ماذا سيحدث لو كانت مباراة الفيصلي والوحدات فاصلة؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/09 الساعة 22:48

مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - تأكد للقريب والبعيد وللمرة الألف، أن كل الحديث عن الوحدة الوطنية ولقاءات فرق الاسرة الواحدة، والتنسيق مع الأطراف النادوية واتحاد كرة القدم والاجهزة المعنية بأمن الملاعب والتحلي بالروح الرياضية، كلها شعارات لا تصمد اكثر من 24 ساعة.

مشكلة لقاءات الفيصلي والوحدات، ان الجمهور هو الذي يقرر ان فريقه هو الأفضل، ليس في الجانب الفني، وانما من باب الفوقية، والا فإن ما يحدث  انما نتيجة الخروج عن النص سواء في الروح الرياضية وعدم القبول بنتيجة الخسارة او التعادل، والتمترس وراء الفوز، حتى لو كان الفريق لا يستحقه!

وعندما يكون الجمهور متعصباً، بحيث لا يرضى الا بالفوز، فهذه كارثة في كرة القدم، ولا يمكن ان يكون للعبة ارتقاء، ليس في الاردن الذي تتراجع به اللعبة، بل في كل دول العالم.

اعظم فريقين في العالم، برشلونة وريال مدريد، ايهما لم يخسر، ومتى شاهدنا تكسيراً او تبادل الشتم، وتقريع اللاعبين والاجهزة الفنية؟

اجزم ان الاجابة حاضرة،وهو ان هناك من يقول نحن لا نعرف اللغة الاسبانية، حتى نقول ان الجمهور يشتم او لا يشتم.

مثل هذا الرد ما هو الا ترسيخ السلوك المشين والعبارة المعيبة التي زرعت في ذهنية بعض افراد الجمهور الاردني ، وهي ذهنية لا تتوقف عند جمهوري الفيصلي والوحدات، بكل اسف.

لم يعد القول والارشاد والنصح واطلاق الشعارات البراقة تجدي نفعاً منذ عشرات السنين، فالسلوكيات تتكرر وباشكال عديدة،طالما ان الجمهور لم يتخل عن هذه الذهنية، وانه لا يوجد ما يشد الانتباه على ارض الملعب من اداء.

ماذا عندنا من كرة القدم مقارنة بما عند بعض الاشقاء العرب، حتى لا نقول عند الغرب المتقدم والمتحضر رياضياً، وماذا عندنا من نجوم حتى نخلع القبعات، والسؤال الأهم : كم كلفة خسارة برشلونة او ريال مدريد او اي فريق عالمي عندما يخسر مباراة او بطولة، وكلفة خسارة الفيصلي او الوحدات او الرمثا والجزيرة والاهلي وجميع الفرق الاردنية؟

اذا كان فوز الفيصلي في مباراة وخسارة الوحدات، ولا نقول خسارة الدوري، وحدث ما حدث، ماذا لو كانت المباراة فاصلة، وخسر احدهما اللقب، ماذا سيحدث؟

الى منظومة الكرة الاردنية بجميع اطرافها، نقول : افيقوا اذا اردتم ان تنهض اللعبة.

واما ان يتوقف مصيرالوحدة الوطنية على امتثال الفيصلي والوحدات بالروح الرياضية،نقول : لماذا لم يمتثل الجمهور، بعد كل هذه العقود الطويلة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/09 الساعة 22:48