توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي العالمي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/20 الساعة 15:58

مدار الساعة - يُعد فيروس "كورونا" أحد الأحداث غير المتوقعة التي أثارت اضطرابا في الاقتصاد العالمي منذ بداية العام الحالي، ما شكل ظاهرة تسمى "البجعة السوداء" والتي تعد ظاهرة اقتصادية عنذ ظهور حدث غير متوقع يؤثر على الاقتصاد عالميا وهو ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية.

تحذيرات عديدة أطلقتها مؤسسات اقتصادية ومالية عالمية محذرة من تأثيرات اقتصادية سلبية بسبب تفشي فيروس كورونا حول العالم في الربع الأول على أقل تقدير ومنهم من ذهب الى النصف الأول من العام الحالي.

وجاءت التحذيرات بسبب انخفاض الاستهلاك والانفاق الصيني والعالمي وتحديدا انخفاض الانفاق على السفر والسياحة، والذي جاء متزامنا مع إيقاف شركات الطيران عالمية رحلاتها الى الصين، إضافة الى انخفاض الاستهلاك على السلع غير الأساسية.

توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي العالمي

أسفر ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إضافة الى ارتفاع الوفيات بشكل مستمر منذ مطلع العام الحالي وحتى الان إلى توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي الصيني والعالمي في عام 2020 من قبل محللين اقتصاديين وماليين.

ووصلت توقعات انخفاض النمو الاقتصادي بين 0.4%-1.5% بمعنى آخر محو ما يقدر بــ 400 مليار دولار الى أكثر من تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في النصف الأول من العام الحالي، والذي سوف يكون المتضرر الأكبر منه الصين وبالتالي تأثيرها على النمو العالمي بفعل وزنها الاقتصادي حيث تعد ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية.

وترتبط التوقعات الاقتصادية السلبية بعدة عوامل أهمها عدم معرفة مدى انتشار وتفشي المرض حول العالم إضافة الى عدم وضوح إن كان هنالك علاجا ضد الفيروس.

منظمة الصحة العالمية أعتبرت ظاهرة تفشي "كورونا" حالة طوارئ عالمية وغيرت اسم الفيروس الى كوفيد19 وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقع نمو الاقتصاد الصيني الى 5.2% من 5.8% في 2020.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أمس الأربعاء إن التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن وباء فيروس كورونا في الصين ستكون قصيرة الأجل في افضل الاحوال، لكنها تتزامن مع هشاشة الاقتصاد العالمي حاليا.

واضافت "سيتضاعف تأثير الوباء العالمي ويتجسد في حدوث اضطرابات كبيرة في سلسلة الامدادات، وانخفاض مستمر في ثقة المستثمرين، خصوصا إذا انتشر خارج الصين"

شركة آبل

وكانت شركة ابل حذرت والتي تعتمد على الإنتاج والاستهلاك الصيني من ان امداداتها من هواتف آيفون ستتأثر، مما شكل مخاوف على إيراداتها ومبيعاتها هذا العام ،وذلك يشير الى إمكانية تأثير سلبي كبير على شركات كبيرة حول العالم مرتبطة بالاستهلاك الصيني او انتاج لعملياتها التشغيلية داخل الصين.

تأثرت أسعار النفط سلبا بانخفاض وصل الى 20% خلال تداولات الشهر الحالي قبل الارتداد صعودا بفعل الحديث عن احتمالية تخفيضات جديدة محتملة للانتاج من قبل منظمة أوبك وحلفائها. بفعل انخفاض الاستهلاك الصيني ثاني أكبر مستهلك للنفط واكبر مستورد للنفط بالعالم.

واشارت التقارير بان استهلاك الصين من النفط انخفض بمقدار 3 مليون برميل يوميا إضافة الى انخفاض الطلب على وقود الطائرات بفعل تعطل حركة السفر عالميا وتحديدا من والى الصين.

وفي محاولة لتخفيف حدة التاثير السلبي على الاقتصاد قامت الصين بضخ مئات المليارات في النظام المالي لديها لتوفير السيولة وتحفيز الأسواق ، وقام بنك الشعب الصيني الخميس بخفض معدل الفائدة على القروض لآجل عام إلى 4.05 % بمقدار عشر نقاط أساس كما تم تخفيضها على القروض لمدة 5 سنوات الى 4.75%.

وتبقى الأرقام تقديرية الى حين ظهور الأرقام للنمو الاقتصادي مع نهاية الربع الأول من العام الحالي كإشارة أولية على الخسائر بسبب الفيروس.

وتراجعت أسعار الذهب الخميس بعد أن كشفت الصين عن إجراءات لتخفيف الأثر الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا، لكن المعدن ظل قرب أعلى مستوياته في نحو سبع سنوات الذي سجله في الجلسة السابقة مع استمرار المخاوف حيال المرض.

وفي الساعة 0749 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري للذهب منخفضا 0.3 % إلى 1606.62 دولار للأوقية (الأونصة). ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 % لتسجل 1609.60 دولار.

وقال إليا سبيفاك، محلل سوق الصرف في ديلي فيكس، "يبدو أقرب إلى التصحيح في معظمه لأنه... ليس الذهب فحسب الذي نراه يتراجع بعض الشيء في إطار ديناميات العزوف عن المخاطرة، بل عبر أصول متنوعة."

وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم الذي يشهد عجزا في المعروض 0.9 % إلى 2688.40 دولار للأوقية، بعد أن لامس ذروة قياسية عندما بلغ 2841.54 دولار في الجلسة السابقة.

وانخفضت الفضة 0.5 % إلى 18.30 دولار، لكنها حومت قرب أعلى مستوياتها في أكثر من شهر الذي سجلته أمس الأربعاء.

ونزل البلاتين 1.2 % إلى 993.40 دولار للأوقية.

النفط يصعد

كما ارتفعت أسعار النفط مواصلة مكاسبها من الجلسة السابقة، مع تحول تركيز السوق صوب تعطيلات المعروض، بينما انحسرت مخاوف الطلب عقب تراجع في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في بؤرة تفشيه.

ولا توجد بادرة حل للصراع في ليبيا الذي أفضي إلى إغلاق موانيها وحقولها النفطية، بينما قد تخفض العقوبات الأميركية على وحدة لشركة النفط الحكومية الروسية العملاقة روسنفت إمدادات الخام من فنزويلا بدرجة أكبر، مما يجدد المخاوف بشأن معروض النفط العالمي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا بما يعادل 0.2 %إلى 59.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 0745 بتوقيت غرينتش، بعد صعودها إلى 59.71 دولار في وقت سابق من الجلسة. كان خام القياس العالمي زاد 2.4 %أمس الأربعاء وهو الآن في صعود لليوم الثامن على التوالي.

وتقدمت عقود خام غرب تكساس الوسيط 38 سنتا أو 0.7 %مسجلة 53.67 دولار للبرميل. وصعد غرب تكساس في ست من الجلسات السبع الأخيرة بدءا من 11 فبراير شباط.

وقال ستيفن إنيس، كبير محللي السوق لدى أكسي كورب، "تعطيلات المعروض تساعد في تخفيف أثر الفيروس، لكن من السابق لأوانه على الأرجح أن نعتقد أننا تجاوزنا أشد التداعيات الاقتصادية.

أسهم أوروبا تتراجع

كما تراجعت الأسهم الأوروبية عن مستويات قياسية مرتفعة الخميس، حيث أجج ارتفاع في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية المخاوف بعد أن خلص بحث إلى أن الفيروس شديد العدوى على نحو أكبر مما كان يعتقد في السابق.

وطُلب من سكان مدينة دايجو في كوريا الجنوبية ملازمة منازلهم بعد أن قاد تتبع مصدر 23 إصابة جديدة بالفيروس إلى قداسات كنسية في المدينة. أوقدت الأنباء شرارة القلق من التداعيات العالمية للوباء، حتى مع إعلان الصين عن تراجع حاد في عدد الإصابات الجديدة.

وفي الساعة 0802 بتوقيت غرينتش، كان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.2 %، بعد أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في الجلسة السابقة توقعا لمزيد من التدخل من البنك المركزي الصيني.

وخفض البنك سعر الإقراض الرئيسي اليوم، لكن المخاوف الأوسع حيال أثر الفيروس سريع الانتشار على الشركات أفضت إلى تراجع أسواق الأسهم.

ونزل سهم إير فرانس-كيه.ال.إم 3.2 % بعد أن انضمت إلى قائمة متنامية من الشركات المحذرة من تعطيلات بسبب الفيروس.

وتذيل سهم إليكتا السويدية لصناعة معدات العلاج الإشعاعي قائمة الأداء على ستوكس 600 بعد أن جاء نمو أرباح التشغيل الفصلية دون التقديرات مع تراجع طلبيات التوريد الجديدة بالولايات المتحدة.

محلل مالي

المملكة + رويترز

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/20 الساعة 15:58