هَلْ كل دولة عَلَى قَدَرٍ المسؤولية في إدارة المخاطر (خطر فيروس الكورونا القاتل)؟
إن شعبنا في الأردن من شتى المنابت والأصول ونسبة مئوية عالية منه متعلمون ومثقفون ولديهم وعي وثقافة صحية كافيه، حتى كبار السن والذين لا يحملون شهادات إعدادية أو ثانوية أو جامعية نجد أغلبهم على ثقافة ودراية بالصحة العامة وكيفية العناية بنظافة البدن والمكان والأوعية والملابس.
ويعود ذلك لأن النسبة العظمى منا يدينون بالإسلام والمسيحية، وجميع الديانات تحث أصحابها وأتباعها على ذلك. علاوة على أن مجتمعنا الأردني منفتح على مجتمعات من مختلف الدول المحيطة والإقليمية والعالمية والتي معظمها تدين شعوبها بإحدى الديانات السماوية الثلاثة كل ذلك جعل منه مجتمعا واعيا. ولكن كل مجتمع في هذا العالم معرض للمخاطر سواء كانت طبيعية مثل الهزات الأرضية أو/ و الأعاصير أو/و الأمطار الغزيرة والفيضانات، والمصطنعة مثل الحروب العسكرية والحروب الجرثومية أو الأوبئة الربَّانية أو المصطنعة. ولهذا فعلى كل مجتمع أن يأخذ الحيطة والحذر من أن يحدث فيه أي مما ذكر من المخاطر ويكون لديه إستعداداً لإدارتها بأقل تكاليف ممكنة من الخسائر في الأرواح والمال والوقت والجهد. ولهذا فإن تخصص إدارة المخاطر أصبح من التخصصات المطلوبة في وقتنا الحاضر في الكليات والجامعات لإزدياد عدد السكان في كل دول العالم وقلة الموارد المادية والمياه والطعام وإرتفاع نسبة إمكانية وقوع مخاطر من مختلف الأنواع التي ذكرت إما على دولة بعينها أو على جميع الدول في العالم.
فخطر فيروس الكورونا القاتل بدأ بين افراد شعب دولة الصين الشعبية ومن ثم إنتشر إلى بقية شعوب الدول ممن إحتكوا بالشعب الصيني بطريقة أو بأخرى من قبل أن يتم إكتشاف هذا الفيروس (لأنه له فترة حضانه قبل ظهور أعراضه) ومن بعد إكتشافة لأن دولة الصين الشعبية هي قبلة العالم في الصناعة والتجارة والإقتصاد. والصين من الدول المتقدمة جداً في إدارة المخاطر وفي البحث العلمي وفي مجال الطب والصيدلة والأدوية... إلخ وها هم المسؤولين في الصين يحاولون على قدم وساق إدارة هذا الخطر الذي داهمهم منذ إكتشافه. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل بقية الدول في العالم والتي ظهرت فيها إصابات مؤكدة بهذا الفيروس القاتل ووقع عندهم وفيات عندها الإمكانات والقدرات لإدارة هذا الخطر أم لا؟ وهذا يعتمد على مدى إستعداد تلك الدول مسبقاً في إدارة المخاطر المختلفة وخصوصاً خطر مثل فيروس الكورونا القاتل. نسأل الله أن يكون المسؤولين في جميع دول العالم قد أخذوا دروساً من المخاطر والأوبئة الصحية السابقة التي داهمت العالم في الإعوام 1720 و 1820 و 1920 وذكرناها في مقالات سابقة لنا اكثر تفصيلا وأخذوا الحيطة والحذر المسبق حتى يجتازوا خطر فيروس الكورونا القاتل الذي وقع في هذا العام 2020.
هناك وزارات مختلفة في كل دولة من دول العالم مختصة في إدارة مخاطرها ضمن مسؤولياتها فمثلاً وزارة الزراعة مختصة في إدارة مخاطر المحاصيل الزراعية من الكوارث الطبيعية مثل الجراد أو قلة الأمطار أو الآفات الزراعية ... إلخ. وأما في حالة خطر فيروس الكورونا فهناك وزارات الصحة وهي المسؤولة قبل الحكومات في دول العالم في إدارة المخاطر الصحية. فهل وزارات الصحة في جميع دول العالم وفي أردننا العزيز بالخصوص عندها خطة مدروسة لإدارة المخاطر الصحية؟ وهل إكتسبت خبرات مما حصل من مخاطر صحية سابقة ووثقت كيف تم التعامل معها في أقل خسائر ممكنه من الأرواح والمال والجهد والوقت، مثل خطر إنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها أم لا؟. وهل الأشخاص المصابين في فيروس الكورونا يلقون العناية الصحية اللازمة من حيث الإقامة والرعاية الصحية والنفسية ... إلخ في أماكن حجرهم أم لا؟. وهذا السؤال يجب أن يجيب عليه معالي وزير الصحة ومن لهم علاقة بوزارة الصحة من مدراء عامون لمؤسسات الرعاية الصحية في كل دولة مثل مؤسسة الغذاء والدواء ومؤسسة الأمصال والمطاعيم إن وجدت وغيرهم. نسأل الله أن نكون في أردننا العزيز على قدر كافٍ من الإستعدادات لمواجهة هذا الفيروس القاتل حتى يتم إكتشاف علاج له أو مصل أو مطعوم وعلينا في نفس الوقت أن ندعوا الله أن يرفع هذا البلاء والوباء عن عباده أجمعين في الكرة الأرضية.