أخوارشيده يكتب: الأمير تميم.. عنوان فارق في عالم السياسات الخارجية
مدار الساعة - خاص - كتب: النائب السابق المحامي حمزه أخوارشيده - عضو لجنة الأخوة الأردنية القطرية في مجلس النواب الأردني السابع عشر.
تأتي زيارة أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن في مرحلة تاريخية مفصلية وهامة لجهة حاضر ومستقبل البلدين والمنطقة عموما وخاصة القضية الفلسطينية.
... حيث تسعى كلتا الدولتين الشقيقتين ممثلتين بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأخيه سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى تدشين آفاق جديدة يأمل ان تمهد لبناء علاقات ذات بُعد استراتيجي مدعومة بمفاهيم تتسم بالحيوية السياسية لتنسجم وتتشارك مع نظام دولي تتعاظم به أهمية البناء الاستراتيجي والاعتبارات الدولية العميقة. نعم، علاقات بينية (أردنية قطرية) لجهة رسم السياسات الخارجيّة والابتعاد بها عن سياسة المحاور الضيقة التي نالت في جانب منها بالمصلحة الوطنية لكلا البلدين وذلك مع الأخذ بالاعتبارات الخاصة لكل من الدولتين.
فالعلاقة بين الأردن وقطر تاريخية وأخوية وحميمة الاستثناء فيها هو الفتور، لتأتي زيارة الأمير الشاب بدعوة من أخيه جلالة الملك لتدفع بهذه العلاقة إلى مجالات اوسع من التعاون تطال كافة مستويات العمل المشترك؛ اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وثقافيا وبما يخدم مصلحة البلدين ويعود على الشعبين الشقيقين بأسباب الاستقرار والازدهار، ولتضيف الزيارة المرتقبة نوعا جديدا من العلاقات السياسية ترتكز على محددات ومصالح عليا، خاصة أن الرؤيا المشتركة حيال كثير من قضايا الاقليم وتحديدا الرؤيا المتعلقة بالقضية الفلسطينية المستنده إلى حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية الدولية ورفضهما لصفقة القرن بما يسمح ببحث سبل ومتطلبات مواجهة تداعياتها وإفشالها.
الحديث عن الدور الذي تضطلع به قطر دوليا واقليميا وعربيا بقيادة الأمير الشاب ومن قبل الأمير الأب حمد آل ثاني يصعب حصره بمقال أو اطروحة فهو يمثل سفرا يمتد في الانجاز والعطاء والالتزام بالمبادئ والقيم والثوابت إن تجاه الذات الوطنية القطرية التي جاهدت وكدت واجتهدت وتحملت ليبقى القرار الوطني لدولة قطر متستقلا عن كل أشكال التبعية أو الإستحواذ وبما يخدم مصالحها أو ان كان تجاه أمتها العربية وقضايا السلم الدولي.
فلم يمنع الحجم الجغرافي والسكاني المتواضع لدولة قطر الشقيقة أن تلعب دوراً فاعلاً واساسياً مؤثراً في قضايا الإقليم كما انها أسست لنهج جديد في الوساطة السياسية وفض النزاعات ومثل ذلك في مجال اقامة المشاريع الانمائية بالاخص في عالمنا العربي وقبل كل ذلك دعمها الصريح للشعب الفلسطيني لجهة نيل حقوقه الوطنية في كافة المحافل الدولية كما نذكر لقطر الشقيقة مواقفها الاصيلة النبيلة مع اردننا العزيز.
حقاً ان قطر يصدق فيها ما يقال إذ جعلت: "السياسة فن تحقيق أكثر من الممكن" فها هي تقيم شراكات وعلاقات دولية مع اغلب دول العالم والاقليم الوازنة في معادلات السياسة الدولية إذ تربطها شراكات استراتيجية ضخمة وواسعة سياسية وعسكرية وتجارية وأمنية مع عديد من الدول خاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الاقليم الفاعلة.
يوماً بعد يوم تتجلى قطر في ميادين المبادرة والرهان، تشق طريقها واثقة غير ملتفتة إلى الوراء لتبعث الأمل من جديد في زمن عزّ فيه الكبار.
سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة أهلاً بك في الأردن ضيفاً عزيزاً ورجل دولة من الطراز الرفيع ووفقك الله ومليكنا عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى لما فيه خدمة الشعبين الشقيقين وأمتنا العربية المجيدة.