“الكمامات” ضرورة أم خيار؟.. تساؤل يشغل بال المواطنين
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/28 الساعة 08:36
مدار الساعة – لم يتمكن الأربعيني أبو عون من الحصول على “كمامات” في العديد من الصيدليات، بعد أن قصدها، بناء على طلب زوجته وأبنائه الذين يخشون الإصابة بفيروس كورونا الذي انتشر مؤخرا في العالم.
عدم توفر “الكمامات” بكثرة، أثار مخاوف عدد من المواطنين الذين بدؤوا التهافت على الصيدليات بعد تواتر الأخبار عن انتشار فيروس “كورونا” في الدول المجاورة كإجراء وقائي، في الوقت الذي عجت به مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة ارتداء الكمامة.
الثلاثينية منار أحمد توجهت، بدورها، إلى خمس صيدليات معروفة في العاصمة عمان لشراء الكمامات قبل سفرها، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وعند سؤال الصيدلاني المناوب أجابها بدوره “الكمامات مقطوعة وإن توفرت.. سيصل سعرها إلى الضعف”.
لجأت منار إلى أحد أقاربها الذي يعمل في أحد المستشفيات الحكومية، الذي تمكن من الحصول على خمس كمامات فقط، مؤكدا لها أن الكمامات قليلة في المستشفيات والمستودعات، وأن جميع الكميات التي توفرها وزارة الصحة تصرف على الفور.
حال منار وأبوعون حال الكثير من المواطنين الأردنيين الذين أصبحوا يشعرون بالخوف والإحباط، لعدم توفر الكمامات في عدد من الصيدليات، وإن وجدت يكون بعضها بأسعار مرتفعة.
وبدورهم، شارك العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم الفاشلة في البحث عن “الكمامات” باختلاف أنواعها وأسعارها، مستغربين غياب الرواية الطبية الرسمية حول مدى أهمية ارتداء الكمامات، والأنواع التي يجب على المواطن ارتداؤها كإجراء احترازي، وإن كان نفاد الكميات من الأسواق حقيقيا أم مجرد صدفة.
ومنهم خالد الأدهم الذي شارك منشورا عبر صفحته على “فيسبوك”، قائلا “ينبغي على وزارة الصحة أن تخرج بتصريح أو تعميم رسمي حول الكمامات بدلا من تهافت المواطنين على شرائها بشكل عشوائي”، وافقته الرأي ميسم النابلسي التي كتبت في منشورها “يجب رفع وعي المواطنين بكيفية الوقاية، صحتنا وصحة أولادنا أمانة في رقبتهم”.
الصيدلانية رناد أكرم، أكدت بدورها أنه لا يوجد كمامة يمكن أن تمنع الأمراض بنسبة مائة بالمائة، ولكنها تقلل من انتشار الفيروس المسبب للعدوى؛ حيث تعتمد فعالية القناع على نوعه، فهناك أنواع خفيفة، وأخرى مصنوعة من خامات أكثر جودة، وبالتالي تحصن الجهاز التنفسي من الإصابة بالفيروسات أكثر من غيرها.
ويستلزم استخدام كمامة الوجه في بعض الحالات، وفق الصيدلانية أكرم، للحد من الإصابة بالعدوى، وتشمل هذه الحالات انتشار العدوى الفيروسية؛ حيث ينصح ارتداء كمامة، وخاصة عند التواجد في أماكن مزدحمة، فيجب ارتداء كمامة في حالة المعاناة من عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل إلى شخص آخر عن طريق الرذاذ.
كما تؤكد أكرم ضرورة ارتداء كمامة الوجه عند التواجد في أماكن مغلقة، ويفضل ارتداء تلك التي لا تحتوي على منافذ تهوية في ظل وجود عدد كبير من الأشخاص، حيث تزداد الفيروسات بها.
وحول شروط ومواصفات كمامة الوجه، أكدت أكرم ضرورة احتواء الكمامة على مادة مضادة للفيروسات والميكروبات، والتأكد من أن الطبقة الخارجية للكمامة تحتوي على مادة مقاومة للفيروسات والميكروبات، كما يجب أن تحتوي الكمامة على ثقوب صغيرة للتنفس والتهوية.
وحول أنواع الكمامات الأكثر توافر في الصيدليات، لفتت إلى أن النوع الخفيف يحقق حماية محدودة وضعيفة من الفيروسات؛ حيث يحول دون التعرض للرذاذ، ولكن يمكن للعدوى الشديدة أن تخترقه.
والنوع الثاني المعروف باسم N95، فلتر بدائي لتنقية الهواء من الفيروسات بنسبة 95 %، وغالباً ما يستخدمه الأطباء والممرضون عند التعامل مع أشخاص مصابين بالفيروسات بشكل مباشر، وهذا النوع يحمي بدرجة كبيرة من انتقال العدوى، ولكنه في المقابل يسبب صعوبة التنفس وعدم الراحة لمن يرتديه.
أما الكمامة الجراحية فهي تحمي من الكائنات الدقيقة وسوائل الجسم والجسيمات الكبيرة في الهواء، وتساعد على عدم انتشار رذاذ السعال، والعطس للشخص الذي يرتديها، وفق أكرم.
وأشارت، بدورها، إلى أن استخدام الكمامة “النوع الخفيف” يكون لمرة واحدة، ويتم التخلص منها عن طريق إلقائها في سلة المهملات، واستخدامها شخصيا، فهي من الأدوات الشخصية، إلى جانب ضرورة غسل الوجه قبل ارتداء الكمامة، وعدم ارتدائها لفترات طويلة.
وفي الوقت الذي تهافت به الكثير من المواطنين لشراء الكمامات، حذر استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي، من ارتداء الكمامات الطبية بدون داعٍ، قائلا “لابد أن نعرف أن الجميع ليس عليهم ارتداء الكمامات”.
وحدد الخولي، في تصريحات سابقة، عددا من الحالات الطارئة لارتداء الكمامات الطبية، ومنها: التعامل مع شخص مصاب سواء كتقديم خدمة صحية أو مخالطته، أو شخص تظهر عليه أعراض، أو زيارة مستشفيات صحية وغير ذلك.
وأوضح أن ارتداء الكمامات له بعض الآداب، منها: عدم لمس السطح الخارجي للكمامة عند خلعها، لأنها عبارة عن مكان تم تركيز نسبة كبيرة من الجراثيم والفيروسات عليه، وبمجرد لمسها انتقلت من السطح الخارجي إلى اليد، فضلا عن غسل الأيدي قبل وبعد ارتداء الكمامة، لافتا إلى أن ارتداء الكمامات بدون سبب قد يزيد من المرض للشخص ويسبب ضغطا على الأسواق.
وكان مدير مستشفى الزرقاء الحكومي الدكتور عبد الرزاق الخشمان، أكد في تصريح صحفي أن استخدام الكمامات الطبيعية لا فائدة له، فهي لا تقي من انتشار الفيروسات ولا تحمي من العدوى.
وأضاف أن هناك كمامات خاصة تحتوي على كربون وعناصر خاصة للحماية نوعها “n95″، مبينا أنها موزعة على الكادر الطبي في المستشفيات، لأنها تقي بنسبة 100 %، مشيرا إلى أن على الشخص وضع قطعة قماش مبللة، أفضل له من استخدام الكمامات الطبيعية.
وأكد أن على الشخص أن يقي نفسه، بعدم وضع يده على وجهه عند الشعور بالمرض، وعدم تقبيل الآخرين، ولا الاقتراب منهم.
ولفت وزير الصحة الدكتور سعد جابر، في تصريح صحفي، إلى أن ارتداء “الشماغ” يقوم بدور الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا الذي بدأ ينتشر بشكل متسارع في بعض الدول العربية المجاورة.
وأكد جابر، خلال مداخلة له عبر التلفزيون الأردني، أن اللجنة الوطنية والفرق الطبية تقول إن “الشماغ” فعال مثله مثل الكمامة، ويغني عنها عندما يغسل ويعقم بشكل دوري.
وأكد جابر أن الأردن منع تصدير الكمامات والمواد الطبية الخاصة بالوقاية من الفيروس خارج المملكة، كما تم منح تصاريح لمصنعين لصناعة الكمامات، أحدهما يصنع كمامات فعالة لمدة شهر، لكن سعرها قد يكون مرتفعا وربما يصل الى 25 دينارا، بحسب جابر، والآخر يصنع كمامات يومية، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من الكمامة هو حماية الآخرين من الإصابة. منى أبوحمور - الغد
الثلاثينية منار أحمد توجهت، بدورها، إلى خمس صيدليات معروفة في العاصمة عمان لشراء الكمامات قبل سفرها، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وعند سؤال الصيدلاني المناوب أجابها بدوره “الكمامات مقطوعة وإن توفرت.. سيصل سعرها إلى الضعف”.
لجأت منار إلى أحد أقاربها الذي يعمل في أحد المستشفيات الحكومية، الذي تمكن من الحصول على خمس كمامات فقط، مؤكدا لها أن الكمامات قليلة في المستشفيات والمستودعات، وأن جميع الكميات التي توفرها وزارة الصحة تصرف على الفور.
حال منار وأبوعون حال الكثير من المواطنين الأردنيين الذين أصبحوا يشعرون بالخوف والإحباط، لعدم توفر الكمامات في عدد من الصيدليات، وإن وجدت يكون بعضها بأسعار مرتفعة.
وبدورهم، شارك العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم الفاشلة في البحث عن “الكمامات” باختلاف أنواعها وأسعارها، مستغربين غياب الرواية الطبية الرسمية حول مدى أهمية ارتداء الكمامات، والأنواع التي يجب على المواطن ارتداؤها كإجراء احترازي، وإن كان نفاد الكميات من الأسواق حقيقيا أم مجرد صدفة.
ومنهم خالد الأدهم الذي شارك منشورا عبر صفحته على “فيسبوك”، قائلا “ينبغي على وزارة الصحة أن تخرج بتصريح أو تعميم رسمي حول الكمامات بدلا من تهافت المواطنين على شرائها بشكل عشوائي”، وافقته الرأي ميسم النابلسي التي كتبت في منشورها “يجب رفع وعي المواطنين بكيفية الوقاية، صحتنا وصحة أولادنا أمانة في رقبتهم”.
الصيدلانية رناد أكرم، أكدت بدورها أنه لا يوجد كمامة يمكن أن تمنع الأمراض بنسبة مائة بالمائة، ولكنها تقلل من انتشار الفيروس المسبب للعدوى؛ حيث تعتمد فعالية القناع على نوعه، فهناك أنواع خفيفة، وأخرى مصنوعة من خامات أكثر جودة، وبالتالي تحصن الجهاز التنفسي من الإصابة بالفيروسات أكثر من غيرها.
ويستلزم استخدام كمامة الوجه في بعض الحالات، وفق الصيدلانية أكرم، للحد من الإصابة بالعدوى، وتشمل هذه الحالات انتشار العدوى الفيروسية؛ حيث ينصح ارتداء كمامة، وخاصة عند التواجد في أماكن مزدحمة، فيجب ارتداء كمامة في حالة المعاناة من عدوى فيروسية يمكن أن تنتقل إلى شخص آخر عن طريق الرذاذ.
كما تؤكد أكرم ضرورة ارتداء كمامة الوجه عند التواجد في أماكن مغلقة، ويفضل ارتداء تلك التي لا تحتوي على منافذ تهوية في ظل وجود عدد كبير من الأشخاص، حيث تزداد الفيروسات بها.
وحول شروط ومواصفات كمامة الوجه، أكدت أكرم ضرورة احتواء الكمامة على مادة مضادة للفيروسات والميكروبات، والتأكد من أن الطبقة الخارجية للكمامة تحتوي على مادة مقاومة للفيروسات والميكروبات، كما يجب أن تحتوي الكمامة على ثقوب صغيرة للتنفس والتهوية.
وحول أنواع الكمامات الأكثر توافر في الصيدليات، لفتت إلى أن النوع الخفيف يحقق حماية محدودة وضعيفة من الفيروسات؛ حيث يحول دون التعرض للرذاذ، ولكن يمكن للعدوى الشديدة أن تخترقه.
والنوع الثاني المعروف باسم N95، فلتر بدائي لتنقية الهواء من الفيروسات بنسبة 95 %، وغالباً ما يستخدمه الأطباء والممرضون عند التعامل مع أشخاص مصابين بالفيروسات بشكل مباشر، وهذا النوع يحمي بدرجة كبيرة من انتقال العدوى، ولكنه في المقابل يسبب صعوبة التنفس وعدم الراحة لمن يرتديه.
أما الكمامة الجراحية فهي تحمي من الكائنات الدقيقة وسوائل الجسم والجسيمات الكبيرة في الهواء، وتساعد على عدم انتشار رذاذ السعال، والعطس للشخص الذي يرتديها، وفق أكرم.
وأشارت، بدورها، إلى أن استخدام الكمامة “النوع الخفيف” يكون لمرة واحدة، ويتم التخلص منها عن طريق إلقائها في سلة المهملات، واستخدامها شخصيا، فهي من الأدوات الشخصية، إلى جانب ضرورة غسل الوجه قبل ارتداء الكمامة، وعدم ارتدائها لفترات طويلة.
وفي الوقت الذي تهافت به الكثير من المواطنين لشراء الكمامات، حذر استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي، من ارتداء الكمامات الطبية بدون داعٍ، قائلا “لابد أن نعرف أن الجميع ليس عليهم ارتداء الكمامات”.
وحدد الخولي، في تصريحات سابقة، عددا من الحالات الطارئة لارتداء الكمامات الطبية، ومنها: التعامل مع شخص مصاب سواء كتقديم خدمة صحية أو مخالطته، أو شخص تظهر عليه أعراض، أو زيارة مستشفيات صحية وغير ذلك.
وأوضح أن ارتداء الكمامات له بعض الآداب، منها: عدم لمس السطح الخارجي للكمامة عند خلعها، لأنها عبارة عن مكان تم تركيز نسبة كبيرة من الجراثيم والفيروسات عليه، وبمجرد لمسها انتقلت من السطح الخارجي إلى اليد، فضلا عن غسل الأيدي قبل وبعد ارتداء الكمامة، لافتا إلى أن ارتداء الكمامات بدون سبب قد يزيد من المرض للشخص ويسبب ضغطا على الأسواق.
وكان مدير مستشفى الزرقاء الحكومي الدكتور عبد الرزاق الخشمان، أكد في تصريح صحفي أن استخدام الكمامات الطبيعية لا فائدة له، فهي لا تقي من انتشار الفيروسات ولا تحمي من العدوى.
وأضاف أن هناك كمامات خاصة تحتوي على كربون وعناصر خاصة للحماية نوعها “n95″، مبينا أنها موزعة على الكادر الطبي في المستشفيات، لأنها تقي بنسبة 100 %، مشيرا إلى أن على الشخص وضع قطعة قماش مبللة، أفضل له من استخدام الكمامات الطبيعية.
وأكد أن على الشخص أن يقي نفسه، بعدم وضع يده على وجهه عند الشعور بالمرض، وعدم تقبيل الآخرين، ولا الاقتراب منهم.
ولفت وزير الصحة الدكتور سعد جابر، في تصريح صحفي، إلى أن ارتداء “الشماغ” يقوم بدور الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا الذي بدأ ينتشر بشكل متسارع في بعض الدول العربية المجاورة.
وأكد جابر، خلال مداخلة له عبر التلفزيون الأردني، أن اللجنة الوطنية والفرق الطبية تقول إن “الشماغ” فعال مثله مثل الكمامة، ويغني عنها عندما يغسل ويعقم بشكل دوري.
وأكد جابر أن الأردن منع تصدير الكمامات والمواد الطبية الخاصة بالوقاية من الفيروس خارج المملكة، كما تم منح تصاريح لمصنعين لصناعة الكمامات، أحدهما يصنع كمامات فعالة لمدة شهر، لكن سعرها قد يكون مرتفعا وربما يصل الى 25 دينارا، بحسب جابر، والآخر يصنع كمامات يومية، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من الكمامة هو حماية الآخرين من الإصابة. منى أبوحمور - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/28 الساعة 08:36