ما هي إشاعة اليوم

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/04 الساعة 01:02
الوجه الآخر للإشاعة، هو تكذيب الصحيح والتشكيك في صدق كل المعلومات التي تصدر عن الجهات الرسمية. وهو ما يهدف الى وضع الجهات الرسمية في خانة الخصم والعدو. ونزع وزعزعة الثقة أو الأجهزة على ما هو متوفر منها.
هذا المحور اللئيم هو بالطبع اشاعة خطيرة مكتملة الأركان. أنسب اليكم أعزائي، أن نسأل أنفسنا كل صباح، ونحن نتناول وجبة الإفطار، سؤالين بسيطين محددين هما: كم اشاعة سيطلق أعداء الأردن علينا هذا اليوم ؟! و ما هي اشاعة اليوم ؟! (على غرار ما هو طبق اليوم). كتبت هنا أمس اننا تعرضنا لحزمة من الإشاعات خلال عام 2019 الآفل، بمعدل 36 إشاعة شهريا ! وبدهي ان الإشاعات القابلة للتفشي، والسريان، تحبكها وتحيكها جهات منظمة محترفة متخصصة وليس افرادا. ولا يكفي أن يتم اطلاق الإشاعة، بل يجب أن تتوفر لها، أجنحة تحملها وتطير بها وتعممها. وتلك مهمة جهة تسويق منظمة محترفة متخصصة أخرى. حسنا يا قوم. ها نحن قد مارسنا تمرين الصباح المهم، وتوقعنا ماهية «اشاعة اليوم»، التي جهزتها وطبختها جهة معادية لبلادنا، لا تريد بنا خيرا. الأحداث المحلية البارزة هي التي تدور حولها الإشاعات. مختلقو الاشاعات لا يختلقون احداثا. بل يبنون اشاعاتهم على ما يدور من احداث ويستغلونها ويجرونها إلى كمبيوتراتهم، بلا جهد ولا استدعاء. يجب أن تحمل الإشاعة قسطا من الحقيقة، وهذا شرط ابتدائي لتصبح الإشاعة ممكنة التصديق والتغلغل. وبالطبع، فإن واجبنا أن نميز الخبيث من الطيب. بأن نسيطر على رد فعلنا تجاه ما نتلقى ونتلقف من اخبار، وأن لا نسارع إلى الكوبي بيست وتعميم ما يصلنا كي لا نصبح «مَضحَكة» !! يلجأ ملفقو الإشاعات إلى الاجتزاء والاقتطاع. فالذي يقول «ويل للمصلين» ويتوقف، لم يؤلف ولم يلفق ولم يكذب، لكنه لم يستكمل الاية الكريمة التي حددت ايقاع عقوبة الويل بالمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. علينا كأبناء حريصين على امن وطنهم واستقراره، ان نطبق المحددات والبوصلة الفارقة في هذا الباب، وهي تبينوا وتحققوا. فكثير هم الفاسقون والاعداء الذين يحملون انباء واشاعات مدمرة، لا يجوز ان يظفروا بالنجاح في تمريرها.(الدستور)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/04 الساعة 01:02