صفقة القرن تطيح بـ نتنياهو وترامب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/27 الساعة 23:38
/>الكاتب : كمال زكارنة
لم تأت الرياح كما اشتهت السفن ،هذا تلخيص واضح وصريح ،لنتائج صفقة القرن التي اعدها نتياهو وتبناها ترامب وسوّق لها كوشنير وغرينبلات وفريدمان ،وغيرهم من صهاينة البيت الابيض.
الرفض الاهم لهذه الصفقة القذرة التصفوية للقضية الفلسطينية ،يأتي من الاسرايليين انفسهم وهذا ما لم يتوقعه نتنياهو ولا ترامب ،فقد اكدت العديد من الآراء والندوات واللقاءات والحوارات والدراسات في الكيان المحتل ،ان صفقة القرن فاشلة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والاقليمية والدولية ،وهذا الرفض للصفقة ،ليس حبا بالشعب اللسطيني ،ولا حرصا على السلام ،ولا اعترافا بالحقوق الفلسطينية والعربية ،وانما خوفا على مستقبل دولة الاحتلال الغاصب لفلسطين وعدم قدرتها على حفظ الامن الذي يعتبر بالنسبة للمحتلين الدرع الحصين والمانع الوحيد لوصول قابض الارواح للمحتلين.
بعد تمحيص وفحص ودراسة تفاصيل وبنود صفقة القرن من قبل الخبراء والمختصين الصهاينة في المجالات المختلفة توصلوا الى نتائج تفيد ،بأن صفقة القرن سوف تؤدي في النهاية الى الدولة الواحدة التي يعيش فيها الفلسطينيون واليهود ،ولن تكون دولة يهودية نقية من العرب ،وهذا بالنسبة لهم المقتل الحقيقي ،لان الاختلاط الديمغرافي والتعايش الاجتماعي مع الاخرين سوف يؤدي الى غرق الكيان المحتل في صبخة موحلة لن يستيطع فيها الاستمرار ولن يقدر على الخروج وسوف يبقى في حالة نزاع حتى الموت .
فمن الناحية الامنية ،فان تقطيع اوصال الاراضي الفلسطينية وانتشار التجمعات السكانية الفلسطينية واليهودية في الضفة الغربية والقدس سوف يؤدي الى تقسيم وتجزئة جيش الاحتلال وتوزيعه في مئات النقاط للحفاظ على الامن ،كما تقول الدراسات الصهيونية،وهذا سيضعف الرقابة الامنية ويعرض حياة الجنود والمستوطنين للخطر ،واقتصاديا فان الصفقة فاشلة على جميع المستويات ،وعربيا واقليميا فان الدول العربية ودول المنطقة لم تقتنع بالصفقة وصطفت الى جانب الموقف الفلسطيني بشكل عام ،ولم تحاول الضغط على القيادة الفلسطينية او العمل على اقناعها بقبول الصفقة ،ودوليا التزمت دول العالم اجمع بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى اساس حل الدولتين المعروف .
كل هذه المعطيات تؤكد ان نتائج الاستعجال الصهيوني اليميني الامريكي في طرح صفقة القرن والاعلان عنها في مسرحية هزلية في البيت الابيض ،من اجل تحقيق مكاسب انتخابية لصالح نتنياهو وترامب ،جاءت عكسية ،وان المعارضة الامريكية والاسرائيلية الداخلية للصفقة تنمو وتتزايد وتنتشر اكثر واكثر في الاوساط الداخلية الامريكية والاسرائيلية ،وتؤكد ايضا ان الرفض الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي كان صائبا ومحقا مئة بالمئة لان الصفقة لن تؤدي الى سلام عادل وشامل يمكن ان يدوم ويستمر.
رفض الشارع الاسرائيلي للصفقة يعني انقلاب السحر على الساحر ،ويضع كل من نتنياهو وترامب في دائرة الخطر والفشل انتخابيا ،ويشجع على الاسراع في محاكمة نتنياهو قضائيا وعزله وموته سياسيا.
  • مال
  • نتائج
  • اقتصاد
  • عربية
  • تقبل
  • عرب
  • مقتل
  • اعلان
  • يعني
  • محاكم
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/27 الساعة 23:38