التعمري : اطمح لأكون من بين الأفضل عالمياً

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/24 الساعة 09:41
مدار الساعة - يعدّ موسى التعمري واحداً من أبرز نجوم الكرة الأردنية في الوقت الراهن، يحمل لواء اللاعب الأردني في القارة الأوروبية، حيث يلعب ويتألق مع فريقه الحالي أبويل نيقوسيا القبرصي، ونال جائزة أفضل لاعب أجنبي في الموسم الماضي، وذلك بفضل قدراته المميزة التي سطعت بشكل لافت في السنوات الأخيرة. التعمري يحظى بشعبية كبيرة، فهو أول لاعب في تاريخ الكرة الأردنية يلعب في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثلما كان الحال في الموسم الماضي والحالي في بطولة الدوري الأوروبي التي تأهل فيها فريقه إلى الدور السادس عشر، وربما ابتسم الحظ له ولرفاقه ليواصلوا المضيّ قدماً صوب الدور ربع النهائي من "يوروبا ليغ". موقع العربي الجديد نشر حوارا اجراه مع النجم الأردني ، وتاليا نصه : *لننطلق من البدايات، حدثنا عن بداية حلمك مع الكرة، وصولاً إلى "الجزيرة" و"شباب الأردن"؟ بدأت مسيرتي نحو تحقيق حلمي مع فريق شباب الأردن، الذي لعبت فيه مع جميع الفئات العمرية، فقد تدرجت من فريق الناشئين إلى فئة الشباب، حتى تمكنت بعد ذلك من تمثيل الفريق الأول لفريق شباب الأردن، الذي قدمت معه مستويات مميزة بعدما نلت ثقة المدرب الوطني جمال محمود، إذ تمكنت من اقتحام تشكيلة الفريق ولعبت معه أهم مباراة أمام الفيصلي، في مباراة نهائي درع الاتحاد الأردني، وفي اللقاء الذي حققنا فيه فوزاً كاسحاً بخمسة أهداف، وظهرت فيه بمستوى مميز، إذ تمكنت من تسجيل هدف وصناعة هدفين، وبعد قضاء عام واحد مع الفريق الأول لشباب الأردن، انتقلت إلى نادي الجزيرة الأردني على سبيل الإعارة، في مرحلة كانت الأهم والأفضل في مسيرتي الكروية، فقد تمكنت من قيادة الفريق إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وحظيت خلال فترة وجودي في نادي الجزيرة بعناية واهتمام خاصين من رئيس النادي محمد المحارمة الذي أكنّ له كل التقدير والاحترام، فقد كان سبباً في أن أصبح أفضل لاعب كرة أردني، لأنتقل من ثم إلى نادي أبويل نيقوسيا القبرصي حيث أنا الآن، وأتمنى التوفيق في مسيرتي مع النادي القبرصي. *كما هو معروف في تاريخ الكرة الأردنية، إنّ من يلعب للوحدات والفيصلي هو من يحظى بالمديح وعبارات الثناء، بل وتُوجّه إليه الأضواء، لكنك خرقت القاعدة، ما تعليقك على هذا الأمر؟ فعلاً، ما ذكرته صحيح، لكنني استفدت من وجودي في فريق محايد غير القطبين الفيصلي والوحدات، بأن كسبت محبة الجميع وحتى جمهور الفريقين، فلم أحتج للعب في فريق جماهيري حتى أحظى بالشهرة، وفرضت نفسي بأدائي وتألقي، فجذبت إليّ الأنظار وحظيت بدعم وتشجيع ومحبة الجميع. أحمد الله الذي منحني محبة الناس، فهي وسام على صدري، وصدقاً هذا الوسام لا يُباع ولا يُشترى. *ماذا ينقص اللاعب الأردني لكي يحترف في أوروبا ونراه مثلما نرى المصري محمد صلاح أو الجزائري رياض محرز؟ لا ينقص اللاعب الأردني إلا تغيير العقلية، الوضع هنا يختلف تماماً عمّا هو عليه الحال في الأردن، في التدريبات وفي كل شيء، مع الأخذ بالاعتبار أن منافسة الدوري الأردني ليست بتلك القوة التي تشد إليها أنظار الكشّافين ووكلاء اللاعبين، غير ذلك فإن الكشافين لا يوفرون فرص احتراف في أوروبا، فغالبية الفرص تكون في دول الخليج، وعلى اللاعب الذي يريد الاحتراف أن يضع هدفه أمام عينيه، وأن يجتهد لتحقيقه، ويركّز تماماً في سبيل ذلك. * أنت أول لاعب أردني يحوز جوائز فردية في أوروبا الموسم الماضي، وأول أردني يشارك في بطولات الاتحاد الأوروبي، ولعبت في مستويات عالية، خصوصاً ضد إشبيلية الإسباني وأمام بازل السويسري مؤخراً، ماذا أضاف لك كل ذلك؟ فرحتي لا توصف بأني تمكنت من لعب تصفيات الملحق الأوروبي للمرة الثانية. اللعب قارياً يختلف كثيراً عن اللعب في الدوري المحلي، فقد أضاف اللعب في البطولة الأوروبية إليّ الخبرة ووسعت من آفاق طموحاتي، وأفكر الآن في أن أخطو خطوة جديدة إلى الأمام بأن أخوض تجربة أفضل، واستفدت من الاحتكاك مع لاعبين كبار ومميزين، الأمر الذي أضاف إليّ الكثير. *ماذا تقول لزملائك من اللاعبين الشباب والصغار، ما هو الطريق الذي من الممكن أن يسلكوه كي يصيروا مثلك؟ لا أتمنى أن يصبحوا مثلي فحسب، بل أفضل مني، ونصيحتي للشباب والصغار الذين يرغبون في الاحتراف بالتخطيط بعيد الأمد لذلك الأمر، ومنذ وقت مبكر، عبر البحث عن وسائل تساعدهم على ذلك، والبحث عن وكلاء لاعبين بإمكانهم أن يوفروا لهم فرص احتراف، وأن يحددوا هدفهم مع السعي بجد إلى تحقيقه، والأهم أن يكون تركيزهم بالكامل على كرة القدم، وألا يحصروا طموحهم بجمع المال والشهرة. *حدثنا عن طموحاتك وأهدافك، وإلى أين تريد الوصول مستقبلاً؟ هدفي الأسمى وما أطمح إليه أن أصبح من بين أفضل اللاعبين وأبرزهم في كرة القدم، وأن أرفع اسم بلدي الأردن عالياً. *لنتحدث عن المنتخب الأردني وأمم آسيا 2019... كانت الطموحات والآمال أن يبلغ نصف النهائي أو ربع النهائي على أقل تقدير، لعبتم دوراً أول ممتازاً، وحققتم انتصارين على منتخبي سورية وأستراليا القويين، لكنكم خسرتم مع فيتنام. كيف تتذكر هذه المباراة المعقدة؟ وما أسباب الخسارة المفاجئة؟ كانت مباراة مأساوية بالنسبة إلينا، تخطينا الأصعب، ومع ذلك فإن فيتنام منتخب متطور ولم يكن سهلاً، وبالمجمل لم نعط المباراة كامل حقها، وهو ما كان سبباً لإضاعتنا المباراة من بين أيدينا، وكان بالإمكان أفضل مما كان. كان طموحنا كبيراً للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة، لكن لا نملك إلا أن نقول: قدّر الله وما شاء فعل. *لعبت مهاجماً "رأس حربة"، هل وجدت أنك قدمت ما هو مطلوب منك في هذا المركز، أم تفضل اللعب في مركزك بالجناح الأيمن، حتى تستفيد من المساحات؟ أنا أفضل اللعب على الجناح الأيمن، فهو مركزي الذي أجيد اللعب فيه، وعندما ألعب بمركز رأس الحربة أجد نفسي مشتتاً لأنني قليلاً ما ألعب في هذا المركز، فلا أؤدي المطلوب مني، لذلك أفضل أن ألعب في مركزي الذي اعتدت أن ألعب فيه. *ماذا عن غيابك عن المنتخب الأولمبي الأردني في أمم آسيا الأخيرة، حيث أثار جدلاً، فقد لعبت التصفيات في الكويت والفريق لعب بأداء عالٍ، وهذا منحكم الأمل بأن تحققوا التأهل، لكن فترة التحضيرات والغيابات أثرت في الفريق. هل تتفق مع المدرب عبد القادر بأن هذه العوامل أسهمت في عدم تأهلكم، وأن منتخب الأردن الأولمبي كان خارج السباق؟ المنتخب الأولمبي قدم كل ما عليه في هذه البطولة وفعل كل ما هو ممكن. نعم، لم يستطيعوا الانتصار على منتخب كوريا الجنوبية، إلا أنهم كانوا على مقربة من تحقيق الفوز. أما بالنسبة إليّ، فقد تلقيت وعداً من نادي أبويل القبرصي بأن أنضم إلى المنتخب الأولمبي، إلا أننا تلقينا خسارة صعّبت من فرصة الالتحاق بالمنتخب، ما دفع النادي القبرصي إلى الرفض، ولو كنت معهم (الأولمبي) لكان الوضع مختلفاً، إذ كنت سأقدم الإضافة الكبيرة، وربما كان وجودي سيحفز اللاعبين، وكان بإمكاننا أن نحقق المطلوب والتأهل إلى الأولمبياد سوياً. *تصفيات المونديال الحالية دخلت مرحلة مهمة، ما الشروط التي تراها مطلوبة لكي يتأهل النشامى عن المجموعة أو حتى ينافس على أفضل مركز ثانٍ في المجموعة في الطريق إلى مونديال قطر 2022؟ ما زالت التصفيات في بداياتها، لكن مواجهة الكويت مهمة ومصيرية، يلزمنا أن نقدم كل ما بوسعنا حتى نسعد الجمهور الأردني، وسنصعد ونحن في المركز الأول إن شاء الله، لا كأفضل ثانٍ. *الموسم المحلي في الأردن بدأ متأخراً ببطولة الدرع، هل ترى أن هذا انعكس سلباً على اللاعبين في المنتخب، مثلما صرح فيتال أكثر من مرة، خصوصاً بعد تعادل الأردن مع الكويت وخسارة أستراليا في التصفيات؟ أتفق مع فيتال في ما أشار إليه. كل الدوريات في الأمتار الأخيرة، ما عدا دورينا الأردني، كيف للاعب أن يرفع مستواه من دون أن يلعب مباريات في الدوري وبقية البطولات؟! هذا الأمر من شأنه أن يؤثر علينا. *أمامكم مواجهتان خارج الديار أمام الكويت ومن ثم أستراليا... هل تعتقد أن "النشامى" سيكونون جاهزين فنياً ومعنوياً لتحقيق الفوز؟ بالتأكيد سنكون في أتمّ الجاهزية للمواجهة فنياً ومعنوياً، كذلك إن أي تعثر سيصعّب من مهمتنا. بنظري، إن مباراة الكويت أكثر أهمية ويجب أن يكون تركيزنا منصباً عليها، لأنه لا بديل لنا فيها سوى تحقيق الفوز، الفوز ولا شيء غير الفوز، فهي مباراة لا تقبل القسمة على اثنين. *المنتخب الأردني يلعب غالباً خارج الديار أفضل من اللعب في عمّان، لماذا؟ وهل سيكون هذا عاملاً إيجابياً؟ أتمنى أن يكون عاملاً إيجابياً ونتمكن من تحقيق الفوز. مهما كان، فالجمهور يقدم الدعم في المباريات التي تقام داخل الأردن، لكن في بعض المباريات كان الحضور ضعيفاً، كذلك فإننا لم نقدم المطلوب منا في بعض الأحيان، لا أعرف ما السبب وراء ذلك صراحة.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/24 الساعة 09:41