الاردن وقطر.. التاريخ أولا.. والدبلوماسية دائما

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/23 الساعة 00:27

مدار الساعة - كتب – ماجد الأمير

في السياسة كان الاردن دائما يحرص على بناء علاقات استراتيجية مع الدول العربية والانحياز دائما الى العمق العربي كحاضنة للامة العربية.

فالسياسة الاردنية عبر التاريخ كانت باتجاه تقوية التضامن العربي ، لذلك اطلق على عمان عاصمة الوفاق والاتفاق العربي ، وكانت العلاقات الاردنية الخليجية استراتيجية وعميقة وكان هناك حرص اردني وخليجي على تعزيز مفهوم التعاون بينهما ببناء اسس متينة قائمة على اساس المواقف السياسية المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي كانعكاس لمتانة العلاقات الخليجية الاردنية.

الاردن والدول الخليجية نتيجة للعلاقات الاستراتيجية والمواقف والتطلعات المشتركة استطاعوا تجاوز اكبر ازمة هزت صميم العلاقة الخليجية الاردنية وهي ازمة احتلال الكويت، اذ تم تجاوز الخلافات التي كانت نتيجة تباين المواقف والخيارات في حل الازمة، وعادت بعد سنوات العلاقات الى سابق عهدها.

وفي هذ السياق، كانت العلاقة الاردنية القطرية عبر التاريخ من اقوى العلاقات التي تربط الاردن مع اي دولة عربية ، بل كانت علاقة استراتيجية للبلدين ، فكان الاردن اول الداعمين للعهد الجديد في قطر حينما تولى الحكم حمد بن خليفة ال ثاني عام 1995 ، فكان الراحل الملك الحسين منحازا بقوة الى القيادة القطرية وداعما لها في نقل قطر الى الحداثة والتطور، فكانت السياسة الأردنية دائما متطابقة مع السياسة القطرية في الشؤون العربية وايضا في التعامل مع القضية الفلسطينية، إذ أن القيادتين الاردنية والقطرية كانتا دائما مع فلسطين وداعمين للشعب الفلسطيني في نضاله العادل ضد الاحتلال الصهيوني.

في العلاقة الاردنية القطرية يحرص الملك عبدالله الثاني على بناء علاقات قوية مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد ، وان تكون العلاقة بينهما على أساس تعزيز التكامل العربي وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لخدمة الشعبين الاردني والقطري وخدمة قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية قضية الامة العربية المركزية، وهنا كانت المواقف الاردنية والقطرية في المحافل الدولية داعمة للشعب الفلسطيني ومستندة الى ارضية صلبة عنوانها مع فلسطين وضد الاحتلال الصهيوني.

في الاطار الثنائي بين البلدين كانت العلاقة بينهما مبنية على الاحترام المتبادل، واحترام حق الاختلاف في الرؤية وحتى الموقف في القضايا التي تطرح على الساحة العربية، ولكن دائما كان هناك تفهم من القيادتين للمواقف التي تبدو مختلفة، لذلك كانت الدبلوماسية الأردنية والقطرية دائما قادرة على استيعاب التباين في الرؤية والموقف من أية قضية تطرح على الساحة العربية، فالأردن كان دائما حريصا على عدم الدخول في سياسة المحاور العربية من باب الحرص على التضامن العربي وعدم تأثره "بالمحاور" التي تنشأ في بعض الاحيان.

الأردن دائما حريص على التوازن في علاقاته العربية، وبقاء الدبلوماسية فاعلة في ايجاد الحلول لأية مشكلة تطرأ بين الدول العربية.

تاثيرات الأزمة الخليجية أو ما بات يعرف بأزمة "حصار قطر" لم تؤثر في عمق العلاقة الاردنية القطرية وان بدا ان هناك تأثيرا لها على علاقاتهما في بدايتها ولكن "ماكنيزما " استراتيجية العلاقة الأردنية القطرية تجاوزت اية تأثيرات للازمة الخليجية على عمق هذه العلاقة التاريخية بين القيادتين وبين الشعبين ،لذلك اعاد الاردن سفيره الى الدوحة والتي بدورها قامت بتعيين سفير في عمان من الاسرة الحاكمة كرسالة سياسية من القيادة القطرية بأهمية العلاقة مع الأردن واستراتيجيتها.

اليوم، يصل امير قطر الى عمان للقاء جلالة الملك واجراء مباحثات عميقة في الشأنين الثنائي والعربي، ففي الشأن الثنائي، والذي هو مهم للاردن وقطر، خاصة وأن الاردن يسعى لجذب الاستثمارات القطرية الى عمان ، علاوة على التطلع نحو تعزيز التبادل التجاري بينهما، وفتح المجال أمام الخبرات والشباب الأردنيين للعمل في قطر التي تشهد نهضة عمرانية كبيرة في إطار تحضيرات قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

أما في الشأن العربي، فإن المباحثات تأتي في وقت مصيري للأمة العربية وخاصة ما تمر به القضية الفلسطينية، إذ أن الاردن وقطر ضد صفقة (ترمب- نتانياهو) لذلك فان المباحثات ستركز على كيفية دعم القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن وايضا العمل على تقوية الموقف الفلسطيني وتوحيده وخاصة وأن الاردم وقطر لهما علاقات متميزة مع الأطراف الفلسطينية سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة، كما أن قطر لديها علاقات قوية مع حركة حماس. الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/23 الساعة 00:27