فَيْرُوس اَلْكُورُونَا اَلْقَاتِلُ يَتَحَدَى قُدُرَاتُ اَلُقُوَى اَلْعُظْمَى فِي اَلْعَالَمِ وَيُقَزِّمُهَا أَمَامَهُ

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/28 الساعة 11:35

بغض النظر عما يقال بأن فيروس كورونا تم تطويره في المختبرات الطبية البحثية من فيروسات أخرى أو كائنات حية دقيقة أخرى لا ترى بالعين المجردة. فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الفيروسات هي من خلق الله سبحانه وتعالى كغيرها من مخلوقاته من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة التي لم تكتشف إلا بعد أن تم تصنيع الميكروسكوبات الميكروية المتطورة بإذن الله. نعم، خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وزوده بعقل كبير إستطاع أن يكتشف ويخترع ويصنع ويطور السيارة والطائرة والطائرات الحربية والصواريخ الباليستية والسفن والبوارج والغواصات وحاملات الطائرات والقنابل النووية والهيدروجينية والكهرومغناصيسية والأسلحة المتطورة بكل أنواعها وأسلحة الدمار الشامل... إلخ. كما وتقدم العلماء في العالم في كل المجالات الطبية والعلاجية والعلمية والتصنيعية الدقيقة والمعقدة، لدرجة أن بعض قيادات الدول بلغ فيهم التبجح والتحدي للقول بأنه لا يوجد أي قوة في العالم تستطيع أن تهدد أو تؤثر على قدراتهم العسكرية أو التصنيعية أو التجارية أو الإقتصادية متغافلين أو غافلين على أن هناك خالق ومدبر ومدير لهذا الكون وما فيه من أشياء (من بني آدم وغيرهم من المخلوقات في السموات والأرض) وأنه على كل شيء قدير وأن أمره بين الكاف والنون (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (يس: ٨٢)).

فحتى يعود المتبجحون والمتعالون في العالم إلى صوابهم ويعرفوا قدر أنفسهم (رحم الله إمريءٍ عرف قدر نفسه ووقف عند حده)، فأرسل الله لهم مخلوق من مخلوقاته (جندي من جنوده) لا يرى في العين المجردة كما ذكرنا سابقا وهو فيروس الكورونا القاتل الذي فتك بشعب الصين أولاً وإنتشر وينتشر بشكل سريع بين أفراد شعوب معظم دول العالم ونشر بينهم إلخوف والهلع والفزع وشل حركة أعمالهم اليومية. وهدد ويهدد حياة البشر دون تمييز على الكرة الأرضية وألغى قوى الدول العظمى نهائيا فلم تنفعهم لا مصانع الأدوية ولا قوتهم العسكرية المختلفة والمتطورة. وجعلهم يلبسون الكمامات والملابس الواقية وعلَّمهم النظافة رغم أنوفهم وعطَّل أعمالهم وأثر على كل نواحي حياتهم المالية والتجارية والإقتصادية والتعليمية وحبسهم في منازلهم ... إلخ وحصد ويحصد آلاف من أرواح البشر وكأن الله يقول لهم (هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (لقمان: 11)). فهل سيتعظ الناس في العالم انه لا قوي ولا عظيم إلا الله وهو خالق كل شيء (ذالكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فأعبدوه وهو على كل شيء وكيل (الأنعام: ١٠٢)).

فعلينا جميعا أن نتذلل لله العلي القدير ونبتهل له ونتوسل إليه بأن يرفع عنا وعن جميع عباده في الكرة الأرضية هذا البلاء والوباء ونستغفره ونتوب إليه. ونسأله العظيم الجبَّار أن لا يؤاخذنا بما فعله ويفعله السفهاء في هذا العالم منَّا وأن لا يعاملنا بما نحن أهله ويعاملنا بما هو أهله ونعترف بأنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله. ونؤمن حق الإيمان بما جاء في في القرآن الكريم (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الأنعام: 107)).

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/28 الساعة 11:35