تطهير العرب من المسيحيين
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/10 الساعة 01:03
ليست الجماعات المتشددة، او المتطرفة، وحدها وراء استهداف المسيحيين في المشرق العربي، فهناك جهات عديدة، تريد توليد حرب دينية في المشرق، وتريد أيضا، رسم المسلمين بصورة همجية لاتقبل أي مكون آخر، والمتهمون هنا، كثر بطبيعة الحال.
التفجير داخل كنيسة في مصر، امر بشع جدا، فما هي الفائدة التي تجنيها الجماعة التي نفذت التفجير، حين تقتل أبرياء مصريين يحتفلون بالعيد، ومثلها جرائم أخرى ضد المسيحيين في العراق وسوريا، والامر مفتوح باتجاه المسيحيين، باعتبار ان تطهير الأرض منهم، امر ضروري، حتى تصير جنة عربية لنا وحدنا.
هذه الجماعات، والأجهزة، والعواصم، التي تعبث بملف المسيحيين في المشرق، تريد تدمير المنطقة، اذ بعد تثوير كل التناقضات، في دول أخرى، على أساس «الثنائيات» القابلة للتثوير، على أساس مسلم سني، ومسلم شيعي، يجري اليوم، السعي لتثوير ثنائية المسلمين والمسيحيين في مصر تحديدا، التي تعد المثل الاصلب، على الهوية الوطنية الجامعة، التي لاتقبل القسمة على اثنين، ومصر قدمت الاف الأدلة، على صلابة بنيتها الوطنية.
المثير في كل التحليلات ان المحللين ينشغلون بهوية الفاعل، او من يتبناه سرا او علنا، وايا كان الفاعل، فأن الأهم قراءة نتائج هذه الممارسات الاجرامية، ضد المسيحيين، الذين هم من أبناء المنطقة، وليسوا دخلاء ولاغرباء، هذا فوق ان منطق «الأكثرية والأقلية»، الذي يروج له البعض، منطق بائد، لايجوز طرحه في معالجاتنا، فهم مواطنون مثلهم مثل غيرهم.
كل الحاضنات العربية التاريخية الأربعة، قبل الإسلام، وبعده، جرى تدميرها، وهذه الحاضنات هي العراق، سوريا، اليمن، والمشروع بشأن مصر، مازال فاعلا، وقد لمسنا مرارا صبرا من المسيحيين في مصر، على كل محاولات الاعتداء عليهم، وقدرة هائلة على الاستيعاب، فهويتهم الوطنية صلبة، ووقوف المسلمين الى جانبهم يخفف من الاستفزاز البنيوي الذي تسببه هذه الجرائم، بحق اشقاء لنا في مصر، والويل لاولئك الذين تغيب أصواتهم، امام هكذا جرائم، او تصير اقل حدة، باعتبار ان الامر لايخصنا.
تطهير المشرق العربي من المسيحيين، يصب باتجاه تقديم صورة سيئة جدا عن المسلمين، باعتبارهم يستعدون كل الديانات الأخرى، فيقتلون مسيحيا في مصر، يحتفل بالعيد، ويدهسون بريئا في السويد، واذا كانت هذه الحوادث فردية، ولايصح سحب دلالاتها على كل المسلمين، فإن علينا ان نتنبه الى ان المسيحيين المصريين بالملايين، ومحاولة العبث بالنسيج المصري، خطيرة جدا، وغايتها تشظية البنية الوطنية وشطر مصر الى مصرين، فهذه ثنائية غير قابلة للاشتعال حتى الان، ولايمكن التهوين من نتائجها، مقارنة بدول أخرى.
نسب الجريمة الى جماعات مصرية محلية، او أجهزة امنية في العالم، وغير ذلك من تأويلات، لاينفي ابدا، ان الامر خطير، لان المشترك بين كل هذه الجرائم، بات تشظية الدول من الداخل، وكما يتم مس المسلمين لاي سبب داخل بعض الدول، على يد تنظيمات او جهات معينة، يتم مس المسيحيين، غير ان الفرق هنا، ان الصورة العامة للمسلمين يراد تلطيخها، وعلينا ان نلاحظ تتابع الاحداث، فكل يومين جريمة في مكان ما في العالم.
المشرق العربي، منوع تاريخيا، دينيا، ومذهبيا، عرقيا، وطائفيا، وتفكيك المشرق العربي، مشروع بدأ منذ سنوات، ويجد من ينفذه تحت عناوين مختلفة، دون أي ادراك سياسي من هؤلاء، ان النتيجة صناعة اكثر من اثنتي عشرة دولة جديدة، وصغيرة، ذات الوان مذهبية ودينية وعرقية، في سياقات إعادة انتاج المنطقة، بشكل اضعف واكثر هشاشة.
المسيحيون في المشرق العربي، أصحاب وجود طبيعي، حتى قبل الإسلام، وتعريضهم الى هذا الاستفزاز الدموي، لايمكن ان يكون مجرد قراءة خاطئة في الدين، او الاجتهاد، وهي محاولات تتجاوز احراج الأنظمة امام الغرب، ولاتعني الا السعي لقطع عنق المنطقة.
الدستور
التفجير داخل كنيسة في مصر، امر بشع جدا، فما هي الفائدة التي تجنيها الجماعة التي نفذت التفجير، حين تقتل أبرياء مصريين يحتفلون بالعيد، ومثلها جرائم أخرى ضد المسيحيين في العراق وسوريا، والامر مفتوح باتجاه المسيحيين، باعتبار ان تطهير الأرض منهم، امر ضروري، حتى تصير جنة عربية لنا وحدنا.
هذه الجماعات، والأجهزة، والعواصم، التي تعبث بملف المسيحيين في المشرق، تريد تدمير المنطقة، اذ بعد تثوير كل التناقضات، في دول أخرى، على أساس «الثنائيات» القابلة للتثوير، على أساس مسلم سني، ومسلم شيعي، يجري اليوم، السعي لتثوير ثنائية المسلمين والمسيحيين في مصر تحديدا، التي تعد المثل الاصلب، على الهوية الوطنية الجامعة، التي لاتقبل القسمة على اثنين، ومصر قدمت الاف الأدلة، على صلابة بنيتها الوطنية.
المثير في كل التحليلات ان المحللين ينشغلون بهوية الفاعل، او من يتبناه سرا او علنا، وايا كان الفاعل، فأن الأهم قراءة نتائج هذه الممارسات الاجرامية، ضد المسيحيين، الذين هم من أبناء المنطقة، وليسوا دخلاء ولاغرباء، هذا فوق ان منطق «الأكثرية والأقلية»، الذي يروج له البعض، منطق بائد، لايجوز طرحه في معالجاتنا، فهم مواطنون مثلهم مثل غيرهم.
كل الحاضنات العربية التاريخية الأربعة، قبل الإسلام، وبعده، جرى تدميرها، وهذه الحاضنات هي العراق، سوريا، اليمن، والمشروع بشأن مصر، مازال فاعلا، وقد لمسنا مرارا صبرا من المسيحيين في مصر، على كل محاولات الاعتداء عليهم، وقدرة هائلة على الاستيعاب، فهويتهم الوطنية صلبة، ووقوف المسلمين الى جانبهم يخفف من الاستفزاز البنيوي الذي تسببه هذه الجرائم، بحق اشقاء لنا في مصر، والويل لاولئك الذين تغيب أصواتهم، امام هكذا جرائم، او تصير اقل حدة، باعتبار ان الامر لايخصنا.
تطهير المشرق العربي من المسيحيين، يصب باتجاه تقديم صورة سيئة جدا عن المسلمين، باعتبارهم يستعدون كل الديانات الأخرى، فيقتلون مسيحيا في مصر، يحتفل بالعيد، ويدهسون بريئا في السويد، واذا كانت هذه الحوادث فردية، ولايصح سحب دلالاتها على كل المسلمين، فإن علينا ان نتنبه الى ان المسيحيين المصريين بالملايين، ومحاولة العبث بالنسيج المصري، خطيرة جدا، وغايتها تشظية البنية الوطنية وشطر مصر الى مصرين، فهذه ثنائية غير قابلة للاشتعال حتى الان، ولايمكن التهوين من نتائجها، مقارنة بدول أخرى.
نسب الجريمة الى جماعات مصرية محلية، او أجهزة امنية في العالم، وغير ذلك من تأويلات، لاينفي ابدا، ان الامر خطير، لان المشترك بين كل هذه الجرائم، بات تشظية الدول من الداخل، وكما يتم مس المسلمين لاي سبب داخل بعض الدول، على يد تنظيمات او جهات معينة، يتم مس المسيحيين، غير ان الفرق هنا، ان الصورة العامة للمسلمين يراد تلطيخها، وعلينا ان نلاحظ تتابع الاحداث، فكل يومين جريمة في مكان ما في العالم.
المشرق العربي، منوع تاريخيا، دينيا، ومذهبيا، عرقيا، وطائفيا، وتفكيك المشرق العربي، مشروع بدأ منذ سنوات، ويجد من ينفذه تحت عناوين مختلفة، دون أي ادراك سياسي من هؤلاء، ان النتيجة صناعة اكثر من اثنتي عشرة دولة جديدة، وصغيرة، ذات الوان مذهبية ودينية وعرقية، في سياقات إعادة انتاج المنطقة، بشكل اضعف واكثر هشاشة.
المسيحيون في المشرق العربي، أصحاب وجود طبيعي، حتى قبل الإسلام، وتعريضهم الى هذا الاستفزاز الدموي، لايمكن ان يكون مجرد قراءة خاطئة في الدين، او الاجتهاد، وهي محاولات تتجاوز احراج الأنظمة امام الغرب، ولاتعني الا السعي لقطع عنق المنطقة.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/10 الساعة 01:03