هل يحمل آذار رياح التغيير؟
بقلم: د.سامي علي العموش
آذار وما يعنيه للأردنيين من تاريخ مميز في حياتهم من تعريب للجيش وتسلم مقاليد القيادة لأبناء الوطن فكم كان القرار جريئاً وقوياً في تاريخه، ومكلفاً وله تبعات كثيرة، إلا إن القيادة ارتأت أن حلم الأردنيين يفوق هذه التحديات لتحقيق ما يصبو إليه كل إنسان على أرض الوطن ليكون القرار أردنياً بكل تفاصيله وأبعاده فسجل الرجالُ الرجال مواقف ناصعة ومشرفة في تاريخ الأردن وما زالوا ومن هنا أسجل إلى أحد رموز الأردن والذي لا أعرفه شخصياً ولا تربطني به علاقة سوى أنه شخصية عامة نتعامل معها بحكم الإرث والتاريخ ومصداقية الموقف فنجده مدافعاً يتبنى الموقف الأردني بكل تفاصيله وأبعاده، يتحرك في الشارع، يحمل رسائل طمأنينة ولبيان الرؤية القادمة يحسده كثير من المنافسين والذين لا يستطيعون أن يقفوا ويتكلموا كما يقول بإحساسه وانتمائه الصادق للأردن قيادة وشعباً كيف لا؟ وهو يحمل إرث الأجداد وصورة الدولة الأردنية ولم نعتد منه موقفاً بأن يمسك بالعصى من الوسط إنما هو صاحب موقف إنه الشيخ فيصل الفايز الإنسان الذي تجده من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وفي وسطه يتعامل مع مختلف الشرائح ليعبر بصدق عن الرسالة الأردنية في حين عجز كثير من الرجالات الذين تبوأوا مواقع السلطة ويقفون الآن بصمت، كان الأولى بهم أن يقفوا إلى جانب الدولة في هذا الظرف الصعب والدقيق في حين نراه شامخاً يتقدم معلناً رأيه وثقته بالمستقبل من خلال التلاحم والالتفاف حول القيادة فهنيئاً لنا بمثل هؤلاء الرجال.
أعلن جلالة الملك عن استحقاق دستوري والمتمثل بإجراء انتخابات نيابية في صيف هذا العام وما يشكل ذلك من أبعاد مختلفة لدى الشارع العام والشرائح المختلفة، بحيث يحقق ذلك مطلباً جوهرياً في التغيير نحو الأفضل إن ذلك يتطلب مشاركة شعبية واسعة وهذا لا يتأتى إلا بقيام جهد كبير ومنظم من قبل الحكومة على مختلف الصعد، فالحكومة تقول بأنها ستدعم العملية الانتخابية ولكن لم تحدد كيف والطريقة ومتى فالمواطن ينتظر من الدولة أن تبسط الإجراءات للوصول إلى القطاع الأكبر من المواطنين في ظل الإحباطات المختلفة وعدم قناعة المواطن في المشاركة، فالأولى أن تعمل الحكومة جاهدة عبر الوسائل الإعلامية المختلفة والتي من خلالها تستطيع التأثير على الرأي العام بتوسيع نطاق المشاركة وطرح برامج تعزز مشاركة الشباب في الانتخابات وتفعيل دور الأحزاب السياسة ودور الجماعات الضاغطة في توجيه دفة الانتخابات في أطر برامجية محددة وواضحة المعالم وهذا لا يكون إلا إذا اتخذت الحكومة طريقاً قريباً جداً من المواطن لا أن تخاطب المواطنين بالشعارات بحيث تكون اللغة فوقية بأننا سندعم العملية الانتخابية، نعلم حقيقة العلم بأن هذا الكلام بحاجة إلى ترجمة على أرض الواقع حتى تصل الرسالة ويصبح هناك جدوى وفائدة مما تُعول عليه الحكومة، أما أن يكتفى بالتصريحات بأننا عازمون على دعم العملية الانتخابية فاعتقد بأن النتائج ستكون سلبية إلى حد كبير فنحن أحوج ما نكون إلى التقاط رسالة جلالة الملك وترجمتها على أرض الواقع لتحقيق ما هو منشود ومطلوب للمرحلة القادمة بغض النظر عن الحكومة الحالية أو القادمة لأننا نعمل جميعاً من أجل الوطن.
الجامعات وثقافة التغيير هذه المؤسسات العريقة التي تعمل على إيجاد ثقافة من خلال فكر جامعي يعتمد التنوع بعيداً عن التلقين وتعزيز دور الفرد من خلال المشاركة هذا لن يتأتى إلا من خلال تفعيل دور الجامعات من خلال توجيه حكومي لرؤساء الجامعات عبر مؤسسات الدولة العميقة لتفعيل دور المشاركة في العملية الانتخابية من خلال برامج محددة واضحة المعالم تعزز الدور الفردي وتبين مدى تأثيره في انتخاب مجموعة تمثله تستطيع أن تحقق رؤيا نسبية لمطالب وطموحات الشباب وخصوصاً إذا أردنا لهذه الفئة المشاركة، فمن خلال هذا التناسق والتواصل ما بين مؤسسات الدولة والجامعات نستطيع تعزيز الدور الوطني في المشاركة سواءاً من خلال المحاضرات والندوات والورشات على مستوى أعضاء هيئة التدريس والالتقاء بالطلبة وتعزيز دورهم وتفعيل الماكنة الإعلامية بطريقة متناسقة وإيجاد حوافز للمشاركة وهنا لا أغفل دور المؤسسات الأخرى على مستوى الوطن مثل النقابات والجمعيات والتي تشكل داعماً أساسياً للمشاركة على المستوى الشعبي إذاً علينا أن نعمل معاً لتحقيق الرؤيا الملكية في المشاركة ولن يتأتى ذلك إلا بتفعيل الدور المطالب بالتغيير نحو الأفضل خدمة للأردن وتطلعاته المستقبلية وإعطاء الشباب فرصة للمشاركة حتى تكون الرؤيا المرسومة لدى القيادة قابلة للتحقيق على أرض الواقع.