كيف انتصرت قطر في معركة العقول وكيف استطاع أميرها أن يمر بها نحو برّ أمان استثنائي؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/24 الساعة 12:01
مدار الساعة - عواد الخلايلة - كان عليك أن ترى أنهما حليفان منذ زمن. الرؤية واحدة، والمصالح واحدة، والهوى واحد. فلِمَ لا يفتحان الباب على ما يرغب الطرفان الولوج إليه. لم تكن الزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن غريبة، وإن كانت قد دشّنت مرحلة تاريخية جديدة، في العلاقات الثنائية. العاصمتان لم تفعلا سوى أنهما فتحتا الباب لدخولهما معا من بوابة واحدة. في الداخل كل ما يمكن أن تراه من حبل وصال. المناخات اليوم مهيأة كما لم تكن في أي يوم آخر. لهذا كان من المفهوم أن يلج البلدان معا مرحلة جديدة، ستعمل على توثيق رؤيتهما الموحدة ليوم غد. في المشهد المستقبلي للزيارة الكثير من الترميز. الحق أنه ومهما حاول الطرفان اخفاءها لانضاج ما نبت بينهما من علاقات سيراها الكثيرون. ربما العلامة الفارقة لكل ما يجري اليوم بين عمان والدوحة هو منح الحبل الوثيق لصلاتهما برباط شعبي متين. الناس تريد ذلك. من كلتا الضفتين. ويطلبانه منذ زمن. وها قد حان الوقت ليصفق الشارع للانجاز الكبير. إنه الطموح الذي يحيط بالدوحة وشيخها. طموح حوّل تحديات الإقليم، إلى انتصارات، منحت قطر كلمة السر الأكبر لنجاحها، وتحوّلها الى قطر اليوم الذي نعرف. سوى أن هذا الطموح ليس جديدا. منذ عقود ونحن نرى دولة شابة تصعد كصاروخ، ونجحت في تحويل نفسها إلى رقم لا يقبل القسمة إلا على قطر. نعم هذه هي قطر اللغز، الذي نجح صانع قرارها وشيخها الأمير تميم أن يمر بها نحو برّ أمان استثنائي، رغم كل التحديات التي واجهت الدوحة. واجهته بسلاحها الأقوى، في معركة العقول؛ امتلاكها قدرة عجيبة على استخدام دهاء نكاد نفتقده في زمن عزّ فيه العقل. وكيف لا وقد تحوّلت الدوحة إلى واحة غزّ نظيرها في صحراء خليج ذات رمال متحركة، لا تكف القدم فيها عن الانزلاق. وسط كل هذا حفرت عمّان لنفسها مكان الصدارة في قلب الصحراء. أنت ترى كيف عمّان تراقب ذلك كله وتصفق له.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/24 الساعة 12:01