الشباب الجامعي وآفة المخدرات

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/10 الساعة 13:09
* الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان


لم يعد انتشار المخدرات خافياً على احد ، فقد دلت الدراسات والتقارير والأبحاث على مستوى العالم على أن مشكلة تعاطي المخدرات في ازدياد رغم كثافة الجهود الدولية لمكافحتها ، فيبدو ان عصابات التهريب من القوة والتنظيم حيث أنها تتغلب على كثير من المكافحة وذلك نظراً للمال والقدرة والإفساد الكبير في ترويج البضاعة السامة.

فهناك قناعة علمية وواقعية تدعو إلى التوجه في مكافحة المخدرات إلى الأشخاص المتعاطين وذلك بعد ان فشلت الجهود الدولية نوعاً ما في كبح قوى " العرض " فان البديل الأفضل هو العمل على تقليل الطلب على المخدرات وهذه تعتمد على التوعية والإرشاد والوقاية من هذه الآفة الخطرة.

أن ظاهرة المخدرات تستهدف في معظم الأحوال فئة الشباب وصغار السن فهي من الظواهر المعطلة لعملية البناء والنماء والتطوير لأي مجتمع فهي تشل قدرات الأفراد المدمنين وتبعاً لذلك يصبحون عاجزين عن المساهمة الايجابية الفاعلة في بناء مجتمعهم ، الأمر الذي يجعل من هذه الدول تخلف اجتماعي اقتصادي .

وفي منظومة المكافحة الشاملة للمخدرات ينبغي أن يكون للأسرة دور فاعل وواضح في مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد حياة الأفراد.

أن الأسرة تمثل خط الدفاع والحصانة الاجتماعية الأولى والاهم لذلك ستكون جهود المقاومة والمكافحة ناقصة وعرضه للفشل إذا لم تكن الأسرة واحدة من أركان هذه الجهود.

أن الأسرة تساهم في الحفاظ على الأبناء من هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا لذا يجب الانتباه إلى ان تربية الأولاد لا تعني الالتفات على رعايتهم ذهنياً وأخلاقيا فقط ، بل يجب الحرص على تربيتهم التربية الحسنة على قيم الدين الحنيف وتوطين نفوسهم على تقوى الله وطاعته لان هذا هو الوازع الداخلي وخط الدفاع الأخير الذي يلوذ به الإنسان عند الضرورة ليواجه شرور نفسه ومغريات الدنيا ، ان تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم من أفضل الأشياء التي يمكن عملها لتعزيز قدرات الشباب وجعلهم يتخذون قرارات ذكية تجاه المخدرات بما فيها التدخين هو تمكينهم واحترامهم وتعزيز فرصهم في المشاركة والمساهمة الايجابية في خدمة أنفسهم وأسرتهم ومجتمعهم ووطنهم .

وتمثل المدارس والجامعات خط الدفاع الثاني بعد الأسرة ضد المخدرات لذلك فان هناك دور كبير مناط بالجامعات لمواجهة هذه الآفة تتمثل في النهوض بقطاع الشباب من خلال العديد من الثوابت الوطنية وأبرزها المواطنة الصالحة والانتماء الوطني والحفاظ على مكتسبات الوطن ودور الشباب في المشاركة الفاعلة الايجابية لخدمة الوطن .

الجامعات بحاجة إلى وقوف جميع مؤسسات الوطن بجانبها التعليمية الخاصة أو الحكومية والمؤسسات الوطنية والمؤسسات الاقتصادية والقطاع الخاص المنتمي لبلدة والمؤمن بديمومته وتقديم الدعم لها لتقوم بواجبها اتجاه الشباب الجامعي على أكمل وجه والحد من هذه الظاهرة رغم إن الأردن مازال يشكل نقطة عبور للمخدرات إلى الدول المجاورة. إن حماية الوطن من هذه الظاهرة يجب إن لا تكون مسؤولية جهة واحدة هي دائرة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام التي تقوم بدور فاعل ومشرف ومضي على مستوى الوطن والمنطقة والعالم بكاملة وكذلك وزارة الصحة التي تقوم بمعالجة المدمنين الذين وقعوا ضحية المخدرات بل هي جهد جماعي ومشروع وطني ينبغي إن تقوم كل جهة فيه بدورها الفاعل. حمى الله الأردن من هذه الآفة الخطيرة وحمى الله الأجهزة الأمنية المخلصة في ظل القيادة الهاشمية المفداة.

* عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/10 الساعة 13:09