
إن الفيروس التاجي المستجد(COVID-19) هو فيروس يغزو الجهاز التنفسي البشري، وعادة لا تتجاوز فترة الحضانة له أسبوعين، ولكنه يعدو من شخص الى آخر في فترة الحضانة.
يقترح الخبراء أنه من أجل منع الإصابة بالفيروس، نحتاج إلى غسل أيدينا بشكل متكرر والتهوية بشكل متكرر والتجنب عن الحشود، ومن الأفضل ارتداء كمامة عند الخروج من البيت أو القدوم الى مكان العمل.
في الوقت الحاضر ، يتحسن الوضع العام لمعركة وقاية وباء الفيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه في الصين، حيث يتقلص عدد حالات الإصابة المؤكدة على المستوى الوطني عمومًا وعلى مستوى مقاطعة هوبي ومدينة ووهان خصوصًا، وكذلك لعدد حالات المشتبه بها.
اعتبارًا من 3 مارس ، كان هناك 27433 حالة الإصابة المؤكدة و 49856 حالة الشفاء على المستوى الوطني، حيث عدد حالات الشفاء يتجاوز بكثير عدد الحالات الإصابة المؤكدة حاليًا.
حسب الاحصاءات اليومية، تشهد الصين الاستقواء في زخمة التحسن للوضع الوبائي.
إن الصين تحرز الفعالية الايجابية في أعمال الوقاية والسيطرة على الوباء في فترة قصيرة من الزمن، الأمر ينتسب بشكل كامل إلى الاهتمام العالي ورد الفعل السريع من قبل الحكومة الصينية، والى المزايا المؤسسية المتمثلة في تركيز القوي الوطنية للقيام بأمور كبرى، والى الأساس المادي والتقني القوي والى التضامن والتعاطف من المجتمع الدولي.
منذ اندلاع المرض، اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من تدابير الوقاية والسيطرة الحاسمة والصارمة بمختلف الوزايا.
مثلًا بذل قصارى جهدها لايواء كل المحتاجين في المستشفيات ولا يفوت أحدهما، و إجراء تحقيقات على نحو شامل للتأكد من أن المرضى المصابين ينتقلون للعلاج الجماعي وتنفيذ الإدارة الشبكية لتجمعات السكان، حشدنا ما يقرب من 42 ألف مهني طبي من جميع أنحاء البلاد والجيش العسكري وارسلناهم إلى مقاطعة هوبى لمساعدة المستشفيات في وقت قصير، أنشأنا مستشفيين ضخمين ذي أكثر من 2600 سرير مريض وبدأ مباشرة عمله في غضون أسبوعين.
وصف السيد تيدروس أمين عام منظمة الصحة العالمية اشادةً التدابير الصينية بـ “سرعة وكثافة وتغطية استجابة الصين غير مسبوقة في العالم”.
يمثل الوباء تهديدا رئيسيا لحياة الشعب الصيني وتحديا كبيرا للأمن العالمي للصحة العامة.
لمعركة مكافحة الوباء ميدانها الرئيسي في الصين ولكن نتائج المعركة تتعلق بمصير كفة الدول.
لقد عمل الشعب الصيني بقصارى جهوده لمكافحة هذا الوباء، وكان الشعب الصيني، وخاصة شعب هوبي الذي قدم تضحيات هائلة، مما حال دون العدوى في المزيد من البلدان واكتسب وقتًا ثمينًا للوقاية من الوباء لسائر العالم.
لقد أعرب القادة لأكثر من 170 دولا والعديد من المنظمات الدولية عن دعمهم وتعاطفهم مع الصين عبر البرقيات والرسائل وايضا يؤكدون على الإجراءات الصينية لمكافحة الوباء ويقدرون نتائجها الإيجابية عاليًا.
قال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إن الصين قدمت تضحيات كبيرة لمحاربة الوباء التاجي الجديد ومنع انتشاره نيابة عن العالم وقدمت مساهمات للبشرية جمعاء.
أشار أمين عام منظمة الصحة العالمية تيدروس إلى أن الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها الصين لا تعرقل انتشار الوباء في الصين فحسب، بل تمنع انتشار الوباء إلى بلدان أخرى ، الأمر ليس لحماية الشعب الصيني فحسب، بل لحماية شعوب العالم. عبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن تعازيه ودعمه للرئيس شي جين بينغ بالبرقية، مما يوفر الطاقة الجديدة لتنمية العلاقات الصينية الأردنية بشكل أوثق.
أثناء هذه المعركة، قامت الصين وبسرعة كبيرة بتطوير مجموعة من الطرق العلاجية، ودخلت خمسة أنواع من الأدوية الجديدة مرحلة التجارب السريرية، كما ودخلت بعض اللقاحات مرحلة التجربة على الحيوانات.
اننا نقترب أكثر وأكثر من اليوم الذي سننتصر فيه أخيرا على تهديد هذا الفيروس.
بالرغم من التأثير الاقتصادي السلبي الذي تركه تفشي هذا الوباء المفاجئ على القطاعات الاستهلاكية الكبرى كالمطاعم والخدمات وغيرها، الا ان هذا الوضع مؤقت، والصين لديها القدرة الكاملة على تعزيز زخم التنمية الاقتصادية بعد التغلب على الوباء.
وفي الوقت الحاضر استأنفت شركات الانتاج والتشغيل للمؤسسات الرائدة والمشاريع الهندسية الكبرى، حيث يبدو جليًا ان الانتعاش الكامل للأنشطة الاقتصادية يسير على نحو شامل.
وفي الوقت ذاته، شهد انتاج الكمامات في الصين زيادة ملحوظة للطاقة الانتاجية بمعدل 12 ضعفا في الشهر الواحد الماضي، حيث تجاوزت كمية الكمامات المنتجة يوميا 100مليون حبة، مما يضمن استئناف العمل والانتاج والدراسة بشكل أفضل.
والصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تمتلك سوقًا ضخمة تصل إلى 1.4 مليار مستهلك وأكثر من 400 مليون من ذوي الدخل المتوسط وأكثر من 170 مليون من المتأهلين من الكفاءة العالية وأكثر من 100 مليون مؤسسة تجارية ويعتبر قطاعها الصناعي الأكثر اكتمالا في العالم.
يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن الوباء في الصين سينتهي في أبريل القادم، بحلول ذلك الوقت، مع إعادة التدفق الفعال للأفراد والمواد والأموال، سوف ينتعش الاقتصاد الصيني بقوة.
أكدت مديرة صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الصيني مستمر في إظهار قدر كبير من المرونة ، وأن صندوق النقد الدولي واثق من ذلك، كما تتوقع عودة الاقتصاد الصيني إلى طبيعته في الربع الثاني من العام.
تولد الفرص من قلب الأزمات. ومن خلال مرور الصين بهذا الاختبار الصعب، تسارع التحول الاقتصادي الصيني وتم الارتقاء به، حيث ازدهرت نماذج وأشكال جديدة مثل المعالجة الطبية عن بعد، والتعليم عبر الانترنت، والاشتغال عبر الانترنت، والتوزيع بدون لمس.
كما وتتروج البيانات الضخمة والجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي والروبوتات من للتكنولوجيا الفائقة وتستخدم في التصدي للوباء بشكل سريع، وتلعب دوراً بارزاً في تكامل الاقتصاد الرقمي والواقعي. من المتوقع أنه بعد انتهاء الوباء، ستظل الصين محركًا مهمًا للنمو الاقتصادي العالمي.
ستكون التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في الصين أسرع، وستوفر فرص الاستثمار الضخمة وآفاق العائدة الموجودة في السوق الصينية تيارًا ثابتًا من القوة للاقتصاد العالمي.
ان هذا الفيروس لا يعرف الرحمة ولكن شعوب العالم متعاطفون مع البعض.
وهذه الأزمة الصحية العامة تشكل تحديا مشتركا للبشرية جمعاء.
لقد تلقى الجانب الصيني تشجيعًا صادقًا ودعمًا قيمًا من العديد من البلدان أثناء محاربة الوباء، اعتاد الصينيون على "تقديم المساعدة إلى من ساعد لنا" فنحن على الاستعداد لتبادل تجاربنا مع البلدان الأخرى المتأثرة بالوباء وتقديم كل ما بمقدورنا من المساعدة، وخاصة لتلك التي لديها نظم الصحة العامة الضعيفة.
لقد كشف مؤخرا حالة الاصابة المؤكدة بالفايروس في الأردن الصديق، والصين على ثقة تامة بكافة الاجراءات الوقائية التي اتخدتها الحكومة الاردنية للسيطرة على هذا الفيروس. كما وأننا مستعدون للتمتع مع الأردن بكافة الاجراءات الوقائية التي اتخذناها في السيطرة على الفايروس.
في الوقت نفسه، نرى جميعًا أن العديد من القضايا الأمنية غير التقليدية، بما في ذلك الأمراض المعدية الخطيرة، تشكل تحديات متزايدة للمجتمع البشري، إن الوباء كورونا ليس الأول او الأخير للبشرية.
في مواجهة التهديدات الأمنية غير التقليدية، لا يمكن لأي بلد أن يقف بمفرده، إذ يتعين على المجتمع الدولي أن يراقب ويساعد بعضه البعض، ويدفع المشاريع الكبيرة للتعاون الدولي في مجال الصحة، ويبذل جهود حثيثة لبناء”طريق الحرير الصحي”، ويشارك في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/07 الساعة 13:24