القطامين يكتب: عاطف الطراونة.. من البرلمان الى الحكومة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/05 الساعة 09:45
بقلم: الصحفي الدكتور عبدالمهدي القطامين *
فجاة وبلا مقدمات تصدر اسم المهندس عاطف الطراونه الاسماء المرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة او الانتقالية او المشرفة على الانتخابات كما يسميها البعض والرجل القادم الى العمل العام من خلال عضويته لمجلس النواب عن مدينة الكرك شكل حالة جديدة في البرلمان الاردني "حين نال رئاسته " قوامها الادارة الهادئة لتي لا تخلو من الصخب احيانا واثبت قدرة كبيرة في المحافظة على مجلس نيابي طالته سهام النقد من كل الاتجاهات وعلى الرغم من ذلك ظل المهندس عاطف يهندس الاداء البرلماني ويحافظ على الخيط الرفيع بين الحكومة والمجلس في ظل علاقات ظلت متوترة في ظل محاولات الحكومات المتعاقبة احتواء المجلس وتدجينه .
على الصعيد الشخصي المتواتر عن شخصية عاطف النائب ورئيس المجلس لاحقا ظلت سمعة الرجل المالية طيبة فلم يعرف عنه عبثه بالمال العام فقد دخل المجلس من عالم الاعمال ولعل هذه احد السمات التي ينبغي ان تكون في شخص رئيس الحكومة " اي حكومة " ان يكون المال العام مصانا بعيدا عن العبث .
اما في مجال العمل النيابي فقد ابدع الرجل الى حد بعيد واستطاع ان يوجه البرلمان الاردني تجاه تبني عدة قضايا شكلت هاجسا للشارع الاردني قضية ارض الباقورة واتفاقية الغاز وقضية الولاية الهاشمية على المقدسات في فلسطين ودعوته الصريحة لمقاومة التطبيع الشعبي مع العدو الصهيوني في ظل التعنت الاسرائيلي والسعي الحثيث لتنفيذ صفقة القرن مع الحليف الاستراتيجي لاسرائيل الولايات المتحدة الامريكية .
اذن مؤشرات الاداء لدى الرجل تؤهله ليكون رئيسا للحكومة القادمة ومع بدء ملامح قيام نتن ياهو بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة وهي حكومة يمينية متطرفة حكما ينبغي ان يكون لدينا حكومة تنسجم مع الرفض الملكي الصريح للصفقة ومع الرفض الشعبي الصريح لها ايضا لتوحيد موقف الشعب والنظام في مواجهة التعنت الاسرائيلي المحمي بدعم الحليف الاقوى عالميا .
شخصيا اجزم ومن خلال متابعتي لاداء الطراونه خلال السنوات الماضية انه سيشكل اضافة نوعية لعمل الحكومات واعتقد ان تم تكليفه بالحكومة ان نشهد اجماعا وطنيا وتلاحما يحمي المسيرة في ظل ظروف بالغة التعقيد يعيشها الوطن هذه الايام.
* الرئيس التنفيذي لمركز افاق الفكر للاعلام
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/05 الساعة 09:45